الانتقام اليهودي (2 ــ3)
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/26 الساعة 01:22
استكمالاً لمقالة الأمس/ الأحد، نواصل الإضاءة على الدراسة, بل «البحث الفريد من نوعه», الذي كتبَه/ونشرَه في صحيفة «زافترا» الإلكترونية/ «فلاديمير تيماكوف» حامل لقب الدكتوراه في علم الوراثة, والناشط الاجتماعي والسياسي والخبير الروسي في الدراسات السكانية. حيث يكشف لـِ«أول مرة» أن معدل المواليد لدى«اليهود» في أرض «فلسطين التاريخية», بات يتفوّق على الفلسطينيين منذ عام/2020. على ما قدّم له وترجمَه د. زياد الزبيدي.
يلفت «تيماكوف» إلى آثار الهبوط إلى «ما دون المستوى الحرِج للتكاثر» في القوتين العظميين الآسيويتين - الصين والهند - ما سببَ في استكمال الصورة العالمية، الأمر الذي أقنعَ ـ يتابع الباحث - أشد المُتشائمين الراسخين, بأن «التحوّل الديموغرافي» يُشكل مصيراً قاتِلاً, لا يستطيع أحد أن يفلت منه. والفشل في معظم دول آسيا ذات التقنية العالية (كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة) إلى هذا المستوى المُذهل، حيث كان جيل المواليد «أصغر» بثلاث مرات تقريباً من جيل آبائهم، ما أجبرَ الناس على التحدّث بجدية, حول الإنخفاض الوشيك لسكان الكوكب, و«عصر كبار السن الوحيدين» القادم.هل حدثَ «الهبوط الديموغرافي» نفسه في دولة العدو الصهيوني؟.يكشف باحثنا حدوث «العكس» تماماً, قائلاً: على هذه الخلفية، تحرّكت «دولة واحدة» على عكس الاتجاه العام، فعمِلت على تحسين معدلات المواليد كل عام، على الرغم من مستويات الدخل المرتفعة للغاية, والتحديث غير المشروط للحياة. مُشيراً أننا » نتحدث عن إسرائيل». ومضيفاً:وهكذا، فإن المؤشر الرئيسي للإنجاب، (معدل الخصوبة الإجمالي، أو متوسط عدد الأطفال لكل امرأة)، في الدولة «اليهودية» في عام/1991 كان 2.91. وهذا رقم مُرتفع بشكل غير عادي بالنسبة لدولة مُتقدمة، مع الأخذ في الاعتبار أنه في الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وفرنسا (المصادر الرئيسية للهجرة اليهودية إلى إسرائيل), كان مُعدل الخصوبة الإجمالي «أقل» من اثنين. في عام/2008، في حين وصلَ معدل الخصوبة الإجمالي «الإسرائيلي» إلى 2.96، وفي عام/2010 تجاوز 3.0، وبعد ذلك ظل ثابتاً فوق الثلاثة حتى وباء فيروس كورونا، عندما أجبرتْ الإجراءات الصحية القاسية, العديد من العائلات، وليس فقط في إسرائيل، على «تأجيل» خطط الأبوّة والأمومة. وهكذا، (على مدى السنوات الثلاثين الماضية، زادت معدلات الخصوبة الأساسية في الدولة اليهودية)، في حين «انخفضت معدلات الخصوبة, في بقية أنحاء العالم بمقدار النصف تقريباً».ما دور «فلسطينيي الداخل» في هذا التحوّل الديموغرافي «اليهودي»؟.لا يتردد فلاديمير تيماكوف في تحميل فلسطينيي الداخل «بعض» المسؤولية في ذلك قائلاً: سيكون من «المُغري» أن نعزو هذه الظاهرة إلى المجتمع العربي (عرب/48- المترجم)، «لو لم» ينخفض المؤشر نفسه في الدول «العربية المُجاورة»، حيث عدد الأطفال لكل امرأة (إلى أقل من «ثلاثة» بشكل ملحوظ). اليوم - يُتابع - يبلغ معدل الخصوبة الإجمالي الحالي في مصر 2.53، وفي سوريا 2.27، وفي لبنان «الأكثر حداثة»، وصل إلى المستوى «الأوروبي» البالغ 1.52.هل يمكن المقارنة بين المجتمع «اليهودي» والمجتمع العربي/ فلسطينيو الداخل؟.