التل يكتب: مرة اخرى عن غزة ودروسها
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/14 الساعة 22:43
كنت قد توقفت عن الكتابة حول غزة واستمرار العدوان الاسرائيلي الهمجي عليها، بتوطؤ غربي مكشوف، يوفر للمعتدي الوقت والسلاح والغطاء، ذلك ان الكلمات لم تعد ترتقي الى مستوى البطولة والتضحية اللتان يقدمهما اهل غزة نيابة عن امتهم وفي سبيل مقدساتها.غير ان مايدفع للعودة للكتابة عن غزة، هو بعض ماتكتبه الغربان الناعقة على وسائل التواصل الاجتماعي، متباكية على الدمار الذي لحق بغزة وعدد الشهداء والجرحى من اهل غزة. حيث فات هذه الغربان ان مهر الحرية والكرامة غالي، وان سبيل العزة مفروش بالتضحيات، وان الشعوب التي تطلب حريتها تدفع الكثير من دماء ابنائها مهرا لهذه الحرية، كما فعل الشعب الجزائري عندما دفع مليون ونصف المليون شهيدا لينال حريته واستقلاله، وان اوروبا ضحت بالملايين من ابنائها للانتصار على النازية والفاشية، افلا تستحق فلسطين ومقدساتها التضحية من ابناء الامة لتحريرها، وهو ما اختاره ابناء غزة نيابة عن الأمة، وتمهيدا للطريق امام سائر ابناء الامة.ليشاركوا في شرف تحرير ارادتها وارضها ومقدساتها.ومثلما فات الغربان الناعقة ان للحرية ثمنها، فقد فاتهم رؤية الانجازات التي حققها ابناء غزة منذ ان اندلعت معركة طوفان الأقصى، واول ذلك ان العدو الاسرائيلي لم يعد صاحب القرار في بدء الحرب اوتوقيفها، وانه قد فات زمن الحروب الخاطفة التي كان يشنها الاسرائيلي ، فهاهو منذ مايقارب العام على بدء معركة طوفان الأقصى لايستطيع فعل شئ سو ممارسة اجرامه بقتل المدنيين العزل وهدم المباني دون ان يحقق هدفا من اهدافه المعلنة للعدوان، واولها القضاء على المقاومة، فهو لم ينال شيئا من عزيمة المقاومة التي تلحق بجيشه خسائر فادحة، وتدك مستوطناته ومدنه بقذائفها، وترغم ملاين مستوطنية على التزام الملجأ، فتحقق بذلك توازن الرعب بعد ان كان ينفرد العدو الصهيوني بميزان الرعب. والمقاومة بذلك تمزق اكذوبة الجيش الذي لايقهر، وتؤكد قول الله تعالى( وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)، بعد ان اخذت مقاومة غزة بقول الله تعالى(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)واذا كانت معركة طوفان الأقصى قد حققت موازين الرعب في ارض المعركة، فقد اكدت ان المقاومة الشعبية وحدها القادرة على طرد الاحتلال وكسر جيوشه الغاسمة،، وفلب الموازين كما قلبت مقاومة غزة موازين الرأي العام العالمي فلم يعد الكيان الصهيوني هو واحة الديمقراطية في المنطقة، ولم يعد هذا الكيان مستهدفا ومظلوما، لكن حقيقته انكشفت وصار الرأي العام وخاصة في الغرب ينظر اليه كمحتل وغاصب، وصارت شعوب الارض تهتف الحرية لفلسطين. والاهم من ذلك كله ان معركة طوفان الأقصى وتضحيات غزة قد احيت الامل في نفوس غالبية ابناء الامة، وان غدا لناظرة لقريب.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/14 الساعة 22:43