النعيمات يكتب: الحزب الذي نريد
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/21 الساعة 22:38
في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم العربي، ويشهدها بلدنا الحبيب وانسجاما مع النهج السياسي الذي أرسى دعائمه سيد البلاد تبرز الحاجة إلى وجود أحزاب سياسية تعكس تطلعات الشعوب وتستجيب لمتطلباتهم المتزايدة. حيث ان الأحزاب السياسية تعتبر العمود الفقري لأي نظام ديمقراطي، فهي تُشكِّل جسراً بين الحكومة والمواطنين، وتنقل همومهم وطموحاتهم إلى مراكز اتخاذ القرار. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: ما هي مواصفات الحزب الذي نريد؟
1. حزب قائم على رؤية واضحة :
الحزب الذي نطمح إليه يجب أن يكون قائماً على رؤية واضحة المعالم، تأخذ في اعتبارها الحاضر والمستقبل. هذه الرؤية يجب أن ترتكز على مبادئ الشفافية، العدالة الاجتماعية، واحترام حقوق الإنسان. يجب أن يكون الحزب قادراً على تقديم برامج عملية قابلة للتنفيذ، لا مجرد شعارات براقة.
2. التعددية والشمولية
نريد حزباً يتمتع بتعددية فكرية وقادر على استيعاب كافة الأطياف السياسية والاجتماعية. الشمولية في الحزب تعني القدرة على التعايش مع مختلف التوجهات والأفكار، والعمل على توحيد الجهود من أجل تحقيق الصالح العام، بدلاً من التشتت والانقسام.
3. الشفافية والمساءلة :
يجب أن يكون الحزب الذي نريد مثالاً يحتذى به في الشفافية والمساءلة. على الحزب أن يكون مفتوحاً أمام الجميع، سواء أكانوا أعضاءً أو غير أعضاء، وأن يكون قادراً على تقديم حسابات دقيقة وشفافة عن جميع أنشطته وأمواله. هذه الشفافية ستعزز الثقة بين الحزب والجمهور، وتجعله أكثر قدرة على تحقيق أهدافه.
4. الاستثمار في الشباب:
الشباب هم المستقبل، والحزب الذي يطمح في بناء مستقبل مشرق يجب أن يستثمر في هذه الشريحة. الحزب الذي نريد يجب أن يكون قادراً على جذب الشباب، وإعطائهم الفرصة للمشاركة الفاعلة في صنع القرار. هذه المشاركة يجب أن تكون حقيقية، وليست مجرد تمثيل رمزي.
5. التواصل مع القواعد الشعبية:
حزبنا المثالي يجب أن يكون على اتصال دائم بالقواعد الشعبية. يجب أن يكون لديه آليات فعالة للتواصل مع الناس، والاستماع إلى مشاكلهم وتطلعاتهم. هذا التواصل يجب أن يكون منظمًا ومستمرًا، وليس مجرد حملة انتخابية مؤقتة.
6. التحديث والتطوير المستمر
في عالم سريع التغير، يجب أن يكون الحزب الذي نريد مرنًا وقادرًا على التكيف مع المتغيرات. التحديث والتطوير المستمر يجب أن يكونا جزءًا من استراتيجية الحزب، سواء في هيكليته أو في برامجه وسياساته.
ان الحزب الذي نريد ليس مجرد تنظيم سياسي يسعى للوصول إلى السلطة، بل هو مشروع متكامل يهدف إلى تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع. هو حزب يعكس آمال الناس، ويعمل بجد لتحقيق تطلعاتهم. بناء هذا الحزب ليس مسؤولية فرد أو مجموعة صغيرة، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/21 الساعة 22:38