التل يكتب: الجيش والاجهزة الأمنية اخر الكي
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/22 الساعة 22:00
في اخبار الايام الاخيرة ان الأجهزة الأمنيّة تعاملت مع قضية تحقيقية في منطقة ماركا الجنوبية، وأن التحقيقات الأولية في القضية أشارت إلى قيام مجموعة من الأشخاص بتخزين كمّيات من المواد المتفجّرة داخل منزل في منطقة ماركا الجنوبية، وان خبراء المتفجّرات من سلاح الهندسة الملكي والاجهزة الامنية قاموا بالتعامل مع تلك المواد وتفجيرها في الموقع بعد أخذ الاحتياطات اللازمة كافّة من عزل وإخلاء للمنطقة ودون اية اصابات تذكر .
واهابت الاحهزة الامنية بالجميع الابتعاد عن موقع المنزل وإعطاء المجال لها لمتابعة عملها دون أيّة مؤثّرات.
فاذا اضفنا هذا الخبر الى سلسلة من الاخبار المتواليةالتي حملتها الاسبابيع الماضية عن تصدي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الاردنية، لمحاولات تهريب مخدرات واسلحة الى الاردن، وانه تم ضبط خلايا نائمة كانت الاسلحة في طريقها اليها، بهدف القيام باعمال تخريبية لزعزعزة استقرار الاردن وامنه.فاننا نستطيع القول ان هذا النوع من الاخبار لايبعث على الهدؤ والطمأنينة في النفوس، ذلك ان الدول والمجتمعات لا تلجأ الى قواتها المسلحة الا عندما يستفحل الخطر، ويستعصي على الحل بالاساليب الأخرى ،التي هي واجب مؤسسات الدولة الأخرى،لتحصين المجتمع وبناء الرأي العام الواعي الذي لاينقاد بسهولة وراء الشعارات البراقة، بل ان العقيدة الأمنية في الاردن تقوم على استخدام الشرطة اولا،في مواجهة المشاكل والاخطار، فان لم تستطع الشرطة ذلك يتم اللجؤ الى قوات الدرك، فان لم تستطيع قوات الدرك ذلك، يتم اللجؤ الى الجيش، فهو اخر الكي كما تقول العرب.
واستخدام ذلك كله هو معالجة لمشكلة وقعت، والاصل ان يتم منع وقوعها، لذلك لابد من القول ان التصدي للتهديدات التي يتعرض لهاالاردن، والتي صارت واضحة وصريحة تأخذ طابعا خشنا في الأسابيع الأخيرة، كمحاولات تهريب الاسلحة لخلايا نائمة في الاردن، فقد صار وجود هذه الخلايا حقيقة واقعة، وان كنا لانعرف عددها وخارطة انتشارها على مساحة الوطن، وهي صورة من صور استعدادات أعداء الاردن للتدخل الخشن في بلدنا، كما فعلوا في العديد من دول الجوار، يضاف اليها، دعم مليشيات مذهبية ترابط على حدودنا الشمالية والشرقية، ويهتف بعضها (قادمون ياحعفر... قادمون ياكرك).
اقول ان التصدي لهذا الخطر ليس مهمة القوات المسلحة الاردنية في المقام الأول.ذلك ان هذه المليشيات ومن يدعمها يتسترون بستار فكري له عمق ديني، يركب حصان المقاومة، وتتذرعون بتحرير القدس لاستقطاب الشباب، وتكوين الخلايا النائمة منهم، وهو الامر الذي لابد من مواجهته بخطاب ديني ثقافي وطني واعي، يحصن مجتمعنا من الاختراق، ويحمي ظهر قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، حتى تظل اخر الكي، وحتى لا تطعن من ظهرها.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/22 الساعة 22:00