'خدمة العلم' وربطها بالتدريب المهني.. لم لا؟

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/14 الساعة 09:50
اذا ما كان هناك فعلا توجه لاعادة «خدمة العلم» فلا بد من وضع خطة محكمة لاخراجها من عباءتها الكلاسيكية التي كانت تنتهج بسابق السنوات، ولابد من ربطها بهدف سام نسعى له جميعا وهو التدريب المهني النوعي لضرب عصفورين بحجر واحد، فكيف يمكننا ذلك؟.
فكرة اعادة «خدمة العلم» هي بحد ذاتها فكرة نبيلة وتحمل في طياتها معاني وطنية مهمة، لكن ماذا لو جعلناها مفيدة بشكل مضاعف بحيث تنعكس ايضا على المشاركين بالمنفعة المعرفية والتدريبية التي تعود عليهم بفائدة مادية مستقبلية وتؤهلهم لدخول اسواقنا واسواق خارجية حتى لو في سبيل العمل الاضافي، وهذا كله سوف يصب بمصلحة الاقتصاد الوطني وتخفيف نسب البطالة والقضاء عليها.وهنا اقترح لتنفيذ هذه الغاية وتطويرها مستقبلا، اولا اذا كانت خدمة العلم تمتد لعامين، فلتقسم 3 شهور تدريب عسكري وثقافة وطنية و9 شهور تدريب مكثف لمهن نوعية مستقبلية نعاني محليا من نقصها ويتطلبها سوق العمل المحلي وتشغلها عمالة وافدة، وعام كامل لتعليم لغات اوروبية لدول تطلب عمالة محترفة ويوجد فيها نقص حاد بالمهن الحرفية والنوعية لكي نمكنهم سريعا من الدخول اليها.للاسف بالمملكة هناك مفارقة غريبة لا استطيع فهمها، فكما انه يوجد لدينا «حجم بطالة» مرتفع يصل لـ 21% فانه يوجد لدينا ايضا مئات الالاف من «العمالة الوافدة» ومن جنسيات عربية واجنبية ويعملون بمهن يحصلون منها اموالا طائلة لندرتها في السوق المحلي، وهذا يستدعي منا التركيز على التخصصات الحرفية والتوعية بها وبما تجنيه من اموال تفوق بكثير ما يحصل من الوظيفة العامة والقطاع الخاص.نعم بكل تأكيد نستطيع اذا خططنا جيدا ان نضع برنامجا «لخدمة العلم» مفيدا وذا قيمة مضافة عالية لشبابنا والبناء على افكار التدريب المهني المعمول بها حاليا من قبل وزارة العمل ومؤسسة التدريب المهني ومراكز التدريب في القطاع الخاص لنصل الى مرحلة تمكنا من تسويق الشباب للعمل في مهن تدر عليهم دخلا مرتفعا وايضا تصدير الكفاءات للخارج.ما يدعو الى التفاؤل بنجاح هذه الفكرة ان طبقت حجم الاقبال من قبل الشباب الحالي على مراكز التدريب في مختلف مناطق المملكة، وتبلغ اعدادهم بالالاف من حملة الشهادات والثانوية العامة وما دون، وهذا يعني اننا امام مرحلة جديدة حطمت على اسوارها ثقافة العيب او التمسك بالعمل بشهاداتهم.خلاصة القول، أن «خدمة العلم» شرف يتمناه كل شاب اردني وايضا الحصول على مهنة تنأى به عن مد يدة لاحد او الاتكال واضاعة الوقت بانتظار الوظيفة التي على ما يبدو اصبحت شبه مستحيلة بضوء ارتفاع عدد العاملين في القطاع العام وما يشهده العالم من تقدم في التكنولوجيا التي غيرت مفاهيم كثيرة في انماط العمل التقليدية، فلنبدأ بخدمة العلم والاقتصاد معا.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/14 الساعة 09:50