بركات العبادي يكتب: الأمن الوطني الأردني والتهديدات المحتملة

الدكتور بركات النمر العبادي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/06 الساعة 11:30

لكل دولة من دول العالم مرتكزات يقوم عليها أمنه الوطني ، و لعل من هم مقوّمات الامن الوطني الأردني ما يتعلق بالعناصر التي تشكل الهوية الوطنية للأردنية وتعزز من أمنه العام و تماسكه واستقراره ، و تشمل هذه المقومات : (ونستذكر هنا ان الاردن ولد لييبقى وكان مولده في النار فهولا يحترق فيها باذن الله ):

التراث الثقافي: يشمل العادات والتقاليد، واللغة العربية، والموسيقى، والفنون، والأدب ، و يُعَزَّز التراث الثقافي من خلال الاحتفالات والمهرجانات المحلية، وهذا ما يعزز الانتماء الوطني و الحرص على سلامة امنه الوطني .
التاريخ المشترك: الشراكه التاريخية و التجربة النضالية التشاركية التي اسهمت فيها الأمة والتي تشمل النضال الوطني لتحقيق الاستقلال وبناء الدولة الحديثة ، فالكل في المملكة يشعر انه ساهم في بناء الاردن من خلال الأباء و الأجداد ، و هي مسيرة وطن عبر العقود .
الوحدة الوطنية: التنوع الديني والعرقي في الأردن يعزز من قوة الوحدة الوطنية ويعكس روح التعايش السلمي بين جميع ابناءه، ويذكي روح الامن والسلم الاجتماعي .
الرموز الوطنية: مثل العلم الأردني، والنشيد الوطني، والشعار الوطني، وكلها تعبر عن الهوية والانتماء للأردن وقيادته الوطنية.
القيادة السياسة: دور القيادة السياسية ممثل بمؤسسة العرش و على راسها جلالة الملك في توجيه مسيرة البلاد داخليا و خارجيا ، كما بعد الاستقرار في الحكم معززا لتنمية مؤسسات الدولة ويرسي و يقوي قواعد استقرار امن الوطن داخليا و خارجيا ويسهم في تقدمه .
الاقتصاد والتنمية: الاستثمارات والمشاريع التنموية التي تسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزز من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ، ويقوي المواطنة .
هذه المقومات تعزز من الشعور بالانتماء والفخر الوطني وتجعل من الأردن دولة ذات هوية قوية وتسهم في منعت اركان الامن الوطني الاردني ، وتشتمل أركان الأمن الوطني الأردني على مجموعة من الجهات والمؤسسات التي تعمل معًا لضمان حماية الأمن والاستقرار في المملكه ، و هذه الأركان :
القوات المسلحة الأردنية: الجيش العربي الاردني الذي يتولى مسؤوليات الدفاع الوطني وحماية الحدود والاستجابة للأزمات، و يتضمن الجيش العربي عدة فروع منها القوات البرية، والقوات الجوية، والقوات البحرية و الاستخبارية وهي موحدة القيادة و تمتلك عقيدة عسكرية طورتها مع الزمن لتصبح قوة احترافية متميزة .
الأجهزة الأمنية:
الأمن العام: : مسؤول عن الأمن الداخلي، بما في ذلك مكافحة الجريمة والارهاب والحفاظ على النظام والامن العام.
المخابرات العامة: تختص بجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها للكشف عن التهديدات الأمنية المحتملة سواء اكانت على الحدود او تحاك في الخارج ، ويعد تريب جهاز المخابرات الاردني الثاني ان لم يكن الاول في في المنطقة .
الدفاع المدني: يتولى مسؤوليات الطوارئ والاستجابة للكوارث الطبيعية والحوادث والاخلاء من المناطق المنكوبه ، و هي مجهزه باحدث الاجهزة اللازمة .
وزارة الداخلية: تنظم وتنسق جهود الأمن الداخلي، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالشرطة والأمن المجتمعي.وتشرف على اللجان العليا للسلامة العامة و الطوارئ .
الهيئات الرقابية: مثل ديوان المحاسبة، الذي يراقب أداء الأجهزة الأمنية ويشرف على النفقات والتصرفات.
القطاع القضائي: يشمل القضاء والمحاكم التي تعالج القضايا المتعلقة بالأمن والنظام العام، وتضمن تطبيق القانون بشكل عادل وشفاف.
القطاع الصحي والطبي: يلعب دورًا هامًا في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية والأزمات الكبرى، ويشمل مستشفيات الطوارئ وخدمات الإسعا ف ومكافحة الاوبئة المختلفة.
الهيئة المستقلة للانتخابات : وهي هيئة مستقلله تشرف على الانتخابات بكل شفافية وحياديه ، فهي تعزز الرضى المجتمعي ويعزز قيم الشراكة الذي يصب في دائرة الامن الوطني .
ويواجة الأمن الوطني الأردني عدة تهديدات قد تؤثر على استقرار و امن المملكة و هذه التهديدات تمثل:
التهديدات الإقليمية: تشمل النزاعات والصراعات في الدول المجاورة ، مثل سوريا والعراق وفلسطين، التي قد تؤدي إلى تدفق اللاجئين أو النشاطات العسكرية التي قد تؤثر على الأردن بشكل مباشر او غير ممباشر .
الإرهاب: يشكل تهديدًا دائمًا، سواء من الجماعات المتطرفة أو الأفراد المتأثرين بالأيديولوجيات العنيفة، عمليات الإرهاب قد تستهدف المنشآت الحيوية أو المدنيين داخل اراضي المملكة.
الجريمة المنظمة: مثل التهريب والاتجار بالمخدرات والأسلحة، التي قد تؤثر على الاستقرار الداخلي وتزعزع الأمن المجتمعي.
الأزمات الاقتصادية: الأزمات الاقتصادية قد تؤدي إلى زيادة معدلات البطالة والفقر، مما قد يزيد احتمالات نقص قيمة صرف الدينار والذي يزيد من احتمالات ظهور احتجاجات اجتماعية أو اضطرابات داخلية تعرض سلامة الامن والتراجع لمصلحة الفوضى وتراجع النظام.
الأزمات البيئية والكوارث الطبيعية: مثل الزلازل والفيضانات والتغير المناخي، التي قد تؤدي إلى أضرار كبيرة وتتطلب استجابة طارئة.
التجسس والأعمال الاستخباراتية: محاولات التجسس من قبل دول أو جماعات قد تعرض المعلومات الحساسة والقدرات الدفاعية للأردن للخطر.
الصراعات الطائفية أو العرقية: قد تؤدي إلى توترات داخلية بين مختلف الفئات في المجتمع، مما قد يؤثر على الوحدة الوطنية والاستقرار.
الوجود الاسرائلي المستفز بشكل مستمر، والتهديدات الإلكترونية : والحملات اللاكترونية وموجات الذباب الالكتروني المعادية لاثارة الدعاية المضللة، و الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية مثل الشبكات الحكومية والمالية، التي قد تسبب تعطيل الخدمات الأساسية وتضر بالأمن الوطني .
تعمل الأجهزة العسكرية و الأمنية والجهات المعنية في الأردن على مواجهة هذه التهديدات من خلال استراتيجيات متعددة تشمل التنسيق الإقليمي، وتعزيز الأمن الداخلي، والاستثمار في التكنولوجيا والتدريب وتعزيز الحلول الديموقراطية و التفكير خارج الصندوق و اشراك الشباب وفي وضع الخطط الاستراتيجية للمملكة .
. حما الله الاردن ملك وقيادة وشعباً.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/06 الساعة 11:30