الناطقون باسم الدولة

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/05 الساعة 05:38
للدولة ناطق إعلامي اسمه الدكتور مهند مبيضين, نعرفه جيدا ونحترمه... لكن الدولة لا تفصل على مقاس حبر قلم أحدهم, ولا على رأي أحد..ولا تقدم في إطار فكرة كاتب ما...أو غضب سياسي ما.
أنا مع المقاومة الفلسطينية, لكن وقوفي مع المقاومة لايعني أني ضد مبادئ البلد أو توجهاتها أو حكومتها... أنا ما زلت مؤمنا أن جلالة الملك هو ضمير الدولة والمعبر عنها وحامي السيادة والمدافع عن القضية, وما زلت مؤمنا أن الدفاع عنه والوقوف خلفه يعني الدفاع عن المبادئ والقيم والعروبة.. وكل يوم تترسخ هذه القناعة أكثر وتصبح نهجا وطريقا لكل حر وغيور..أنا مع المقاومة...واتفهم ضرورات البلد, اتفهم حركتها..اتفهم تحفظها عن بعض الأشياء, اتفهم القرار الأمني ومعنى القرار السياسي..أنا مع المقاومة.. في ذات الوقت ما زلت مصرا على أن أكثر جيش في العالم امتلك أخلاقا ومباديْ هو الجيش العربي, ما زلت مؤمنا أنه المعبر عن الهوية والوجدان..ما زلت أؤمن أنه الإنعكاس الحقيقي لمروءة المجتمع وبسالته, أنه حلم الشباب وهو الضامن لمستقبل الدولة..وما زلت مؤمنا أن ذكريات أهلنا في هذه المؤسسة ستبقى محفورة في القلب, وسنبقى نكتب للجباه السمر والأنوف الشم والشخصية الواثقة..سنبقى نكتب للرتبة للقايش وللبوريه, ولكل من أفاق في الصباح على حدودنا الشمالية.. وبدأ يومه باسم الله, ثم وقف على الساتر يراقب كل حركة وكل زوبعة, مؤمنا أن ضلوعه هي النار وهي البارود وهي السياج..أنا مع المقاومة...مع أن يحمل كل فتى من فتيتنا علم فلسطين وعلم الأردن, مع أن يتوحد الشماغ الأحمر والأسود..مع أن يصعد الصبية في المخيم ظهر (الكشك) القابع في اخر الشارع ويهتفوا لفلسطين...في ذات الوقت أنا مع الكرك والسلط..مع الأنفس الشم, مع العقال حين يميل..مع الشيوخ التي تجلس في وسط الدار وتكون هي معقد الحل والربط, مع المدرقة التي ارتدها أمهاتنا...مع النار التي توقد للضيف...تلك نظرة ضيقة وسطحية وساذجة, أن تدافع عن الأردن وتدين المقاومة.. والأكثر منها سذاجة وسطحية, أن تهاجم الأردن وتعتقد أنك في صف المقاومة...لا يوجد أكثر من الهاشميين بذلا للدم من أجل فلسطين... الحسين بن علي مات أسيرا لأجلها..وعبدالله الأول ارتقى شهيدا على عتبات الأقصى, ومجزرة الرحاب في العراق...جعلت دمهم زهرا ووردا يفوح على ثرى بغداد, وفيصل ما زال في سوريا قابضا على سيفه..ويقاتل فرنسا...علينا أن نعيد بوصلة صحافتنا وأقلامنا قليلا.. فالأردن يحتاج للقلم الأبيض والقلب الأبيض والسريرة النقية..فقط هذا ما يحتاجه.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/05 الساعة 05:38