التل يكتب: دلالات التشيع

بلال حسن التل
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/04 الساعة 00:54
ترددت كثيرا قبل ان اكتب عن الشيخ الشهيد اسماعيل هنية، لأنني اؤمن بان الكلمات لم تعد ترتقي الى مستوى الشهادة والشهداء ، كما انني اؤمن بان الوفاء للشهيد يكون بالسير على نهجه، لذلك فانني اكتب عن الشهيد اسماعيل هنية داعيا الى الاستفادة من سيرته ومسيرتة.ولقراءةددلالات تشيعه.وحتى نستفيد من سيرة ومسيرة الشهيد اسماعيل هنية، دلالات تشيعه، علينا ان نتعرف على المدرسة التي نشأ فيها ، هو ومن سبقه على طريق الشهادة من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعلى رأسهم الشيخ المؤسس المربي احمد ياسين، وعندكلمة المربي لابد من وقفة تأمل وتعلم طويلة، فالتربية عنصر مهم في إعداد الإنسان، وفي تحديد توجهاته، و بنوعية التربية يكمن تميز الرجال والحركات والجماعات، ولكم ان تتخيلوا اي مدرسة هذه التي خرجت هذه القافلة الطويلة من القادة الشهداء، الذين قدمتهم حماس؟.ولأن الشهيد اسماعيل هنية ابن مدرسة فكرية واضحة المعالم، ومحددة الهوية،خرجته حافظا للقرأن الكريم، حريصا على الإلتزام بتعاليمة، وهي حقيقة تعني ان ادعاء القرب من هنية والإتحاف به من قبل البعض ممن يعادون مدرسته الفكرية، لن ينطلي على احد. نعود إلى سيرة الشهيد اسماعيل هنية لنقول ان اول مايمكن استفادتة من سيرة الرجل هو الايمان بالفكرة حد الذوبان فيها ، ثم السعي لتجسيدها في سلوكه، مما انقذه من الوقوع في التناقض بين ما نقول وما نفعل، وهذه من اخطر الآفات التي أصابت مجتمعنا العربي على وجه العموم، وطبقتي الساسة و المثقفين فيه على وجه الخصوص، وهي افة نجى منها الشهيد اسماعيل هنية، فجاء فعله مطابقا لقوله، ولعل هذه من اهم اسباب إجماع الناس على حبه واحترامه والحزن على غياب جسده.كثيرة هي تجليات انطباق القول على الفعل في حياة الشهيد اسماعيل هنية ، اولها ان الرجل حافظ على بساطته وتواضعه في كل شئ، ولم تغريه الدنيا التي اقبلت عليه فأدبر عنها، وصبر على ابتلأتها، فقدم كوكبة من أبنائه و احفاده ومجموعة من اقاربه شهداء، على طريق التضحية من أجل القضية التي أمن بها ونذر نفسه من اجلها، وظل صابر محتسبا حتى التحق بهم شهيدا كما تمنى.لذلك لن يستطيع احد ان يقول ان ابناء اسماعيل هنية استولوا على اموال الشعب الفلسطيني، ليتنعموا بها في باريس وغير باريس، كما فعل ابناء غيره. ولن يستطيع احد ان يقول ان اسماعيل هنية ترك لورثته وكالات تجارية عالمية كما فعل غبره. لكنه ترك لمن بقي منهم ارث الشهادة، التي اكدت مواكب تشيعه الى مثواه الاخير انها اعظم ارث، كما أكدت هذه المواكب ان الشهادة مازالت هي البوصلة المقدسة عند جماهير الأمة، وان الشهيد هو رمزها الخالد. وهذه من اهم الدلالات التي أشرت إليها مواكب تشيع الرجل.كما اكدت مواكب تشيع الشهيد اسماعيل هنية ان فلسطين مازالت وجهة جماهير الامة، وان تحريرها هو هدف هذه الجماهير، وان المقاومة هي وسيلة هذا التحرير. وهذه من اوضح دلالات تشيع الشهيد اسماعيل هنية.ومما اكدته مواكب تشيع الشهيد اسماعيل هنية ان الشعوب تفرز زعاماتها الحقيقة الأصيلة وتلتف حول زعمائها أحياء وامواتا كما فعلت مع الشهيد اسماعيل هنية.في دلالة أخرى من دلالات تشيع هنية.ولأن إسماعيل هنية كان يؤمن بان قضية التحرير التي امن بها تحتاج إلى جهود الامة مجتمعه، فقد كان يبحث عن نقاط اللقاء، ويبتعد عن كل مايفرق، ولذلك لم يعرف عنه الدخول في مهاترات سياسة، لأن المهاترات من اهم اسباب فرقة الامة التي توحدت بعربها وعجمها خلف نعشه، ونعته عمان والقاهرة كما نعته بيروت طهران، بعد ان عاش ساعيا لوحدة الأمة ، وقدم روحه فداء لقضيتها، بعد ان قدم أبنائه واحفاده فداء لهذه القضية فكان فداء عظيما.ودلالات اكثر عظمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/04 الساعة 00:54