النعيمات يكتب: المشرع الذي نريد

أ.د.أسامة أحمد النعيمات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/16 الساعة 16:53
لكي يكون المشرع فعالًا وقادرًا على صياغة قوانين تتماشى مع مصالح المجتمع وتحقق العدالة، يجب أن تتوافر فيه مجموعة من الشروط والمهارات. هذه الشروط يمكن أن تُقسم إلى جوانب معرفية، أخلاقية، ومهنية:
1. المعرفة القانونية الواسعة:
- الإلمام بالقانون :
يجب أن يكون المشرع على دراية واسعة بالقوانين الموجودة، والمبادئ القانونية العامة، وكيفية تطبيقها.
- التخصص القانوني :
يفضل أن يكون لدى المشرع تخصص في مجالات قانونية معينة، مثل القانون الدستوري، المدني، الجنائي، أو التجاري، مما يساعده على صياغة قوانين دقيقة وفعالة.
2.الفهم العميق للواقع الاجتماعي والاقتصادي
- الإلمام بالواقع الاجتماعي
يجب أن يكون المشرع مطلعًا على احتياجات المجتمع وتحدياته، بحيث تعكس القوانين التي يصوغها واقع الحياة اليومية للأفراد وتساهم في حل المشكلات الاجتماعية.
-الفهم الاقتصادي :
فهم تأثير التشريعات على الاقتصاد الوطني، وكيف يمكن للقوانين الجديدة أن تدعم النمو الاقتصادي أو تعيقه.
3. النزاهة والأخلاق:
- الشفافية :
يجب أن يتحلى المشرع بالشفافية في عمله وأن يكون محايدًا وغير متحيز عند صياغة القوانين.
- النزاهة :
الابتعاد عن المصالح الشخصية والفساد، وضمان أن القوانين تخدم الصالح العام وليس مصالح خاصة.
4. القدرة على التحليل والتفكير النقدي:
- التحليل القانوني :
القدرة على تحليل النصوص القانونية وتحديد نقاط القوة والضعف فيها.
- التفكير النقدي :
التفكير بشكل نقدي في الآثار المحتملة للقوانين المقترحة وكيف يمكن تحسينها.
5. القدرة على التواصل والتفاوض:
- مهارات التواصل :
القدرة على التعبير عن الأفكار القانونية بوضوح وفعالية، سواء من خلال الكتابة أو الخطابة.
- التفاوض :
القدرة على التفاوض مع الأطراف المختلفة للوصول إلى نصوص قانونية متوازنة تلبي احتياجات جميع الأطراف المعنية.
6. الاستقلالية والشجاعة:
- الاستقلالية :
القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل دون الخضوع للضغوط السياسية أو الاجتماعية.
- الشجاعة :
الجرأة على طرح قوانين جديدة أو تعديل القوانين القائمة، حتى لو كانت هذه القرارات قد تواجه مقاومة أو رفض.
7. الاستدامة والابتكار:
- التفكير المستقبلي :
القدرة على صياغة قوانين تواكب التطورات المستقبلية وتكون مرنة بما يكفي للتكيف مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية.
- الابتكار :تقديم حلول قانونية جديدة ومبتكرة لمشكلات معاصرة.
8. الالتزام بالمبادئ الدستورية:
- احترام الدستور :
التأكد من أن جميع القوانين الجديدة تتوافق مع الدستور وتحترم الحقوق والحريات الأساسية.
9. المعرفة بالأنظمة القانونية المقارنة:
- الاستفادة من التجارب الدولية:
الاطلاع على القوانين في دول أخرى وكيفية تعاملها مع نفس القضايا، واستخدام ذلك لتطوير تشريعات محلية مبتكرة وفعالة.
هذه الشروط والمهارات تساعد المشرع على أداء دوره بشكل فعال يساهم في تطوير النظام القانوني ودعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
والله من وراء القصد.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/16 الساعة 16:53