كيف 'يشتري' اللوبي الصهيوني.. 'نواب' مجلس العموم 'البريطاني'؟

محمد خروب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/29 الساعة 00:23
في العاشر من تموز الماضي, نشرَ موقع «ديكلاسيفايد يو كي» تقريراً جاء فيه أن (اللوبي الصهيوني في بريطانيا, «موّلَ نصف» حملة زعيم حزب «العمال» كير ستارمر الانتخابية.
وفي تقريره الحصري, كشفَ الموقع أن فريق حزب «العمال» البارز قَبِلَ 600,000 جنيه إسترليني من مُمولين مؤيدين لإسرائيل.لم يتوقف التقرير عند هذه المعلومات المثيرة ولكن المُقتضبة, بل مضى الى تسمية «الأشياء» بأسمائها, أقصدُ النواب الذين أصبحوا وزراء في حكومة ستارمر. إذ ضمت قائمة المستفيدين من التمويل «ستارمر» نفسه، ونائبته أنجيلا رينر، ووزيرة الخزانة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزيرة الداخلية يوفيت كوبر. كما استفاد من التبرّعات المالية من اللوبي الإسرائيلي، جوناثان رينولدز، الذي ستُشرف وزارته/التجارة، على صادرات السلاح إلى إسرائيل. وكذا «العقل المُدبر» لانتخابات حزب «العمال» بات ماكفادين، والذي ستضم مسؤولياته الآن «الأمن القومي».مناسبة العودة للتذكير بهذا التقرير, هو التقرير «الجديد/والطازج», الذي نشرَه اول من أمس الثلاثاء, الموقع البريطاني ذاته/ «ديكلاسيفايد يو كي». كشفَ فيه ان 15 نائباً جديداً في البرلمان البريطاني, حصلوا على «تمويل من اللوبي الإسرائيلي», كما رتّبوا لهم رحلات إلى تل أبيب خلال الحرب الصهيونية على قطاع غزة. إذ جاء في بيانات حديثة أن 15عضواً جديداً في البرلمان البريطاني, حصلوا على «تمويل» من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل «قبل انتخابهم» للبرلمان.وقد تم تقديم «التبرّعات» مِن قِبل «مجموعات أصدقاء إسرائيل» المُرتبطة بحزبَيّ «العمال والمحافظين»، والتي تهدف إلى «تعزيز مصالح إسرائيل في بريطانيا», ولكنها «لا تكشف عن مصادر تمويلها». مضيفا/التقرير ان «مجموعات أصدقاء إسرائيل», نظّمَت رحلات إلى تل أبيب بمشاركة «12» مُرشحاً من حزب العمال و«ثلاثة» مرشحين من حزب المحافظين, في العام الذي سبقَ الانتخابات العامة في بريطانيا. التي حرتْ في الرابع من تموز الماضي, والتي فاز فيها حزب العمال, مُلحقا هزيمة نكراء وغير مسبوقة بحزب المحافظين الذي كان يرأسه الهندوسي المُتصهين ريشي سوناك.هل سألتم عن «التكلفة المالية» لتلك الرحلات؟بلغت التكلفة الإجمالية لهذه الرحلات ــ بحسب سجلات برلمانية صدرت مؤخراــ أكثر من 30 ألف جنيه إسترليني (أي حوالي 40 ألف دولار)، كما جرى البعض منها في خضم حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، والأكثر باعثا على الغضب انه تم توصيف رحلات الرشوة هذه, بأنها مهام «تضامنية». لكن ذلك لم يمر مرور الكرام على المشهديْن السياسي والحزبي في بريطانيا, إذ نقلَ موقع/دي كلاسيفايد عن أندرو فينشتاين، خبير تجارة الأسلحة الذي ترشّح كمرشح مستقل ضد رئيس الوزراء البريطاني/كير ستارمر، قوله: «مٍن المِقلق للغاية أن تحاول مجموعات أصدقاء إسرائيل, رعاية السياسيين في بريطانيا حتى قبل انتخابهم». مُضيفا في إنتقاد لاذع, أن هذه الجهود «مُستمرة وسط الإبادة الجماعية, التي لا يمكن الدفاع عنها في غزة»، مثيراً/ فينشتاين مَخاوف من أن المُرشحين «قد لا يعرفون في الواقع مَن يُمول رحلاتهم إلى إسرائيل», بالنظر إلى «رفض جماعات الضغط الكشف عن مصدر أموالها». علما ان موقع «دي كلاسيفايد» كان كشفَ في وقت سابق, أن «واحداً مِن كل أربعة» نواب بريطانيين في البرلمان السابق, تلقّى تمويلاً من جماعات ضغط أو أفراد مُؤيدين لإسرائيل.ثمة معلومات أخرى تعكس من بين أمور أخرى, مدى «تهافت» وعُنصرية ما يُسمى اليسار الصهيوني, وبخاصة الحزب الذي إندثر وبات من الماضي, ونقصد هنا «حزب العمل الصهيوني، الذي كانت ترأسه/ميراف ميخائيلي, قبل إندماجه مع حركة ميرتس مؤخرا في إطار حزب جديد حملَ إسم «الديمقراطيّون» ويرأسه جنرال الإحتياط يائيرغولان. إذ أفاد الموقع أن مجموعة أصدقاء إسرائيل العمالية (LFI) دفعت تكاليف سفر «أربعة» نواب «مُحتمَلين» من حزب العمال إلى إسرائيل في تموز/2023، أي «قبل عام واحد» من انتخابهم لأول مرة في البرلمان. موردا اسماءهم ودوائرهم الإنتخابية. لكن ما يعنينا هنا هو ان الرحلة تضمّنتْ لقاء مع زعيمة حزب العمل الصهيوني وقتذاك/ ميراف ميخائيلي، التي أعلنت في عام 2022 أن (أكبر تهديد لإسرائيل هو فقدان «جوهرها», من خلال «الاختلاط بثلاثة ملايين فلسطيني».* استدراك:في مؤتمر صحفي عقب اختتام قمة حلف شمال الأطلسي/ناتو بواشنطن (9 ــ 11 تموز الماضي), قال رئيس الوزراء البريطاني/ستارمر، إن الاعتراف بـ(فلسطين يجب أن يكون «جزءاً من عملية تأمين السلام» في المنطقة). وردّاً على سؤال بشأن استعداده للعمل على الاعتراف بفلسطين قبل واشنطن أو تل أبيب، قال: «سأُحدد سياستنا، ولن أتَّبع أي شخص آخر». تصريح «ثوريّ» كهذا لم يُترجم ولا يبدو أنه سيُترجم لاحقاً, لأن ستارمر يقود الجناح المتصهين داخل حزب العمال, وهم ستارمر وصهاينة الحزب, هم الذين عمِلوا على تشويه صورة وسيرة زعيم الحزب السابق/جيرمي كوربن وشيطنته, حيث لم يكتفوا بهزيمته في المنافسة على زعامة الحزب بفوز ستارمر. بل قام الأخير/ستارمر بـ«طرد» كوربن من الحزب, لكن هذا البريطاني الشجاع والمثابر/ كوربن، خاض الانتخابات الأخيرة مُستقلاّ وفاز بالمقعد في مواجهة مُنافس «عُماليّ مُتصهين» مثل ستارمر.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/29 الساعة 00:23