يُجيب تيماكوف: يُظهر تحليل مُنفصل, للمجتمعات اليهودية والعربية في إسرائيل أيضاً, أن معدل المواليد لـ«العرب» طوال وجود الدولة اليهودية, كان «في انخفاض مُطّرِد»، في حين أن معدل المواليد لـ«اليهود آخذ في الارتفاع». وهكذا، في عام/1990، كان مُتوسط عدد نسل المرأة اليهودية 2.69، أي أنه أقل بقليل من المعدل الإسرائيلي. في عام/2011، بدا المجتمع اليهودي، الذي بلغ مُعدل الخصوبة الإجمالي فيه 3.11، أفضل من المعدل الوطني. في عام/2016، «تفوّق اليهود» الذين بلغ معدل الخصوبة لديهم 3.16 على العرب الإسرائيليين، وفي عام/2020، ولـ"أول مرة في التاريخ»، أنجبت «المرأة اليهودية» المتوسطة في إسرائيل, أطفالًاً, ليس أكثر من المرأة «العربية»، ولكن أكثر من المرأة «العربية والمسلمة». مُختتماً - تيماكوف إشارته السابقة ـ بملاحظة مُهمة يجدر بمن يهمهم الأمر, وبخاصة أؤلئك الذين لمّا يزالون يُراهنون, على «الرحم الفلسطيني/والعربي» أن يأخذوه في الإعتبار ـ إذ يُشير كاتبنا إلى أن «ديناميكيات معدل المواليد, سمحت للعديد من «المؤلفين» بالحديث عن «الانفجار الديموغرافي اليهودي» (أوفير ها-إيفري)، و«المعجزة الديموغرافية الإسرائيلية»(أ.م. سيتكوفسكي)، وحتى عن التهديد الوشيك, المُتمثل في «الاكتظاظ السكاني» في إسرائيل (آرون تال).ما علاقة «الإكتظاظ السكاني» في الكيان الإستعماري العنصري؟.هنا تضر «المؤامرة», بل المخطط الصهيوأميركي لـ«ضمّ» الضفة الغربية المحتلة أولاً, وقطاع غزة بالتأكيد, حال نجاح مؤامرة التهجير التي خطط لها الشريكان الأميركي والصهيوني, في حرب الإبادة الجماعية, المتوالية فصولاً وحشية, منذ عشرة أشهر في القطاع الفلسطيني المنكوب.يقول تيماكوف: يبدو أن «النهضة الديمغرافية» الإسرائيلية, ساهمتْ في تفاقم الوضع الحالي في الأراضي المقدسة. إذ ــ يُتابع الباحث ــ لا يُمكن «استبعاد» أن الزيادة المُطردة في عدد السكان اليهود, «أقنعتْ» القادة الإسرائيليين, بـ«عدم الحاجة» إلى إقامة دولة فلسطينية مُنفصلة، لأن «عدد اليهود» في البلاد, يكفي لـِ"السيطرة على كامل أراضي الأرض المقدسة». على الأقل -يختم تيماكوف- يُمكن أن تكون هذه، إحدى الحجج وأكثرها إقناعاً وتحديداً, من العديد من الحجج الأخرى.ماذا بعد؟.نُكمِل العجالة الثالثة والأخيرة... غداً.
يلفت «تيماكوف» إلى آثار الهبوط إلى «ما دون المستوى الحرِج للتكاثر» في القوتين العظميين الآسيويتين - الصين والهند - ما سببَ في استكمال الصورة العالمية، الأمر الذي أقنعَ ـ يتابع الباحث - أشد المُتشائمين الراسخين, بأن «التحوّل الديموغرافي» يُشكل مصيراً قاتِلاً, لا يستطيع أحد أن يفلت منه. والفشل في معظم دول آسيا ذات التقنية العالية (كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة) إلى هذا المستوى المُذهل، حيث كان جيل المواليد «أصغر» بثلاث مرات تقريباً من جيل آبائهم، ما أجبرَ الناس على التحدّث بجدية, حول الإنخفاض الوشيك لسكان الكوكب, و«عصر كبار السن الوحيدين» القادم.هل حدثَ «الهبوط الديموغرافي» نفسه في دولة العدو الصهيوني؟.يكشف باحثنا حدوث «العكس» تماماً, قائلاً: على هذه الخلفية، تحرّكت «دولة واحدة» على عكس الاتجاه العام، فعمِلت على تحسين معدلات المواليد كل عام، على الرغم من مستويات الدخل المرتفعة للغاية, والتحديث غير المشروط للحياة. مُشيراً أننا » نتحدث عن إسرائيل». ومضيفاً:وهكذا، فإن المؤشر الرئيسي للإنجاب، (معدل الخصوبة الإجمالي، أو متوسط عدد الأطفال لكل امرأة)، في الدولة «اليهودية» في عام/1991 كان 2.91. وهذا رقم مُرتفع بشكل غير عادي بالنسبة لدولة مُتقدمة، مع الأخذ في الاعتبار أنه في الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وفرنسا (المصادر الرئيسية للهجرة اليهودية إلى إسرائيل), كان مُعدل الخصوبة الإجمالي «أقل» من اثنين. في عام/2008، في حين وصلَ معدل الخصوبة الإجمالي «الإسرائيلي» إلى 2.96، وفي عام/2010 تجاوز 3.0، وبعد ذلك ظل ثابتاً فوق الثلاثة حتى وباء فيروس كورونا، عندما أجبرتْ الإجراءات الصحية القاسية, العديد من العائلات، وليس فقط في إسرائيل، على «تأجيل» خطط الأبوّة والأمومة. وهكذا، (على مدى السنوات الثلاثين الماضية، زادت معدلات الخصوبة الأساسية في الدولة اليهودية)، في حين «انخفضت معدلات الخصوبة, في بقية أنحاء العالم بمقدار النصف تقريباً».