العبادي يكتب: ماذا تفعل يا أبا الحسن
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/29 الساعة 09:12
ليس غريبا، أن يكون معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، عرضة وهدفا لسهام حسد الكثيرين من الأشخاص سواء عاملون أو متقاعدون ممن تأطروا في فئة الوظائف العليا والقيادية، فمنهم من تكتنز نفسه طمعا بالموقع، ومنهم لتبرير نقصهم بأن يكونوا مثل "أبا الحسن" في أدائه لوظيفته، ومنهم كرها لأن أداء الرجل، كشف عورة تقصيرهم في مواقعهم وعدم قدرتهم على انجاز ما هو مطلوب منهم.
ماذا يفعل "أبا الحسن"، وما هي مرجعيته في العمل، لفهم سر نجاحه، فما يقوم به ليس بالصدفة، فلو كان هذا، لأصاب مرة وأخفق مرة، أو أصاب مرات وأخفق مرة، أو أخفق مرات وأصاب مرة، لكنه يحفل بمسيرة نجاحات مستمرة منذ التحاقه بالعسكرية في نهاية الخمسينات، ورغم صعوبة المهام التي أوكلت إليه إلا أنه يروي للمقربين له عنها وعن تدبيره لها، كأنها أمور عادية.
لا أحد يستطيع معرفة سر نجاح أبي الحسن، في خدمة الوطن وجلالة الملك، إلا من أبي الحسن نفسه، الذي قلما يتحدث عن نفسه، فهو يترك أفعاله، التي تتحدث عن نفسها، فحبه للوطن وولاؤه للعرش، هما هدفه، وإيمانه المخلص بما يقوم به، والوقوف على التفاصيل، والتواجد بالميدان دوما، جميعها تشكل مسار سعيه لتنفيذ واجباته.
ظاهرة "أبا الحسن"، قادت به ليكون عند حسن ظن القيادة الهاشمية، ليتولى ويشغل عدة مناصب، فتولى مواقع قيادية في الديوان الملكي الهاشمي، يعرف بها في أدائه، وليس من خلال مسميات تلك المواقع، فهو أول رئيس لجنة لتنفيذ مبادرات جلالة الملك، لتصبح هذه المبادرات حقيقة نافذة على أرض الواقع، ذات رؤية وفلسفة، كما أرادها جلالة الملك، ينعم بفوائدها الفئات المستهدفة منها من أسر عفيفة وفقيرة وشباب وشابات وامرأة وبادية ومحافظات، في حقول التنمية والصناعة والزراعة والتمكين والتعليم وغيرها.
ليس هذه فقط، فأبو الحسن، عمل مديرا للدائرة الإدارية وكذلك مستشارا في الديوان الملكي الهاشمي العامر، بالإضافة إلى رئاسته للجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، وبعدها أمينا عاما ورئيسا للجنة متابعة تنفيذ، وبعدها رئيسا للديوان الملكي الهاشمي، ورئيسا للجنة متابعة تنفيذ مبادرات.
وما أن كلف جلالة الملك عبدالله الثاني الرجل بمهام رئيس الديوان الملكي الهاشمي، حتى بات هاجسه تنفيذ الأوامر الملكية، التي تضمنها كتاب التكليف السامي، وحمل الأمانة التي أوكلت له، وأن يكون عند حسن القائد، الذي قال فيه جلالة الملك " قد سبق لك أن عملت أميناً عاماً للديوان الملكي الهاشمي العامر، ومستشاراً فيه، ورئيساً للجنة المبادرات الملكية، وقبلها كنت أحد ضباط قواتنا المسلحة – الجيش العربي. وقد تابعت عن كثب أداءك وعطاءك المتميز في كل المواقع التي حللت فيها، وكنت مثالاً في تحمل المسؤولية والحرص على النهوض بالواجب، بمنتهى التفاني والأمانة والإخلاص".
وجاء في الرسالة "اليوم أعهد إليك برئاسة ديواننا الهاشمي العامر، لتكون حلقة الوصل بيني وبين سائر مؤسسات الدولة، ولتعمل على تعزيز التواصل بين الديوان الملكي وأبناء وبنات شعبنا الوفي العزيز، ولتبقي أبواب الديوان مفتوحة أمام الجميع، لكي يكون كما كان على الدوام بيتاً وموئلاً لكل الأردنيين، بيتاً يجدون فيه المرجع والملاذ الذي يفيئون إليه لإيصال صوتهم أو قضاء حاجاتهم وخدمتهم بما لا يتعارض مع القوانين والأنظمة، ومبدأ العدال والمساواة والشفافية، وإنني على ثقة بأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية، وستجد مني كل الدعم والمؤازرة".
فمن يقارن ويدقق فيما تضمنته الرسالة الملكية من مهام، وبين ما يقوم به "أبو الحسن"، منذ تسلمه الموقع، سيحصل على جواب لسؤال، فهل أصبح الديوان الملكي الهاشمي العامر، كما أراده الملك؟ بكل تأكيد فإن ثقة جلالة الملك بشخص "أبا الحسن" كانت وما تزال إن شاء الله، في محلها.
لا تذهبوا بعيدا؛ فالرجل لم ألتقه قط؛ ولكن أفعاله هي التي حدثتني عنه.. والله شاهد على ما أقول.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/29 الساعة 09:12