أبو قاعود يكتب: زيد الرفاعي .. ندرةٌ أردنية
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/18 الساعة 20:27
مدر الساعة - كتب- فايز أبو قاعودكنّتُ حريصاً أن أتريث في الكتابة عن دولة الحكيم زيد الرفاعي، كي لا أكون أسير الحزن المعتّق الذي استبدّ بي منذ الإعلان عن رحيل قامة وطنية كانت بحق إحدى ركائز منظومة الأمن النَّخبوي، والعقلنة الرَّصينة التي مزجت بين شجاعة الرأي ومتطلبات إسناد هيبة الدولة وضرورات استقرارها، ومنطلقات الرؤي الملكية الثَّاقبة في الشأن الوطني."أبو سمير" رجل دولة ومنارة فكر وحكمة وحلم، وأحد روَّاد الإنجاز الوطني الخالد في الإدارة الحصيفة للعمل السياسي والبرلماني الرَّصين، وجزء من سردية مسيرة الوطن الاردني وآخر أسنّة الرُّماح الوطنية في توصيف وتوظيف فقه الضرورة حين اضحى استحضار الهوية الوطنية واجباً والدفاع عنها رسالة اخلاقية للوطن والدولة.اكتب عن هذا الوقور بحرقة، وذاك الغيور بوجع لأني أعرف مزاياه وأدرك سجاياه، وأعي تماماً نبله الوطني وتصديه الصريح المتوازن لكل محاولات النيل من صمود هذا الوطن وهوية أهله. أكتب عنه؛ لأنه يذكرني بالشرفاء والشهداء وحرّاس الهوية.عندما يرحل الرجال تعجز الحروف وتصمت الكلمات وتتحجر الدموع في المقل ، فالفقد كبير والخطب جلل. فعليك سلام ايها الغائب الحاضر فينا وقد نال منك سيف الزمان، يهزنا الحنين اليك وقد سار عنوانك كما هو ذكرك عال علو السماء، فبمنطق التاريخ كنت ايقونة ريادية وقامة علمية وقدوة انسانية يتحدث عن فراسك المبارك في الصروح القيادية والادارية.. وفي منطق السياسة لم تغيرك المناصب ولا المصائب ولم تقع في وهج الحكم والرئاسة قوة هادئة تعي مسؤولية الرئاسة ومستلزمات الحكم الوفاء والولاء ، فضلت الحركة مع الخطأ على الجمود دون أخطاء مؤمنا ان الحفاظ على الهوية الاردنية والكيان الوطني هو صنو في الحفاظ على الهوية والحق الفلسطيني في وطنه.مضى أبا سمير على طريق الحق الى دار الحق وما تغير ولا تبدل ندرة اردنية باطنه الانسانية وطيبته وامتلاكه مهارات سلامة القلب وضبط النفس وعفة اللسان فلم يبت يوما على غل او ضغينة، وارتفع بالهوية العشائرية الى مرتبة العقيدة الوطنية عقيدة لبناء وطن محصن في وجه كل التحديات عقيدة تنطوي على قدر من المرونة تسمح له باستيعاب الازمات والتلائم مع المتغيرات دون المساس بالثوابت الوطنية مؤمنا ان قوة الوطن بوحدته وبجيل متحرر من العقد الاقليمية والجهوية.الرحمة لفقيد الوطن دولة أبا سمير ، عزاؤنا الحار إلى ٱل الرفاعي الكرام ، داعيا الله عز و جل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله و ذويه الصبر والسلوان ... إنا لله وإنا إليه راجعون.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/18 الساعة 20:27