أبو ريشة يكتب: ذكرى الهجرة مولد أمة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/06 الساعة 20:27
تمر علينا ذكرى هجرة الرسول عليه الصلاة وأتم التسليم ولابد للمسلم الواعي أن يتفكر ويستنبط العبر والعظات من هذا الحدث العظيم الذي غير وجه التاريخ وأقام دولة الإسلام والمسلمين.
إن الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (الهجرة الثانية بعد هجرة المسلمين للحبشة) تمثل حدثًا تاريخيًا عظيمًا إذ منه انطلقت الدولة الإسلامية وانتشر الإسلام بعد ما كان الاسلام محصورا بين شعاب مكة المكرمة ولابد من التركيز على استخلاص فقه الهجرة النبوية وتعلم فوائدها ودروسها والعبر منها.ولذلك لم تكن الهجرة نزهةً ولكنَّها مغادرةُ الأرض والوطن والأهل وأسباب الرِّزق والتَّخلِّي عن كلِّ ذلك من أجل العقيدة الإسلامية ولهذا احتاجت إلى جهدٍ كبيرٍ حتَّى وصل المهاجرون إلى قناعةٍ راسخة كاملةٍ بهذه الهجرة ومن تلك الوسائل: التَّربية الإيمانيَّة العميقة والاضطهاد الَّذي أصاب المؤمنين وتناول القرآن المكِّيِّ التَّنويه بالهجرة ولفت النَّظر إلى أنَّ أرض الله واسعةٌ.قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.فمن وحي الهجرة التي يجب أن نستخرجها ونتوقف عندها ونستفيد منها أن دين الله محارب وما يحصل اليوم ضد الإسلام والمسلمين ليس بالشيء الجديد وان الحرب لم تكن على النبي صل الله عليه وسلم بل على ما جاء به صل الله عليه وسلم من قبل رب العزة الا وهي العقيدة الإسلامية المتمثلة بشهادة لا إله إلا الله مع العلم انه عرضت عليه مغريات الحياة من قبل عمه أبي طالب المال النساء والجاه لكنه أبى فقال صل الله عليه وسلم :(يا عماه والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته أو أُهلك من دونه) فبعد هذا الاصرار والتمسك بالعقيدة والثبات على المبدأ قاموا باضطهاده ومضايقته وأتباعه وتم طرده وتهجيره من وطنه وهذا ما يحصل اليوم في بلاد العرب والمسلمين وخاصة في فلسطين وما يحصل في غزة عنا ببعيد.ومن العبر أيضا إتقان التخطيط وحسن توظيف الطاقات ان الهجرة تعلمنا كيف يؤدي التخطيط السليم القائم على الإنتماء الحقيقي دوره في تحقيق النجاح والتقدم للدولة ومن أعظم أسس التخطيط حسن توظيف الطاقات وسلامة استغلال القدرات المتاحة فالصديق قبل الطريق والراحلة تعلف وتجهز قبل أربعة أشهر وبسرية تامة وعلي رضي الله عنه يكلف بالنوم في فراش النبي صل الله عليه وسلم كل هذا وغيره من تخطيط محكم نجحت هجرته صل الله عليه وسلم.ومن وحي الهجرة أيضا التي ضرب لنا النبي صل الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن والأدلة كانت واضحة على حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة وهذه رسالة لنا في هذا الوطن الحبيب ان نحب وطننا وان نخلص له دون نفاق ومصالح شخصية آنية ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية يجب علينا أن ننحاز إلى حب الوطن بعيدا عن التملق ودغدغة العواطف ولذلك قال صل الله عليه وسلم في رواية ابن عباس لما خرج النبي صل الله عليه وسلم من مكة قال مخاطبا وطنه والحرقة في قلبه والدمع في عينيه :(أمَا والله أني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلىَّ وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ مَا خرجت)ومن أبرز القيم التي اكدتها الهجرة المباركة هي المواطنة والتعايش السلمي والاخوة التي امر بها النبي صل الله عليه وسلم حيث نادى بالمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين لكي يعلمنا ان الدولة لا تنهض إلا بوحدة وطنية صادقة وخاصة نحن في الأردن نحتاج إلى هذه الدروس ونطبقها قولا وعملا التي ارساها النبي صل الله عليه وسلم فوضع وثيقة المدينة لترسيخ مبدأ المواطنة والتعايش والألفة والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد.هذا غيض من فيض أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعيد علينا هذه الذكرى ونحن نرفل بثوب العزة والكرامة والنصر والتمكين حفظ الله الوطن وأهله وقيادته وكل عام وانتم والوطن بخير.
