أبوخلف تكتب: الخداع البصري يحارب الحقيقة الواضحة

سماح أبوخلف
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/18 الساعة 11:51
الخداع البصري هو فن استخدام الصور والمؤثرات البصرية لإيهام العقل بتصور غير واقعي. هذا النوع من الخداع يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قراراتنا وآرائنا تجاه الأشخاص والأشياء، مما يجعلنا نتخذ قرارات غير مدروسة بناءً على ما نراه. في هذا المقال، سنستعرض كيفية عمل الخداع البصري وتأثيره على العقل البشري، مع التركيز على الأبحاث والدراسات التي تناولت هذا الموضوع. كما سنناقش الطرق التي يمكننا من خلالها مقاومة هذه الأساليب
الخداع البصري يعتمد على تحفيز الإدراك البصري بطرق تجعل الدماغ يفسر المعلومات بشكل خاطئ. من أبرز الأمثلة على ذلك هي الصور التي تحتوي على وهم الحركة أو العمق، مثل اللوحات التي تبدو وكأنها ثلاثية الأبعاد لكنها في الواقع مسطحة.وفقاً لدراسة نُشرت في "Journal of Vision"، يوضح العلماء أن الخداع البصري يعمل من خلال تضليل النظام البصري في الدماغ. على سبيل المثال، الألوان المتضاربة والخطوط المتعرجة يمكن أن تجعل الأشياء تبدو أكبر أو أصغر مما هي عليه في الواقع .الخداع البصري لا يقتصر على الأوهام البصرية فقط، بل يمكن أن يؤثر أيضاً على قراراتنا اليومية. على سبيل المثال، الصور التي تُظهر المنتجات بطريقة مغرية يمكن أن تدفعنا لشراء أشياء لسنا بحاجة إليها. دراسة من جامعة ستانفورد بينت أن التسويق باستخدام الخداع البصري يمكن أن يزيد من المبيعات بنسبة تصل إلى 30%كما حصل فى استثمار في مشروع غير واقعيفي عام 2015، قرر مستثمرون ضخ أموال ضخمة في مشروع تكنولوجي ناشئ بعد أن شاهدوا عرضاً مرئياً مبهرًا يظهر فيه المشروع وكأنه نجاح مؤكد. ولكن بعد بضعة أشهر، اكتشفوا أن الصور والمؤثرات التي تم استخدامها في العرض كانت مضللة، والمشروع كان بعيدًا عن النجاح المتوقع، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة.وكما حدث عند شراء عقار بناءً على صور محرفةفي عام 2018، قامت مجموعة من المشترين بشراء عقارات بناءً على صور معدلة أظهرت العقارات بشكل أفضل بكثير من حالتها الحقيقية. بعد الشراء، اكتشف المشترون أن العقارات كانت في حالة سيئة وتحتاج إلى ترميمات باهظة الثمن، مما أدى إلى خسائر مالية وإحباط كبير.في السياق النفسي، يُظهر بحث نشر في "Psychological Science" أن الخداع البصري يمكن أن يؤثر على تصوراتنا للأشخاص. على سبيل المثال، التصوير مع شخصيات مشهورة ومرموقة يمكن أن يمنح الشخص مصداقية مزيفة. الدراسة أظهرت أن الأفراد يميلون إلى الثقة بالأشخاص الذين يظهرون بجانب المشاهير، حتى وإن لم يكن هناك علاقة حقيقية بينهممقاومة الخداع البصري تتطلب وعيًا ويقظة دائمة. إليك بعض النصائح:التعليم والوعي: من المهم أن نتعلم كيف تعمل هذه الأساليب حتى نكون مستعدين لمواجهتها.التحليل النقدي: يجب دائمًا تحليل المعلومات والصور التي نراها بعين ناقدة، وعدم الاعتماد على الظواهر فقط.البحث المستقل: التحقق من الحقائق بشكل مستقل قبل اتخاذ أي قرار بناءً على ما نراه.التقليل من التعرض للإعلانات: يمكن تقليل التعرض للإعلانات الخادعة عن طريق استخدام أدوات حجب الإعلانات والاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات.الخداع البصري هو أداة قوية يمكن أن تؤثر على قراراتنا وآرائنا بطرق غير متوقعة. من خلال فهم كيفية عمل هذه الأساليب وتطبيق بعض الإجراءات الوقائية، يمكننا حماية أنفسنا من الوقوع في فخ الخداع البصري. لذا، يجب أن نبقى دائماً يقظين وواعين لما نراه حولنا .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/18 الساعة 11:51