القضاة يكتب: الدفاع عن الوطن ليس جريمة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/22 الساعة 11:31
هل الدفاع عن الوطن جريمة؟ أم هو خطيئة لا تغتفر! فقرع باب "الدفاع عن الوطن" بات يستفز الكثير ممن تشربوا أفكار سوداوية ناتجة عن سوء فهم، لاستسلام هذه الفئة لأخبار مضللة تنشر على الشبكة العنكبوتية لا صحة لها، هدفها إحداث شق في صفوف المجتمع وتخريبه.
انصهار البعض في خندق تصديق أي معلومة مغلوطة وسلبية تصدر تجاه الوطن، جعل حالة من التوتر والسلوكيات غير المرغوبة تطغى في أجواء مواقع التواصل الإجتماعي، حيث نجد اندفاع كبير نحو الإمساك بالخناجر الحادة لطعن خاصرة الوطن بكيل من الاتهامات من خلال توجيه النقد الحاد والقاسي الذي لا يخلو من الألفاظ الجارحة للوطن، ويتعدى الأمر ذلك بتداول تلك الأكاذيب ونشرها على أنها حقائق، والبناء عليها بلا وعي ودون محاولة البحث عن الحقيقة لإنصاف الوطن.
الغريب في الأمر ورغم انكشاف زيف وأكاذيب الكثير من الاتهامات والقصص التي حاولت النيل من الوطن، نجد هناك من يغوص مرة أخرى خلف الأكاذيب والاشاعات رغبة منه لتشويه صورة الأردن ليس لأمر هام المقصد منه معرفة السلبيات والبناء عليها نحو عالم الإيجابيات للمساهمة في عملية التطوير والتحديث، بل إن الأمر يكون لغايات شخصية هدفها النيل من الوطن ونشر الخراب.
سموم عديدة نثرت في عالم السوشيال ميديا حول الوطن، وارتفع مستوى تلك السموم بالتزامن مع ما تشهده المنطقة من أحداث دامية في غزة ومناطق في الضفة الغربية، فعلى الرغم من الجهود الأردنية قيادةً وشعباً والتي يشهد لها الداني والقاصي إلا أن هناك فئة ما زالت تشكك في الموقف الأردني؛ لا لشيء لكن لأسباب شخصية بحتة بعيدة عن الواقع والحقائق وترتكز على أوهام مختلفة الأنواع والأشكال لا قيمة لها أمام ما يقدمه الوطن على أرض الواقع بقيادته الهاشمية للقضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية.
الركض وراء الخزعبلات أعمى بصيرة قطاع من أبناء الشعب ممن انجذبوا وراء الأوهام التي زرعها حاقدون على الوطن، استغلوا كره مواطنين لسلوك مسؤول ما، أو خطأ قرار لمسؤول آخر، أو حالة ظلم قد تكون حدثت، كان لا يجب أن تتعدى حيثياتها المنطق المعقول، لا أن يتم استثمارها لإشعال فتيل أزمة ضد الوطن، وإظهار الأردن بصورة سلبية منافية للحقيقة المقصد منها إيذاء الوطن وخلق حالة من الفوضى في صفوف المجتمع.
الأنكى من الانجذاب لأوهام مصطنعة، هو مهاجمة كل من يحاول الدفاع عن الأكاذيب التي تُلصَق بالوطن، فالتعصب الأعمى قد يحول دون التفريق من يدافع عن الأردن - أرض الحضارات وأرض السلام ـ وبين من يدافع عن أشخاص، فلا يوجد تشابه بين الأمرين، فعدم الرضا عن مسؤول أو عن أمر ما ناتج عن سلوك فردي، يجب أن لا يتعدى حدود المشاعر السلبية عن ذلك الموقف، حتى أن الشعور بالظلم له نطاق محدد، بالسعي وفقا للقوانين للحصول على الحق والعدل، وذلك أمر شرعي، أما أن يتم تصعيد الأمر والانجذاب خلف من يحاولون الاصطياد بالماء العكر لخلق الفتن وإيقاع الخلافات بين الناس فهذا أمر غير مقبول، خاصة أن أهداف كارهي الوطن تتمحور حول غرس الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد من خلال ممارسة أعمال قبيحة تعكر صفو الحياة لأشخاص خصصوا الوقت كله لحماية الوطن والدفاع عنه.
الوطن ليس أشخاص، الوطن شجرة طيبة، وأرض خصبة، سيزرعها الصالحون بأطيب المحاصيل، والدفاع عنه زرع طيب يحافظ على استقراره وأمنه وليس خيانة أو "تسحيجاً" او "انبطاحاً"، التهمة التي باتت تلاحق كل من يسعى لكشف الحقيقة المجردة حفاظاً على الوطن الذي تحوف به المخاطر، ..فالأردن يريد المخلصين لا المخادعين الذين يرتدون عباءة ظاهرها المحبة .. وباطنها بحور من الغش!
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/22 الساعة 11:31