للنساء في غزة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/10 الساعة 00:17
أريد أن أقول للنساء في غزة أمرا مهما , حين تقوم واحدة منهن هنالك في مخيم برفح أو على أطراف خان يونس بقص شعر ابنها ...أقول لها لا تلقيه على الأرض , اجمعوا الشعر من رؤوس أطفالكم ...لأن زمنا سيأتي ويصبح فيه الشعر تميمة تعلق في صدور طلاب الحرية , وربما سيقيم بعض الأحرار في هذا العالم معرضا ...لمعنى الحياة , ولمعنى الإصرار ولمعنى الصمود في غزة من هذه الخصلات الناعمة .حتى أظفار المواليد , لا ترموها على الأرض ..أنا أعرف أنها ستنبت وردا , وربما قذائف وطلقات ولكن اجمعوها , فهي ستنظم لذاك المعرض الكبير في غزة والذي سيقام بعد انتهاء الحرب , كي يعرف هذا العالم معنى أن تقاتل أظفار الأطفال ..ومعنى أن يقاتل المقص الصغير , ومعنى رجفة كف الأم وهي تقوم بقصها.أطلب من النساء في غزة أيضا , أن لا تتخلص أبدا ..من (اللهايات) التي قضمها الأطفال بفعل الجوع وتمزقت , قوموا بجمعها فهذه (اللهايات) هي أهم من وسام الفارس النبيل وأهم من وسام الحرية , ولو كانت أمريكا تعي أصلا معنى الحرية لاستبدلت تمثال الحرية القابع في نيويورك ...بمجسم (لهاية) لطفل من غزة , أو بمجسم علبة حليب أحضرت كمساعدات ..من دول كانت كل خطاباتها عن حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة ... واختصرت في النهاية كل تلك الحقوق في علبة حليب .أقول للنساء في غزة أيضا ...حتى (الصنادل) الصغيرة التي مشى فيها الأطفال على رمل غزة , وتقطعت أربطتها بفعل النزورح والرحيل والرمل ..لا ترموها , احتفظوا بها لأنها ذات يوم ستكون أعلى من قيم بعض الدول التي أدانت , وستكون أنظف من دساتير الدول التي سمحت لمرتزقتها بالذهاب إلى غزة , وستكون خالدة في التاريخ, في حين أن الجريمة ستبقى عارا يطارد كل من شارك بالمجزرة ..ربما هذه (الصنادل) ستنطق ذات يوم , وستصفع الحرية المزعومة , والديمقراطيات الكاذبة ..وكل دساتير حقوق الطفل والمرأة التي أنتجتها الأمم المتحدة .أقول للنساء في غزة أيضا , (الكوفليات) التي تم لف المواليد الجدد فيها , أعرف أنها متسخة قليلا , وأعرف أن غسلها صار صعبا ...احتفظوا بها كما هي للأطفال الذين سيأتون بعد الحرب , لأنها مشبعة بغبار النزوح ..وبدموع الأمهات , مشبعة بعرق الطفل الذي ذاب من حر رفح , مشبعة بكل كبرياء الأرض وبكل المعاني السامية , وهي حتما ستكون في يوم من الأيام أعلى راية ترفع في سماء الأمة ..أقول للنساء أيضا , احتفظوا برباط (الكوفلية) ..لأن هذا الرباط ربما ذات يوم سيلتف على عنق الجنون والغطرسة , على عنق كل يهودي تورط بالدم والسحل والذبح ..تورط بالجريمة .لو يسمح لي أن أغوص في المقال أكثر لفردت بابا كاملا اسمه (باب الفوط) وأسهبت فيه ....لكن إلى هنا ويكفي .إن الحروف لمن يجيد استعمالها , تقاتل وتقاتل وتقاتل ...حتى الحروف تحولت من العربية إلى (الغزاوية) ..
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/10 الساعة 00:17