كردش : ترك دراسة الهندسة قبل 11 عام من الجامعة الأردنية وعاد إليها خريجاً من جامعة أخرى
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/08 الساعة 23:09
مدار الساعة -كتب فراس عاطف كردش عبر صفحته الشخصية:
بمناسبة نتائج الثانوية العامة لعام 2024، وتخرجي يوم أمس من البكالوريوس ...!
لقد تخرجت من ميدان الجامعة التي تركتها قبل 11 عام!
أريد أن أبوح لكم بأسرار لأول مرة أطرحها عبر منصات التواصل الاجتماعي .
لقد تفوقت في الثانوية العامة قبل 11 عامًا بمعدل 95.6% وحصلت على مقعد الهندسة المكيانكية في أم الجامعات "الجامعة الأردنية" بتميز واستحقاق!
وبعدها حصلت على منحة كاملة مجانية من اليابان لإكمال الهندسة والمضي بتوقيع عقد عمل هناك بعد التخرج فورًا.
لكن شاءت الظروف بأن أغير رأيي في الهندسة بعد أول فصل جامعي لي وقررت أن أحول التخصص ولكن لم أحصل على موافقة الأهل آنذاك -بسبب أنني متفوق وتخصصي هندسة- كيف أن أحول لمجال جديد عليّ وهو "الإعلام" ...
وأكملت على ذلك بين الطموح والتفكير في مجال الإعلام، وبين إرضاء والديّ في أن أبقى في الهندسة...
وبعد عدة سنوات، تركت الهندسة والدراسة والجامعة كلها، ولم أكمل...
عملت طيلة الفترة الماضية على تقوية نفسي في المجال الإعلامي والإعلام الرقمي وأخذت عدة دورات ولعلّ أهمها كانت من "معهد الإعلام الأردني" وداومت لفترة وجيزة في SEA الكلية الاسترالية في الأردن.
عملت في 3 قنوات فضائية، وفي شركة اتصالات محلية وأعمل حاليًا ومنذ 9 سنوات في إذاعة الجامعة الأردنية...
لكن مع مرور الوقت... كان لا بد تغيير وجهتي في العمل، فقدمت لعدة جهات إعلامية، رُفضت بسبب "البكالوريوس " وحينها ... عادت الأحلام من جديد لأغرس طموح جديد، فتقدمت لتخصصٍ لا أعلم عنه شيء، كان مجرد تجربة فقط...
انغمست في تخصص التربية الخاصة في جامعة عمان العربية التي أعتز وأفتخر بها وبأعضاء الهيئة التدريسية المحترمين فيها، فوجدت نفسي غصت في بحر هذا التخصص الإنسانيّ البحت،
وعدت إلى دراستي من الصفر، تميّزت وكافحت بين عملي وبيتي ودراستي.
ويوم أمس قطفت نتاج كِدّي وتعبي بحصولي على المرتبة الأولى على الكلية (فصل أول وثاني وصيفي) وبمعدل 3.98 /4 وخلال أقل من 3 أعوام فقط...
نعم، عدت من الصفر إلى القمة، ومن تحت الصعاب إلى بداية الأحلام والطموح، فلا أخفيكم أنني سأعود بشهر 10 القادم لإكمال الدراسات العليا بإذن الله في جامعة عمّان العربية، وسأعود ذات يوم إلى أم الجامعات لدراسة الدكتوراة.
فهذا ما كان سهلاً لولا دعاء أمي وسند أبي، وقوة زوجتي العزيزة، وخربشات ابنتي كندة على أوراقي أثناء الدراسة.
أقول لزملائي الناجحين في التوجيهي:
- ادرس التخصص الذي تحبه أنت، وقرر أنت لوحدك، ليست لأن الجامعة قريبة أو تخصص لوالدك!
- ابتعدوا عن التخصصات الراكدة والمشبعة فقد طفح الكيل بهم فسوق العمل الآن مكتظ بالمهندسين والفيزيائيين والمعلمين......
- انظروا إلى التخصصات الجديدة واسعوا إليها.
- ابتعدوا عن المحطبين والمتشائمين، فالله خلقنا ذوي قدرات مختلفة، ولكلٍّ منا عقل وذكاء يميزه.
- لمن لا يحب الدراسة والعلم.. ولمن يجد بنفسه أنه "مش تاع دراسة" اذهب إلى المجالات المهنية، فالسوق المهني واسع وشاسع يتسع الجميع!
- والأهم، اتركوا كل شيء على الله، فكل شيء مكتوب في صحفنا وكل أقدارنا محفوظة، فلو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بما كتبه الله لك.
ولحسن الأقدار والحظوظ تخرجت يوم أمس من ميدان الجامعة الأردنية.
ولله الحمدلله من قبل ومن بعد...
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/08 الساعة 23:09