اندهاش 'الاوروبيين' بالاردن.. لماذا

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/23 الساعة 00:49
بالامس كنت مدعوا من قبل احد الاصدقاء وبرفقة اشخاص من "جنسيات اوروبية" جاءوا للمملكة باول زيارة لهم بهدف السياحة واستطلاع فرص استثمارية وعند سؤالي لهم عن ما هو اكثر شيء اعجبهم بالاردن البحر الميت ام البترا ام جرش ام وادي رم ، فكان جوابهم مختصرا محملا بكثير من الدهشة والاستغراب ، فماذا كان جوابهم ؟
جوابهم كان مختصرا ويحمل بطياته كثيرا من معاني الفخر والاعتزاز لاي اردني لاينظر للوطن الا من باب الايجابية فقط ، وسانقله لكم كما اجابوني وبالاتفاق فيما بينهم بالنص ( لم نفاجأ بالبترا ولا بجمالية جرش وبندرة البحر الميت ولا بسحر وادي رم فقد شاهدنها وسمعنا عنها عبر الانترنت او من الاصدقاء غير اننا لم نتخيل ان نشاهد كل هذا الاستقرار والامن والرقي والتطور والرفاه وتوفر كل شيء في بلد صغير ومحدود الموارد كما الاردن ورغم كل ما يواجهه من تحديات في اقليم ملتهب ) انتهى الاقتباس .
في الحقيقة هذا الجواب لم يفاجئني كصحفي وكاتب مختص بالشؤون الاقتصادية لاطلاعي ومقارنتي لتجربتنا مع تجارب دول كثيرة في المنطقة والعالم وتفوقنا بالقدرات الاقتصادية كثيرا ،الا ان جوابهم سيفاجئ بالتأكيد السوداويين والمحبطين والمثبطين للعزائم وجالدي الذات والرافضين لأي مديح للوطن ليستمروا ببث سلبياتهم تجاه ما ينجز ويتحقق لنا ، حاملين التشاؤم والتذمر رمزية لكل ما يقولون ويفسرون.
ما تعرض له الاردن من تحديات جسام خلال "الخمسة عشر عاما" الماضية كفيلة بان تدمر اقتصاديات اكبر دول العالم وتزعزع استقرارها ، فمن ربيع عربي الى ارهاب ولجوء وانقطاع الغاز وارتفاع النفط واغلاق المعابر البرية والاضطرابات الامنية وجائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية واخيرا العدوان على غزة وغيرها من التفاصيل الاخرى ،غير اننا صمدنا بوجه هذه الامواج والزلازل العاصفة والمدمرة وحققنا كثيرا من الانجازات وكنا في كل مرة نخرج فيها من تحد اقوى واكثر ثباتا .
وما يعلمه الجميع اننا بالاردن نعتبر من الدول "الاقل موارد"في المنطقة والافقر في المياه والطاقة ونستورد غالبية ما نستهلك ونعتمد بموازنتنا على الضرائب والرسوم والمساعدات ومنح وقروض ونستند في مقاومتنا الاقتصادية الى المورد البشري والارادة الاردنية القائمة بجهود ملكية واجراءات حكومية والوعي الشعبي والتفافه خلف قيادته ، ولعل هذه الاسباب هي ما جعلت الاوربيين الذين التقيتهم يستغربون مما شاهدوا ، فكيف لدولة لاتمتلك موارد وتتلقى المساعدات والمنح ان تفعل كل هذا .
خلاصة القول ، ليست هذه المرة الاولى التي اسمع وارى فيها اندهاش واشادات من غير الاردنيين بالوطن وما حققه من انجازات ومقاومة للتحديات المعقدة ،وما استطاع الوصول اليه من تقدم وتطور وريادة واستقرار بكل شيء رغم قلة الموارد وشحها ، والاهم لربما يرى البعض اننا لم نتقدم غير اننا لم نتراجع او نخضع او نستسلم او ننبطح للظروف والتحديات وعكسناها الى فرص يشيد بها العالم كله وتدهشه .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/23 الساعة 00:49