إن الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (الهجرة الثانية بعد هجرة المسلمين للحبشة) تمثل حدثًا تاريخيًا عظيمًا إذ منه انطلقت الدولة الإسلامية وانتشر الإسلام بعد ما كان الاسلام محصورا بين شعاب مكة المكرمة ولابد من التركيز على استخلاص فقه الهجرة النبوية وتعلم فوائدها ودروسها والعبر منها.ولذلك لم تكن الهجرة نزهةً ولكنَّها مغادرةُ الأرض والوطن والأهل وأسباب الرِّزق والتَّخلِّي عن كلِّ ذلك من أجل العقيدة الإسلامية ولهذا احتاجت إلى جهدٍ كبيرٍ حتَّى وصل المهاجرون إلى قناعةٍ راسخة كاملةٍ بهذه الهجرة ومن تلك الوسائل: التَّربية الإيمانيَّة العميقة والاضطهاد الَّذي أصاب المؤمنين وتناول القرآن المكِّيِّ التَّنويه بالهجرة ولفت النَّظر إلى أنَّ أرض الله واسعةٌ.قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.فمن وحي الهجرة التي يجب أن نستخرجها ونتوقف عندها ونستفيد منها أن دين الله محارب وما يحصل اليوم ضد الإسلام والمسلمين ليس بالشيء الجديد وان الحرب لم تكن على النبي صل الله عليه وسلم بل على ما جاء به صل الله عليه وسلم من قبل رب العزة الا وهي العقيدة الإسلامية المتمثلة بشهادة لا إله إلا الله مع العلم انه عرضت عليه مغريات الحياة من قبل عمه أبي طالب المال النساء والجاه لكنه أبى فقال صل الله عليه وسلم :(يا عماه والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته أو أُهلك من دونه) فبعد هذا الاصرار والتمسك بالعقيدة والثبات على المبدأ قاموا باضطهاده ومضايقته وأتباعه وتم طرده وتهجيره من وطنه وهذا ما يحصل اليوم في بلاد العرب والمسلمين وخاصة في فلسطين وما يحصل في غزة عنا ببعيد.ومن العبر أيضا إتقان التخطيط وحسن توظيف الطاقات ان الهجرة تعلمنا كيف يؤدي التخطيط السليم القائم على الإنتماء الحقيقي دوره في تحقيق النجاح والتقدم للدولة ومن أعظم أسس التخطيط حسن توظيف الطاقات وسلامة استغلال القدرات المتاحة فالصديق قبل الطريق والراحلة تعلف وتجهز قبل أربعة أشهر وبسرية تامة وعلي رضي الله عنه يكلف بالنوم في فراش النبي صل الله عليه وسلم كل هذا وغيره من تخطيط محكم نجحت هجرته صل الله عليه وسلم.ومن وحي الهجرة أيضا التي ضرب لنا النبي صل الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الوطن والأدلة كانت واضحة على حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة وهذه رسالة لنا في هذا الوطن الحبيب ان نحب وطننا وان نخلص له دون نفاق ومصالح شخصية آنية ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية يجب علينا أن ننحاز إلى حب الوطن بعيدا عن التملق ودغدغة العواطف ولذلك قال صل الله عليه وسلم في رواية ابن عباس لما خرج النبي صل الله عليه وسلم من مكة قال مخاطبا وطنه والحرقة في قلبه والدمع في عينيه :(أمَا والله أني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلىَّ وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجونى منكِ مَا خرجت)ومن أبرز القيم التي اكدتها الهجرة المباركة هي المواطنة والتعايش السلمي والاخوة التي امر بها النبي صل الله عليه وسلم حيث نادى بالمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين لكي يعلمنا ان الدولة لا تنهض إلا بوحدة وطنية صادقة وخاصة نحن في الأردن نحتاج إلى هذه الدروس ونطبقها قولا وعملا التي ارساها النبي صل الله عليه وسلم فوضع وثيقة المدينة لترسيخ مبدأ المواطنة والتعايش والألفة والمحبة بين أبناء المجتمع الواحد.هذا غيض من فيض أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعيد علينا هذه الذكرى ونحن نرفل بثوب العزة والكرامة والنصر والتمكين حفظ الله الوطن وأهله وقيادته وكل عام وانتم والوطن بخير.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/06 الساعة 20:27