آخر 'هرطقات' بايدن: فعلتُ للفلسطينيين 'أكثر' من أي شخص آخر!
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/18 الساعة 02:34
فيما تتراجع أسهمُ الرئيس الأميركي جوزيف بايدن, في «السوق» الحزبي والسياسي بل والشعبي الأميركي المفتوح على تطورات دراماتيكية, خاصة بعد فشل محاولة إغتيال الرئيس السابق/ المرشح الرئاسي الجمهوري/ ترمب, وفيما يترقّب الأميركيّون إنعقاد «المؤتمر الوطني العام» للحزب الديمقراطي, أوائل شهر آب الوشيك, خرج الرئيس بايدن في مقابلة «مُسجّلة» مع سبيدي مورمان من شبكة «كومبلكس»، قائلاً: أنه «ملتزم بنسبة 1000٪ بالاستمرار في السباق الرئاسي». (عِلماً أنه تم تسجيل المقابلة يوم السبت 21 الجاري, وفق التوقيت الأميركي، أي قبل يوم م? محاولة اغتيال الرئيس السابق/ترمب، وتم نشرها أول أمس الثلاثاء).
لكن المُثير والباعث على الاستغراب, المحمول على غضب ورفض بل وإدانة للتزوير, حدود الكذب, التي تميّزت به أقوال بايدن, هو زعمه (رغم انه أبدى حِرصَاً قبل ذلك على التأكيد أنه يعتبر نفسه «صهيونياً»), بالقول: أنه «فعلَ أيضاً للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر»، ولم ينسَ بالطبع إضافة «طابع إنساني» على تبجّحه غير الصحيح أبداً, عندما دعا «إلى توفير المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة». والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه المزاعم التي تدحضها وقائع الأشهر «التسعة», التي إنقضت على حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتعطيش, وتدمير المش?في والمساجد والكنائس, والمدارس والجامعات والمرافق العامة والبُنى التحتية ومساكن الغزّيين, وكل أسباب الحياة, التي قارفها وما يزال تحالف الشر الصيوأميركي, إضافة إلى إزهاق أرواح وسفك دماء أزيد من 140 ألف شهيد ومُصاب, دون إحتساب المفقودين والجثامين التي ما تزال تحت الأنقاض, وقد تمت كل تلك الجرائم بأسلحة وذخائر وعتاد أميركي سَخِيّ وفتّاك, مثل القنابل التي تزن «ألفي رطل» الكفيلة, كل واحدة منها بتدمير مربع سكني كامل, حيث وصلَ منها إلى جيش الفاشية الصهيونية, أزيد من 14 ألف قنبلة.
فهل فعلَ بايدن لـِ«الفلسطيننيين» الكثير؟... أم «فعلَ بهم» الكثير»؟.
دعونا في البداية لا نعود إلى مرحلة ما قبل السابع من أكتوبر/ 2023, بهدف إعادة التذكير بالوعود الخُلّبِية التي بذلها بايدن للفلسطينيين, أثناء حملته الإنتخابية صيف وخريف العام2020, وتعهده بزيادة الدعم لهم وفتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة, وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن, خصوصاً في الدفع بـ«حل الدولتين» إلى صدارة جدول الأعمال الأميركي. وكل ذلك بات من ماضي(وحاضر) بايدن الأسود. وهو الذي لم يتوقّف عن التفاخر بأنه «صهيوني». بل سنستعرض «بعض» مواقفه المتواطئة, عندما بدأ الشريكان النازي/الص?يوني والإمبريالي/الأميركي, حرب الإبادة والتجويع والتهجير التي ما تزال فصولها الدموية والوحشية متواصلة.
هرعَ بايدن وفريقه اللصيق في البيت الأبيض (كلهم من اليهود الذين لم يُخفوا ذلك, بل تبجحوا باهم يُقدّمون «هويتهم» الدينية/اليهودية, على هويتهم الوطنية/الأميركية, وكان أكثرهم «صراحة/ إقرأ إستفزازا انتوني بلينكن), هرعوا جميعاً إلى الدولة العنصرية الإستعمارية, رافعين الشعار «الغربي الإستعماري» التقليدي, عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها», وبدأ قطار جوي وبحري لم يتوقف حتى الآن, كما يجب لفت الإنتباه, إلى جيش العدو, إضافة إلى حشد بحري غير مسبوق لم يكن مثيلاً له منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية, مُتزامِناً مع بدء ا?عدو قصفاً جوياً وبحرياً ضارياً في الثامن من أكتوبر/ 2023, (تلاه في 28 من الشهر نفسه إجتياح برِّي شامل), للقطاع المُحاصر والمجوّع والمنكوب منذ 17 عاماً, على نحو سقط فيه خلال أسبوع واحد خمسة آلاف شهيد, وما يزيد على ضعفهم من الجرحى وتحت الأنقاض, ولم يصدر عن إدارة بايدن أي تصريح أو دعوة لتجنّب المسِّ بالمدنيين, وواصلت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن إستخدام «الفيتو» لخمس مرات ضد مشروعات قرارات لوقف النار أو هدنه إنسانية, زد عى ذلك «إنكار» إدارة بايدن والرئيس نفسه, توصيف الجرائم الصهيو أميركية ضد أهالي القطاع ?أنها «حرب إبادة».
فهل ثمَّة ما يَشي بأن بايدن كان صادقاً في ما زعمَ وأشار إليه؟, أم انها محاولة مكشوفة وخاسرة لنفي الإتهامات التي تلاحقه بالمشاركة في حرب الإبادة؟., حيث يُرددها المُحتجّون الأميركيون في المهرجانت الإنتخابية التي ينظمها بديدن, عندما يُقاطعونه هاتفين: «جو... حرب الإبادة الجماعية»؟.
** استدراك:
الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة باستثمار ملايين الدولارات, لِنقلِ ما وُصف زوراً المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة, (سيتوقّف قريباً عن العمل)، هذا ما قاله وزير الدفاع الأميركي/ لويد أوستن، لنظيره الصهيوني/مُجرم الحرب/ يوآف غالانت، خلال محادثة هاتفية بينهما/أمس. وبحسب بيان البنتاغون، ناقش الإثنان «الهجمات المُستمرة» ضد إسرائيل من جانب حزب الله»، وكذلك فُرص «زيادة التعاون العسكري» بين البلدين. كما أكد أوستن لغالانت «أهمية» زيادة «تدفق» المساعدات الإنسانية, من «كافة» المعابر البرية, ودعم شحنات المساعدا? إلى ميناء أسدود لتوزيعها في غزة». مُؤكدان «الرغبة المُشترَكة في ضمان الهزيمة الدائمة لحماس».
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/18 الساعة 02:34