ابو خلف تكتب: أسطورة ليست خيالية

سماح أبوخلف
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/07 الساعة 11:45

يحكى في قديم الزمان عن عملاقٍ كان يعيش في وادٍ بعيد، طويل القامة وضخم الجسد، كان نائماً منذ قرون، لا يدري عن العالم الخارجي شيئاً. هذا العملاق لم يكن يعرف قوته، ولا تأثيره الهائل على كل من حوله. كانت الأساطير تقول إنه إذا استيقظ، فإن الأرض سترتجف تحت قدميه، وستتغير موازين القوة.

في أحد الأيام، انتشر الظلم والطغيان في البلاد، وأصبح الناس يعيشون في خوف واضطهاد. كانوا يحلمون بوجود قوةٍ قادرة على مواجهة هذا الظلم، لكنهم لم يجدوا من يستطيع التصدي للطغاة. استمر الظلم لسنوات، حتى قررت مجموعة صغيرة من الأشخاص الشجعان أن يفعلوا شيئاً. هذه المجموعة لم تكن تمتلك سلاحاً أو جيشاً، لكنها كانت تمتلك شيئاً أكثر قوة: الوعي الفكري.
بدأ هؤلاء الأشخاص بنشر الوعي بين الناس، يتحدثون عن الحرية والعدالة وحق الإنسان في العيش بكرامة. كانت كلماتهم كالشرارة التي أشعلت النار في قلوب الناس. بدأ الناس يدركون قوتهم الحقيقية، وأنهم ليسوا ضعفاء كما ظنوا. وشيئاً فشيئاً، تحول الوعي إلى قوة جبارة.
مع ازدياد الوعي، شعر العملاق بنبض جديد يسري في عروقه، وكأن صوت الحق والعدالة أيقظه من سباته العميق. استيقظ العملاق، وبدأ يتجول في البلاد، وكان كلما مر على مدينة أو قرية، ينضم إليه المزيد من الناس. كانت الحروب في الماضي تُستخدم للدمار، ولكن هذه المرة، كانت الحروب وسيلة لتحقيق العدالة. لم تكن الحروب بالسلاح فقط، بل كانت حرباً للوعي، حرباً ضد الجهل والخوف.
في النهاية، استطاع العملاق، بمساعدة الناس الواعيين، أن يطيح بالطغاة، ويعيد العدل إلى البلاد. أدرك الناس أن القوة الحقيقية لا تكمن في الجسد فقط، بل في الفكر والوعي. كانت هذه القوة هي التي أيقظت العملاق، وحررت الأرض من الظلم.
وهكذا، تعلم الجميع أن الحروب ليست دائماً مدمرة، بل يمكن أن تكون فرصة لتحقيق العدالة، إذا كانت قائمة على الوعي والإيمان بالحق.
الوعي الفكري هو السلاح الأقوى لمواجهة الظلم والطغيان، ويمكنه إيقاظ القوة الكامنة داخل كل فرد، لخلق تغيير حقيقي في العالم

مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/07 الساعة 11:45