مهيرات تكتب: لتكوني قوية.. إليكِ هذه الوصفة السحرية

أولاً: توقفي عن الشكوى!

لنكن واقعيين: الشكوى لا تفيد، ولتتوقفي عن الشعور بالتعاسة توقفي عن الشكوى، قد تقولين "لديّ الكثير من المشاكل"، دعيني أجيبكِ بحكمة عصرية: "من لا يشتكي، لا يعاني!"، وهكذا يصبح وجودكِ في المجتمع مشرفًا، وكأنكِ حصلتِ على لقب "فخر المعاناة الصامتة".

لذا، حاولي أن تتجاهلي كل ما يعكر صفو حياتك، سواء كانت الفواتير المتراكمة أو جارك الذي يصرّ على ركن سيارته في مكانكِ المفضل، فقط كوني قوية ولا تعبري عن أي استياء، لأن القوة تأتي من الداخل.

ثانياً: اتبعي الحمية النفسية الجديدة مثلما هناك حميات غذائية للتخلص من الوزن الزائد، هناك أيضًا حمية نفسية تُعلمكِ كيف تتخلصين من المشاعر السلبية.

تبدأ الحمية بقطع كل أنواع الأحلام والطموحات الشخصية التي تؤثر سلبًا على مستوى راحتك النفسية، لماذا تطمحين للمزيد؟ لماذا تحلمين؟ حافظي على الأمور بسيطة.

اكتفي بما هو متاح لكِ الآن، حتى وإن كان القليل، وقولي لنفسكِ: "القليل كثير".

القوة الحقيقية تكمن في الرضا المطلق بالواقع، فلا داعي للتفكير في مستقبل مشرق، أو حتى محاولة التغيير، فالبقاء كما أنتِ هو المعنى الحقيقي للقوة.

ثالثاً: اجعلي من نفسكِ عدوة للجماليات كوني قوية، وودعي أي اهتمام بمظهركِ الخارجي، نعم، لأن "القوة" لا ترتبط بالماكياج أو بأزياء الموضة، اتركي شعركِ مشعثًا، وتوقفي عن استخدام كريمات البشرة التي تعيد لكِ النضارة.

لماذا؟ لأن المرأة القوية لا تهتم بالمظاهر! أي محاولة للاهتمام بنفسكِ ستعتبر خيانة لمبادئ "القوة الداخلية"، وبالمناسبة، إذا كنتِ متزوجة أو على وشك الزواج، لا تنسي أن تعلمي شريك حياتك أن ما يظهر على وجهكِ من شحوب هو مجرد "تألق القوة".

رابعاً: أطلقي العنان لروحكِ المستقلة، لكن مع بعض التعديلات الاستقلالية هي جوهر القوة، أليس كذلك؟ لكن لا تفهمي الاستقلالية بالمعنى المتطور الذي يروج له الإعلام.

كوني مستقلة بمعايير واقعية. مثلاً، إذا كنتِ تعيشين مع والديكِ، كوني مستقلة بعدم طلب المال منهما، ولكن استمري في الاستمتاع بطعام البيت وغسيل الملابس المجاني.

إذا كنتِ موظفة، استمتعي بالاستقلالية عن طريق التفكير في العمل وكأنه "عقوبة لطيفة" لتحقيق ذاتك، وفي الحياة الاجتماعية، حاولي أن تكوني مستقلة برأيك، بشرط ألا يتعارض مع رأي الآخرين، لأنكِ في النهاية امرأة قوية ولكنها "مرنة".

خامساً: واجهي السلبية بإيجابية مفرطة تخيل أنكِ تذهبين إلى عملكِ في الصباح وتكتشفين أن سيارتكِ قد تعطلت، المرأة القوية لا تنهار في هذه اللحظة! بالعكس، عليكِ أن تبتسمي وتفكري في الجوانب الإيجابية للحدث، ربما تكون تلك فرصة ذهبية للذهاب إلى العمل سيرًا على الأقدام وتحقيق أهداف لياقتكِ البدنية. أو إذا كانت هناك مشاكل في علاقتكِ، لا تفكري فيها كمأساة، بل اعتبريها فرصة للتخلص من عبء التفكير في الحب والارتباط، تذكري، المرأة القوية ترى الجانب المضيء في كل شيء، حتى وإن كان مظلمًا جدًا بحيث لا يُرى بالعين المجردة.

سادساً: احصلي على لقب "المرأة الحديدية"لنكون صريحين، أي شخص يمكنه أن يكون قويًا لفترة قصيرة، ولكن المحافظة على القوة في كل الأوقات هو التحدي الحقيقي. هنا يأتي دور "المرأة الحديدية". عليكِ أن تكوني جاهزة لتحمل كل شيء: ضغوط العمل، الحياة الزوجية، التربية، المجتمع، والعبثية اليومية. لا تُظهري ضعفًا أبدًا، حتى وإن كنتِ على حافة الانهيار العصبي، لأنكِ ستصبحين عندئذٍ أيقونة للمرأة التي لم تسمح للحياة أن تسحقها.

ولكن احذري! أن تكوني "المرأة الحديدية" ليس شيئًا يمكن التحكم به بسهولة، لأنكِ في النهاية إنسان ولستِ آلة. لذلك، قد تجدين نفسكِ في صراع بين الحفاظ على مظهركِ القوي وبين الرغبة الحقيقية في البكاء والصراخ. حاولي ألا تضطري لاتخاذ قرار، لأن المرأة القوية لا تتخذ قرارات متسرعة!

سابعاً: لا تتوقعي الدعم من الآخرين المرأة القوية لا تحتاج لأحد، وهذا يشمل كل أشكال الدعم النفسي والمعنوي. لا تتوقعي أن يكون هناك شخص يقدم لكِ يد العون أو كتفًا تبكين عليه. بل على العكس، عندما تأتي لحظات الضعف، تظاهري بأنكِ لا تحتاجين لأي دعم، وكأنكِ جبل شامخ لا تهزه الرياح، حتى لو كانت الرياح عاتية وتهدد بتدمير كل شيء. عليكِ أن تكوني "قوية" حتى في وحدتكِ، لأن الاعتماد على الآخرين يعد خيانة لقوة المرأة المستقلة

في النهاية، دعيني أقول لكِ بصراحة: قد تكون "القوة" مجرد وهم، فكرة تسوّقها لنا الكتب والمقالات حتى نبدو أكثر تماسكًا مما نحن عليه في الحقيقة. هناك فرق بين أن تكوني قوية حقًا وبين أن تتظاهري بذلك. أحيانًا، قد تكون القوة الحقيقية في الاعتراف بأنكِ لستِ دائمًا قوية، وأنكِ مثل الجميع، تحتاجين إلى الدعم والراحة وأوقات من الضعف.

لذلك، كوني قوية إذا أردتِ، ولكن بحذر. تذكري أن تكوني إنسانًا في المقام الأول، وأن السماح لنفسكِ بالضعف أحيانًا قد يكون منتهى القوة في حد ذاته.