ما دور «فلسطينيي الداخل» في هذا التحوّل الديموغرافي «اليهودي»؟.لا يتردد فلاديمير تيماكوف في تحميل فلسطينيي الداخل «بعض» المسؤولية في ذلك قائلاً: سيكون من «المُغري» أن نعزو هذه الظاهرة إلى المجتمع العربي (عرب/48- المترجم)، «لو لم» ينخفض المؤشر نفسه في الدول «العربية المُجاورة»، حيث عدد الأطفال لكل امرأة (إلى أقل من «ثلاثة» بشكل ملحوظ). اليوم - يُتابع - يبلغ معدل الخصوبة الإجمالي الحالي في مصر 2.53، وفي سوريا 2.27، وفي لبنان «الأكثر حداثة»، وصل إلى المستوى «الأوروبي» البالغ 1.52.هل يمكن المقارنة بين المجتمع «اليهودي» والمجتمع العربي/ فلسطينيو الداخل؟.يُجيب تيماكوف: يُظهر تحليل مُنفصل, للمجتمعات اليهودية والعربية في إسرائيل أيضاً, أن معدل المواليد لـ«العرب» طوال وجود الدولة اليهودية, كان «في انخفاض مُطّرِد»، في حين أن معدل المواليد لـ«اليهود آخذ في الارتفاع». وهكذا، في عام/1990، كان مُتوسط عدد نسل المرأة اليهودية 2.69، أي أنه أقل بقليل من المعدل الإسرائيلي. في عام/2011، بدا المجتمع اليهودي، الذي بلغ مُعدل الخصوبة الإجمالي فيه 3.11، أفضل من المعدل الوطني. في عام/2016، «تفوّق اليهود» الذين بلغ معدل الخصوبة لديهم 3.16 على العرب الإسرائيليين، وفي عام/2020، ولـ"أول مرة في التاريخ»، أنجبت «المرأة اليهودية» المتوسطة في إسرائيل, أطفالًاً, ليس أكثر من المرأة «العربية»، ولكن أكثر من المرأة «العربية والمسلمة». مُختتماً - تيماكوف إشارته السابقة ـ بملاحظة مُهمة يجدر بمن يهمهم الأمر, وبخاصة أؤلئك الذين لمّا يزالون يُراهنون, على «الرحم الفلسطيني/والعربي» أن يأخذوه في الإعتبار ـ إذ يُشير كاتبنا إلى أن «ديناميكيات معدل المواليد, سمحت للعديد من «المؤلفين» بالحديث عن «الانفجار الديموغرافي اليهودي» (أوفير ها-إيفري)، و«المعجزة الديموغرافية الإسرائيلية»(أ.م. سيتكوفسكي)، وحتى عن التهديد الوشيك, المُتمثل في «الاكتظاظ السكاني» في إسرائيل (آرون تال).ما علاقة «الإكتظاظ السكاني» في الكيان الإستعماري العنصري؟.هنا تضر «المؤامرة», بل المخطط الصهيوأميركي لـ«ضمّ» الضفة الغربية المحتلة أولاً, وقطاع غزة بالتأكيد, حال نجاح مؤامرة التهجير التي خطط لها الشريكان الأميركي والصهيوني, في حرب الإبادة الجماعية, المتوالية فصولاً وحشية, منذ عشرة أشهر في القطاع الفلسطيني المنكوب.يقول تيماكوف: يبدو أن «النهضة الديمغرافية» الإسرائيلية, ساهمتْ في تفاقم الوضع الحالي في الأراضي المقدسة. إذ ــ يُتابع الباحث ــ لا يُمكن «استبعاد» أن الزيادة المُطردة في عدد السكان اليهود, «أقنعتْ» القادة الإسرائيليين, بـ«عدم الحاجة» إلى إقامة دولة فلسطينية مُنفصلة، لأن «عدد اليهود» في البلاد, يكفي لـِ"السيطرة على كامل أراضي الأرض المقدسة». على الأقل -يختم تيماكوف- يُمكن أن تكون هذه، إحدى الحجج وأكثرها إقناعاً وتحديداً, من العديد من الحجج الأخرى.ماذا بعد؟.نُكمِل العجالة الثالثة والأخيرة... غداً.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/26 الساعة 01:22