يحدث في مساجدنا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/24 الساعة 22:29
العبادات في الإسلام ليست مجرد شعائر تؤدى، لكن كل منها تشكل مفتاحا لمنظومة من المفاهيم التي يجب أن تنعكس في سلوك المسلم وتصرفاته، وهذه حقيقة لايفهمها الكثيرون منا، وساضرب على ذلك مثلا مما يجري في مساجدنا يوم الجمعة على سبيل المثال،ففي سورة الأعراف قوله تعالي ( يابني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد) وقد فسر العلماء هذه الآية بضرورة لبس الملابس التي تستر العورة والتي تكون جميلة ونظيفة، وهي اية كريمة تضع قاعدة من قواعد السلوك، وهي قاعدة تتم مخالفتها من قبل نسبة عالية من المصلين، حيث يحضر الكثير منهم إلى المساجد، بملابس لا تستر العورة خاصة في الركوع والسجود، كما يحضر الكثيرون منهم بملابس النوم، أو ملابس الرياضة، كما تحضر نسبة كبيرة منهم بملابس مزركشة، عليها الكثير من الرسوم والشعارات واعلام الدول التي تعادي الإسلام، وصور بعض نجوم الرياضة بمن فيهم الذين عرفوا بمناصرتهم لكيان الاحتلال في فلسطين، وفوق ان هؤلاء يخالفون قاعدة (خذوا زينتكم عند كل مسجد) ، فقد فاتهم أيضا ان اللباس ثقافة، وانهم بما يرتدون من رسوم وشعارات وعبارات على ملابسهم، إنما يروجون لثقافة غير ثقافة الإسلام، وانهم يسمحون بزراعة هذه الثقافة الغريبة في عقول ونفوس أبنائهم وبناتهم.
غير مخالفة اخذ الزينة عند كل مسجد، فان بعض المصلين يكسرون قواعد عدم تخطي الرقاب، وقاعدة السكينة والخشوع، حيث يتم هذا الكسر من خلال عدد من السلوكات، منها أصطحاب الكثير من المصلين أطفالهم من الذكور والإنات،إلى المساجد، وهو سلوك حميد لو قام هؤلاء بتعليم أطفالهم لابسط قواعد السلوك في المسجد، وأهمية الحفاظ على الهدوء والسكينة فيه، اما ان يترك هؤلأ أطفالهم يسرحون ويمرحون في المسجد، ويحولنه إلى حضانة أطفال، يكثر فيها الصراخ، والى مضمار جري يتخطى به الأطفال رقاب المصلين، ويقطعون عليهم خشوعهم وسكينتهم، فهو سلوك مؤذي لايتفق مع تعاليم الإسلام.
لا يقتصر سلوك قطع الخشوع والسكينة على الأطفال، بل يتعداه إلى بعض الكبار من رواد المساجد، عندما يتحلق هؤلأ في مجموعات تتسامر بصوت عال، أو يتحدثون بحديث فيه الكثير من الغيبة، لبعض معارفهم المشتركين، أو يسهبون بالحديث في شؤون الدنيا، غير ابهين بأثر ذلك على سكينة سواهم من المصلين.
ومن السلوكيات السلبية التي تشهدها مسجدنا ظاهرة حجز الأماكن في الصفوف الأولى، وتناثر الكراسي بين صفوف المصلين.
هذه الممارسات التي تشهدها مساجدنا، تدل على عدم الوعي مقاصد العبادات، فاين دور وزارة الاوقاف من بناء هذا الوعي؟.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/24 الساعة 22:29