من وراء تخزين المتفجرات؟

سميح المعايطة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/25 الساعة 03:46

حتى الآن أصدر الأمن العام بيانين حول حادثة تخزين المتفجرات في ماركا الجنوبية، وتحدث البيان الثاني حول معلومات جديدة كشفتها التحقيقات أدت إلى اكتشاف مخزن ثان في منطقة أبو علندا وهو محل تجاري تم تفجيره من قبل الأجهزة المعنية دون أضرار من اي نوع.

واضح من البيان الثاني أن التحقيقات التي جرت وتجري تفتح الأبواب أمام الكشف عن عمل إرهابي ممتد على مساحة جغرافية، وأن المجموعة أو التنظيم الذي يقف وراء هذا الإرهاب يحاول بناء حالة منظمة وواسعة من أماكن التخزين والتصنيع في أي مكان يمكنه استغلاله، وأن عقلية هذه المجموعة الإرهابية تحاول التذاكي على الأجهزة الأمنية باختيارها أماكن تخزين لا تلفت الانتباه مثل بيت في ماركا بمنطقة سكنية مكتظة أو مخزن في أبو علندا وسط محلات تجارية، وأنها ليست معنية بأرواح الناس وحياتهم، فهدفها النجاح في تخزين المتفجرات وتخزينها.
هذه العقلية لا تختلف عن عقلية إرهاب «داعش» و«القاعدة» في تفجير الأسواق والمساجد والأحياء، وقتل الأطفال وكبار السن والنساء دون أن يسكنهم أي شعور بالذنب أو الخوف على أي إنسان مسلم أو غير مسلم.
وإذا كانت الجهات الأمنية لم تعلن اسم التنظيم أو المجموعة الإرهابية لضرورات التحقيق وحماية الناس من أي خطر آخر أو مخازن جديدة، فإن طريقة عمل هذه المجموعة واستعدادها وقبولها بتعريض حياة الأردنيين وضيوف الأردن للخطر تدلّنا عليها، فهذه العقلية من السهل أن تعرفنا على أصحابها حتى قبل أن تعلن الأجهزة الأمنية كامل المعلومات.
الأولوية اليوم لأمن الأردنيين، أما تدفق المعلومات فهو أولوية ثانية، وأحسن الأمن العام في إصداره بيانين حتى الآن مع مراعاة ضرورات التحقيق وملاحقة أهل الإجرام.
سيعرف الأردنيون قريباً أعداءهم، ونحن مطمئنون إلى قدرات مؤسساتنا العسكرية والأمنية في ملاحقة كل فعل إرهابي.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/25 الساعة 03:46