اغتيال هنية وصمود القضية

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/01 الساعة 05:03

حسب موقع «واي نت» العبري فإن نتنياهو ويوآف غالانت انفردا وحيدين باتخاذ قرار اغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والذراع القوي لحسن نصر الله، فؤاد شكر، وتواجد طوال الليلة الماضية في مقرّ الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، وعدم اطلاع أعضاء الكابينيت بسبب عدم الثقة بترجيح الرأي لدى سموتريتش وبن غفير تحسبا من تسريب القرار، حيث أن أعضاء الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي لم يطلعوا مسبقا على مخططي اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر في بيروت، فيما تواجد بنيامين نتنياهو ووزير الأم? غالانت كانا متواجدين طوال ليلة الأربعاء في المقر المركزي للجيش الإسرائيلي في تل أبيب.

وكان الكابينيت قد عقد اجتماعا مساء الأحد الماضي، حيث جرى التداول في رد إسرائيل على مقتل 12 طفلا وفتى جراء سقوط قذيفة صاروخية زعموا أنها جاءت من الأراضي اللبنانية وانفض الاجتماع دون أي قرار حول شكل الرد، تحسبا من تسريب القرار، لكن تقرر تخويل نتنياهو وغالانت والقيادة الأمنية بإقرار شكل الرد دون إبلاغ أي من أعضاء الكابينيت كما لم يتم الحديث أي اغتيالات أمام الكابينيت، حسب «واي نت».
ماذا يعني ذلك، إن كانت إيران لا تستطيع حماية قائدا جاءهم ضيفا وتُسكنه في شقق مفروشة من مخلفات التاريخ، فكيف ستتعامل مع رد فعل مباشر كما قال المتحدث الإيراني، ما يعني أن النظام الإيراني لا يهمه سوى البحث عن مخرج لمحاورة الاتحاد الأوروبي و لو أنهم استضافوه في إحدى البنايات أو الفنادق لما استطاع أي صاروخ الوصول له، حيث أن هنية ليس بالرجل العادي بل هو واحد من أهم القيادات العالمية التي ناهضت ودافعت عن حق شعب لا تزال دماؤهم الزكية تسيل منذ ثمانين عاما.
الشهيد هنية كان أفضل شخصية يستطيع أن يناور سياسياً ويستوعب جميع الآراء، وبعد موته لن يكون هناك أي صفقات مع العدو البربري الذي بدأ يستشيط غضباً وهو يئن جرّاء صمود شعب قدم مئات الآلاف من الشهداء على مذبح التحرير، و إن كان العدو الصهيوني يدرك أن أولئك المجاهدين لا يهمهم الموت بل يسعون للشهادة، فإن زوال شمس الكيان الغاصب قد اقتربت نهايتهم، وكل يوم تشرق الشمس فيه ستلاحقهم لعنة الله، حتى أن كثيرا من اليهود لا يدركون أن نتنياهو ومجتمعه الحربي لن يستطيعوا حماية قطعانهم.
الوضع بات واضحاً أمام العالم كله ليروا أن جيش الصهاينة لا يستطيع أحد منهم المشيّ منفردا، ولا تزال جموع الشعوب حول العالم ينددون بجرائم نتنياهو وقياداته التي تلعق دماء الشهداء الأبرياء من أطفال والنساء، ويبدو أن نهايتهم اقتربت فعلا، فمهما تبجح نتنياهو على منصة الكونغرس وادعى من أكاذيب الذئاب، فإن العالم أدرك أن هؤلاء من قوم يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض لا يمكن إلا أن يعودوا إلى الدول التي تم طردهم منها، فها هم الزملاء المحصنون من طواقم الفضائيات ما زالوا يتعرضون للقتل المتعمد، وآخرهم الصحفي إسماعيل الغول ?لذي انفصل رأسه عن جسده و المصور رامي الريفي.
هذا الشعب لا يمكن لأي قوة انتزاعهم من أرضهم، ألم تروا كيف أنهم يتراكضون بعد كل استهداف ليهبوا جميعا لنجدة المصابين وحمل الشهداء نحو المقابر، فأي شعب هذا، دوخ نتنياهو وزمرته، وإن قُتل إسماعيل هنية و مرافقه وسيم أبو شعبان في طهران، فإن القضية الفلسطينية سيقودها قائد جديد.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/08/01 الساعة 05:03