التل يكتب: عن الدواوين والمضافات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/07 الساعة 22:55
تعج وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار عن بناء ديوان(مضافة) لهذه العشيرة أو تلك العشيرة، أو قيام هذه العشيرة اوتلك بترميم مضافتها، واحيانا يعلن احدهم عن ترميم مضافة جده أو جد ابيه، ظنا من الجميع ان هذه المباني تصنع لهم زعامة أو مكانة اجتماعية، وتعيد لهم تاريخ اجدتدهم، وقد فات هؤلاء جميعا ان المباني لاتصنع زعيما ولاتبني مكانة اجتماعية ولاتاريخا حقيقين،وكذلك لبس الدشداد و العباءة، الا من باب النفاق الاجتماعي، والضحك على الذقون، الذي يمارسه البعض نحو أصحاب هذه المباني، وهم يعتقدون في قرارة انفسهم ان هؤلأ محدثي نعمة، وحالة طارئة. كما فات هؤلاء انه لا المباني مهما كانت فخمة، ولا العشيرة هما من يصنع قائدا او زعيما، ولو كان الأمر كذلك لم اهتزت او ذهبت مكانة الكثير من العشائر بموت رجال صنعوا مكانتها وهيبتها وتاريخها، ذلك أن ان الزعيم الحقيقي هو الذي يبني مكانة عشيرته وهيبتها وتاريخها ويرفع اسمها ، فيصبح هذا الاسم إضافة لكل فرد فيها، يتخلق بالأخلاق الحميدة، ذلك ان الزعيم الحقيقي يشكل رافعة للعشيرة فتصبح العشيرة حاضنة له، ولو لم تكن هذه حقيقة واضحة ماشهدنا تراجع بعض عشائرنا عن مكانتها التي كانت تحتلها بين الناس. عندما غاب الزعماء الذين صنعوا مكانتها وتاريخها. بحميد اخلاقهم وإيثارهم ومأثرهم وجودهم وكرمهم ومكارمهمِ، فاخلاق الرجال وافعالهم هي التي تصنع مكانتهم في مجتمعهم ثم بين أقاربهم وأفراد عشيرتهم،ثم تصنع مكانة عشيرتهم وتاريخها في مجتمعها، واول ذلك احساسهم بالمسؤولية الادبية نحو اسم عشيرتهم، فيضيفون إلى هذه المأثر مأثر أخرى، ولا يكتفون بالتفاخر بما تركه الاباء والاجداد، فيصيرون عبئا عليه فيضيع ما تركه الاباء والاجداد ، ولنتذكر جميعا ان الزعيم الحقيقي هو من يؤثر على نفسة، ولا يمارس الغيبة،ولا اغتيال الشخصية في حق من يعتقد انه ينافسه، كما ان الزعيم لايستسلم للغيرة، فكلها رذائل تهدم صاحبها، لذلك قيل (لله شر الحسد بدأ بصاحبه فقتله) ،ولنتذكر جميعا ان المباني التي يملؤها الحب والإيثار هي التي يليق بها ان تكون محاضن للزعامة .وان الذين يكثرون الحديث عن التاريخ هم من اصبحوا خارج التاريخ.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/07 الساعة 22:55