رواد التشغيل.. الصناعة مثلا!

عصام قضماني
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/21 الساعة 06:09
لا نقلل من شأن قطاع الخدمات في توفير فرص عمل وحفز النمو، لكن بنظري ان مكانة الصناعة اكثر اهمية ليس من حيث التشغيل فقط بل لناحية تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع وهو ما ثبت خلال وباء كورونا وايضا لناحية جلب عملة صعبة عن طريق الصادرات.
اقرارا منها باهمية قطاع الصناعة في توفير فرص عمل دائمة حرص رئيس هذه الحكومة الدكتور بشر الخصاونة على ان يحضر مندوبا عن جلالة الملك احتفالية غرفة الصناعة لتكريم ١٠٠ شركة وصفتهم برواد التشغيل.خطوة ذكية من غرفة الصناعة ان تطلق على الاحتفالية عنوان رواد التشغيل وما يعنيني هنا هو عدد الشركات المعنية العاملة في المحافظات وهي هدف خطط توفير فرص العمل، فعندما توفر الشركات العاملة في المحافظات فرص عمل لابناء هذه المحافظات فهذا يعني اعفاءهم من البحث عن فرص عمل في العاصمة عمان ويعني في نهاية المطاف احداث التنمية المطلوبة في هذه المحافظات وهنا بيت القصيد من كل شعارات تنمية المحافظات والاطراف البعيدة.لا تسعفني الذاكرة لان اورد هنا اسماء الشركات الصناعية وغيرها التي لها دور في ذلك الاتجاه لكن لفت انتباهي ورود اسم شركة كهرباء اربد من بين المكرمين والسبب ان عددا من المواطنين في عموم المملكة عدا سكان اربد وقراها والمفرق وحتى حدود الزرقاء يعتقدون ان هناك شركة واحدة لتوزيع الكهرباء في الاردن بينما ان هناك ٣ شركات واحدة في الشمال واخرى في الوسط وثالثة في الجنوب وهي.دور الشركات في المحافظات اكثر اهمية منها في عمان لان حاجات التشغيل والتنمية في المحافظات اكثر اهمية كما اراها وهو ما يعفي الاف الشباب من ترك محافظاتهم للعمل في عمان بمعنى تفريغ المحافظات من سكانها وقواها البشرية الشابة واعتقد ان من المهم هنا دعم توسع هذه الشركات ومنحها قدرا من المنافسة فلما لا يتم تمييز الشركات الصناعية والخدمية في المحافظات لجذب القوى العاملة الوطنية وتثبيت العائلات واغراء الشبان على البقاء في مدنهم وقراهم من ضمن حزمة اوسع من المشاريع والميزات.لماذا لا تكون لشركات مثل كهرباء اريد وغيرها من الشركات والمصانع في اربد والزرقاء والمفرق ومحافظات الجنوب خصوصية ما دامت الاكثر تشغيلا ومنحها ميزة في التعامل مع مشاريعها وزبائنها وخدماتها ومنحهما مساحة تمكنهما من المنافسة اذا كان الهدف هو تنمية المحافظات.اختيار غرفة الصناعة لعنوان رواد التشغيل سببه ان الصناعة الأساسية التي توظف أعلى نسبة من العمالة، ما زالت في حالة تراجع، بينما كانت في ظل ازمة وباء كورونا اكثر نشاطا وانتاجية، التي كان يفترض بها ان تكون سنة سيئة.تكريم 100 شركة أردنية تميزت في توظيف الأيدي العاملة المحلية وحققت تميزا في تشغيل الأيدي العاملة المحلية لديها تمنح نفسا قويا للصناعة الاردنية فكلما نمت كلما وظفت عددا اكبر.القطاع الصناعي حقق نموًا بنسبة حوالي 4% خلال الربع الأول من العام الحالي، وهي نسبة لا تلبي الطموح وتدل على ان ثمة معيقات يجب ان تزول.صادراته إلى أكثر من 150 سوقًا حول العالم بقيمة تتجاوز 7 مليارات دينار، ووفر حوالي 265 ألف وظيفة في 15 ألف منشأة، هذه احصائيات جيدة لكن لو كان هناك دعم اكبر لتضاعفت هذه الارقام والنسب.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/21 الساعة 06:09