الشوبكي يكتب: ارتباطات التصعيد في البحر الأحمر.. التأثيرات الاقليمية

الولايات المتحدة وبريطانيا شكلتا في كانون ثاني /٢٠٢٤ ( حارس الازدهار) في البحر الأحمر، لمواجهة عمليات الحوثيين ضد السفن التجارية المتوجهة إلى اسرائيل ، عبر تنفيذ عمليات ضد مواقع حوثية من البحر والقاعدة العسكرية في جيبوتي ، وكذلك التنسيق الاستخباري مع القوة البحرية الاوروبية المتواضعة ، والتي تعمل تأمين حماية للسفن التجارية، دون القيام بعمليات عسكرية ضد الحوثيين .الاستراتيجية الامريكية في البحر الأحمر، لم تستطع انضاج رؤية لتعزيز الامن البحري ، وكذلك الفشل في تشبيك تحالف اقليمي لمواجهة الحوثيين ، لاعتبارات تتعلق باهداف التحالف وعلاقتها بحماية اسرائيل ، علاوة على الكلفة المالية الكبيرة، لتواجد الاسطول الامريكي المستمر في البحر الاحمر .التوسع العملياتي للحوثيين يأتي في اطار المرحلة الرابعه من عملياتها ضد اسرائيل ، ومرتبط بشكل واضح مع تزايد التهديدات العسكرية التي وجههتها اسرائيل لحزب الله ولبنان ، والهجمات التي نفذها الحوثيون كانت ضد اهداف في البحر الأحمر وبحر العرب والبحر الابيض المتوسط ، الاخطر وجود تنسيق عسكري بين الحوثيين والمقاومة الإسلامية في العراق ، لضرب اهداف بحرية في البحر المتوسط .حزب الله من جانبه ، اكد بانه سيستهدف مواقع عسكريه وتجارية في البحر المتوسط، وكذلك آبار الغاز في المتوسط التي تتبع لاسرائيل ، كما وجه الحزب تحذيرا لقبرص بخصوص علاقاتها العسكرية مع اسرائيل .تحركات اذرع ايران والحرس الثوري الاخيرة (الحوثيون، المقاومة الإسلامية في العراق، حزب الله ) ، تأتي في سياق توزيع الادوار بين هذه الاذرع ، والتأكيد على وحدة الساحات التي تعمل بها ، لزيادة الضغط على الولايات المتحدة واسرائيل ، وفرض اجندتها التفاوضية .الولايات المتحدة اكدت بشكل واضح وقوفها مع اسرائيل ، بخصوص التصعيد مع حزب الله ، وتبنت السردية الاسرائيلية بهذا الخصوص ، كما تقوم امريكا بنشاط دبلوماسي مكثف من خلال ( نبيه بري / رئيس مجلس النواب اللبناني) مع حزب الله ، لمحاولة احتواء التصعيد العسكري ، ومن غير الواضح، قدرة الادارة الأمريكية على مواجهة ابتزاز اليمين المتطرف في الحكومة الاسرائيلية ورغبته بفتح ساحة صراع جديدة في لبنان!