ضرورة إتاحة المساحات الآمنة للشباب لبناء مقدرات الوطن ‏

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/12 الساعة 12:19

بقلم الدكتور حسن خليل الشوابكة

في 17 كانون الأول / ديسمبر من عام 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 54/120 ‏‏إعلان 12 من آب / اغسطس من كل عام يوما دولياً للشباب بحيث يكون هذا اليوم بمثابة يوم للاحتفال ‏‏بالشباب والشابات والتأكيد على دورهم في بناء المجتمع، حيث يعتبرون شركاء رئيسيين في كافة مناحي ‏‏الحياة.‏

يعتبر الشباب الركيزة الأساسية لأي مجتمع يهدف الى النمو والتطور ولابد من العمل مع هذه الفئة ‏‏بمنهجية تحقق الأهداف المرجوة من العمل معهم وتسهم في بناء الجيل بناءا حقيقيا ليمتلك الشباب ‏‏مقومات النجاح.‏

ولا بد من أن يدرك القائمون على العملية الشبابية أهمية وضع الخطط التي تواكب التطور العلمي ‏‏والتكنولوجي لبناء قدرات الشباب بحيث تتلائم مع حاجاتهم الأساسية ومتطلبات النمو والتطور، من خلال ‏اتباع خطوات واضحة ومحددة بحيث تخلق مساحات آمنة للشباب ‏ليساهموا بشكل اساسي في صناعة ‏القرار والتعبير عن انفسهم بحرية، ولكي يكون التخطيط مبني على الحاجات وفق ‏دراسة حقيقية واقعية ‏سواء كانت هذه الاحتياجات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، نفسية او بدينة، كونه ‏لا يمكن بناء القدرات ‏دون معرفة الحاجات شريطة ان تبني منظومة العمل بطريقة تحقق الأهداف ‏المرجوة والفائدة القصوى من ‏الخدمات المقدمة لهم.‏

من هنا لا بد من الانطلاق من ثوابت ومرتكزات محددة لبدء العمل مع الشباب :‏

اولا: تحديد هذه الفئة تحديدا دقيقا بحيث نستطيع تقديم الوصف الحقيقي لهم دون التداخل مع الفئات ‏‏العمرية الاخرى، الامر الذي يساعدنا في تحديد خصائص هذه الفئة ومعرفة متطلباتها و أحتياجاتها .‏

ثانيا: اجراء الدراسات الميدانية الفعلية لمعرفة متطلبات الشباب وحاجاتهم والاستماع الى آرائهم وفرز ‏هذه ‏المتطلبات والاحتياجات وفق مجالات متعددة لنتمكن من بناء الخطط وفق طريقة علمية مدروسة.‏

ثالثا: بناء البرامج المتخصصة لكل مجال على حدة وأن تكون هذه البرامج متنوعة في مجالات الحياة ‏‏السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وان تبني وفق نظام علمي مدروس من خلال الاطلاع على ‏‏الدراسات العلمية والبرامج العالمية المماثلة والمميزة التي حققت نتائج جيدة، واخذ ما يتوافق منها مع ‏‏ثقافة المجتمع وطبيعة شبابه.‏

رابعا: اختيار فريق العمل بشكل دقيق مبني على الخبرات والكفاءات والمهارات والمعارف لا ‏أن يكون ‏الاختيار عشوائيا دون أسس، بحيث يكون هذا الفريق قادرا على تنفيذ البرامج بكل كفاءة واقتدار.‏

خامسا: التقييم والمتابعة المستمرين، من خلال تدوين الملاحظات التي ترد ومعالجتها اولا بأول على ان ‏يكون فريق التقييم والمتابعة متخصصا وعلى دراية بطرق تصميم البرامج وكيفية بنائها ‏وتنفيذها، ودراسة ‏اثر هذه البرامج على الشباب ومعرفة مدى تحقق الأهداف المرجوة.‏

سادسا: التطوير والتحديث المستمرين للبرامج لتواكب التطور العلمي والتكنولوجي، لا أن تبقى هذه ‏‏البرامج تدور في فلك التقليدية والكلاسيكية.‏

من خلال هذه الخطوات فإننا نتمكن من بناء قدرات الشباب بطريقة تجعلهم قادرين على المشاركة ‏بصنع ‏القرار والتعبير عن انفسهم بحرية وايصال افكارهم دون وجل أو خوف، كما ويجب أن تتصف ‏البرامج ‏بالشمول بحيث تبنى على أسس شاملة لشخصية الشاب وحاجاته، وان تقدم للشباب على امتداد ‏الوطن، ‏ويجب على الدولة ان تمنح الشباب الفرص الحقيقية في المشاركة السياسية من خلال التمكين ‏السياسي ‏وتسليمهم المناصب الادارية الرفيعة لرفد المؤسسات بطاقات شبابية تجعل منها كتلة مشتعلة من ‏النشاط ‏والحيوية.‏

شبابنا في يومنا هذا نقول كل عام ونحن بكل خير.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/12 الساعة 12:19