حرب 'الإبادة التعليمية' في قطاع غزة

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/02 الساعة 03:18
لقد كانت البداية منذ استوعبت ألمانيا القديمة بأعداد كبيرة من اليهود لإبقائهم في مجال الصيرفة والربا ومحال الذهب، ومن هناك تنامت كراهية الشعب الألماني لليهود ومن بعدهم الدول المحيطة بهم، حيث أصبحوا منبوذين ومكروهين .ومن هناك حيث بدأ اجتثاث اليهود المتغطرسين وإبعادهم عن كافة المناصب العلمية والتعليمية والقضائية والصحية حتى وصل الأمر إلى طردهم شرّ طردة ، فجابوا في أنحاء الدول، ولأنهم أذكياء بالفطرة النجسة فقد جاؤوا إلى فلسطين ، حيث استقبلتهم عوائل فلسطينية عديدة ، ولم يكن في خلدهم إن أولئك الجنس سيتكاثرون كالفئران، وهذا ما وقع، إذ أصبحوا قوة مدعومة من دول استعمارية معروفة ومدججة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا والقاذفات الموجهة، وبقيت حتى الآن متفوقة على الجدار العربي المعزول عن بعضه، ولأهمية التعليم فقد استهدفت القوات الصهيونية أعدادً كبيرة من الصروح التعليمية في غزة الكبرى .وبناء على ما سبق، فتشير أخبار الأمم المتحدة، التي زودني بها الزملاء، بأن ما يجري في قطاع غزة ورفح وخان يونس، هي جريمة "الإبادة التعليمية" التي تستهدف المحو الممنهج للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلمين والطلاب والموظفين، وتدمير البنية التحتية التعليمية، و وفق موقع أخبارالأمم المتحدة ، بلغت التكلفة الإجمالية للأضرار في قطاع التعليم بمبلغ ( 341 مليون دولار) فيما بلغت نسبة الاستهداف المباشر للمباني المدرسية 61٪ للمدارس الحكومية و 44٪ للمدارس التابعة لوكالة الأونروا و 44٪ للمدارس الخاصة.بينما تشير بيانات التقرير إلى تفاوت معدلات الدمار في المدارس من منطقة لأخرى، حيث بلغت نسبة الدمار الكليّ والجزئي في المدارس 62.9٪ في شمال غزة، و 28.6٪ في غزة، و 14.3٪ في وسط غزة، و 22.9٪ في خان يونس، و 17.1٪ في رفح مما أثر على مجموع 813 مدرسة، وأكثر من هذا فقد استشهد أكثر من 5500 طالب و261 معلمًا و95 أستاذا جامعيا، وأصيب أكثر من 7 آلاف و819 طالبا و756 معلما، مع تزايد الأعداد اليومية وارتفاع نسبة المفقودين من أطفال المدارس جراء القصف الصهيوني على كافة مناطق قطاع غزة .لقد خرجت إسرائيل من عباءة هتلر، لتصنع دولة لا حق لهم فيها سوى أن الأمم المتحدة بدعم بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها الدول التي أردت إبعاد الشراذم المشتتين في العالم، لإقامة كيان لا حق لهم فيه، حيث انخرطت جميع العصابات الإجرامية لتغير خارطة فلسطين، ورغم هذا لا تزال الدولة العبرية تترك عصاباتهم و جيشهم لهدم دور العبادة و قصف المدارس والجامعات وهدم العديد من مجتمع التعليم، ما يعني أن حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على الفلسطينيين، كي يطردوا الفلسطينيين ويعتقلوا شبابهم ويعتقلوا العلماء والمدرسين والمتعلمين كي لا ينافسهم أحد.ليس هذا فحسب بل ترسخ لديهم مفهوم التركيز على النشء في حواضن دينية وصهيونية منذ سن الثالثة وحتى سن السادسة قبل أن يدخلوا المدرسة وهذا السن لزرع القيمّ اليهودية المتوحشة عند غالبية المجتمع الصهيوني من المتصهينين الذين يستقطبون الأطفال لحواضن الجاليات اليهودية استعدادً لإسرائيل الكبرى حسب تخيلاتهم ولإبقاء النشء تحت مظلة العنصر اليهودي، وهذا ما يتساوق مع النظرية النازية التي أذاقتهم الويلات.. ولهذا فعلى الدول العربية أن تتحرك لوقف استهداف منظومة التعليم، وكذلك المنظمات العالمية واليونسكو، ومنظمات التعليم العالمية ومنظمة الأمم المتحدة لطفولة وغيرها من عربية أو مساندة، وإلا سينهار التعليم في غزة ورفح وبقية مما بقي من ركام وويلات سنحاسب عليها.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/07/02 الساعة 03:18