الصحة في ربع قرن.. رحلة من التطور إلى التميز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/09 الساعة 01:31
يحتفل الأردن باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني على العرش، وهي مناسبة غالية على قلوب كل الأردنيين وهامة أيضاً، حيث تُذكرنا بالإنجازات العديدة التي تمت خلال ربع قرن من حكم جلالته، شهد فيها الأردن تطورًا ملحوظًا في جميع القطاعات ولعل القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي حظيت باهتمام خاص من جلالته من خلال إيعازاته المستمرة للمعنيين في أركان الدولة الأردنية للنهوض بهذا القطاع، إذ لا تخلوا كتب التكليف السامي للحكومات المتتالية من أمر أو توجيه ملكي للنهوض بالصحة وإيلاءها العناية والرعاية الخاصة، وأعتبرت الصحة أحد الخطوط الحمراء، وربط الأمن الصحي بالامن الوطني، كما ارتبطت صحة المواطن الأردني بالأولويات والاهتمامات الرسمية لجلالته خلال الـ25 عاماً الماضية، وأكد جلالته في العديد من المناسبات على اهتمامه بهذا القطاع، وبرز ذلك من خلال زياراته الميدانية الرسمية والمفاجئة ليلاً ونهاراً، وكذلك في خطاباته ورسائله الملكية للحكومة.
من أبرز المؤشرات التي يعتد بها أهل الاختصاص لقياس حجم الإنجازات ومخرجاتها: إرتفاع معدل العمر المتوقع عند الولادة من (69,8) في العام 2000 إلى نحو (73)، وانخفاض معدل وفيات حديثي الولادة من (16) إلى (11) لكل ألف ولادة حية، وانخفاض معدل وفيات الرضع من (22) إلى (17) لكل ألف ولادة حية، وانخفاض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من (27) إلى (19) لكل ألف ولادة حية، هذه المؤشرات وغيرها من المؤشرات الإيجابية ما هي إلا نتاج إنجازات كبيرة وعديدة شملت اللبنات الست للنظام الصحي في الأردن، فقد شهدت الأردن توسعًا كبيرًا في البنية التحتية الصحية،من زيادة في عدد المستشفيات والمراكز الصحية، حيث ارتفع عدد المستشفيات في المملكة من 84 إلى 126 مستشفى، وارتفع عدد المراكز الصحية من (685) إلى (695)، ومراكز صحة الأم والطفل من (337) إلى (504) مما ساهم في خفض معدل وفيات الأمهات لكل مائة ألف ولادة حية من (41) إلى (19)، كما تم استحداث نظام الرصد والاستجابة لوفيات الأمهات؛ الأمر الذي أدى إلى الوقوف على أسباب الوفيات وتقليل احتمالية حدوثها، وتم تحديث العديد من أقسام الإسعاف والطوارئ وافتتاح مستشفى الإسعاف والطوارئ في «البشير»، وانشأت العديد من المراكز الطبية المتخصصة، منها: مركز سميح دروزة للأورام، ومركز الجراحات المتخصصة، الوطني لتأهيل المدمنين، والمركز الوطني لزراعة الأعضاء، وغيرها من المراكز الطبية المتخصصة.وبهدف تحسين جودة الخدمات الصحية، تم تنفيذ العديد من برامج تطوير الجودة وتحسين الأداء، إذ حصل على الاعتماد العام من مجلس اعتماد المؤسسات الصحية (18) مستشفى حكومياً و(100)مركز صحي و(18) وحدة لتصوير الثدي وكذلك قامت القطاعات الصحية الاخرى باعتماد الكثير من مرافقها الصحية.شهدالربع قرن الأخير من عمر الدولة الاردنية زيادة التركيزعلى الوقايةمن الأمراض، من خلال برامج التوعية الصحية المختلفة، والتغذية السليمة، حيث تمّ إطلاق العديد من حملات التوعيةواسعة النطاق لِـتشجيع الناس على اتباع نمط حياة صحي.اتسمت هذه المرحلة بتكثيف خدمات الرعاية الصحية الوقائية من خلال تنفيذ حملات تطعيم في كثير من المناطق الحدودية لتعزيز خلو الأردن من شلل الأطفال والسيطرة على الحصبة والحصبة الألمانية، وذلك بعد الهجرات القسرية المتتالية إلى الأردن، حيث ارتفعت نسبة التطعيم من (90%) إلى (98%)، وجرى تنشيط نظام الرصد للأمراض التي يطعم لها، وإضافة مطاعيم جديدة منها الالتهاب الكبدي ومطعوم فيروس الروتا، وتحسين نوعية المطاعيم، جنباً إلى جنب مع التحري عن الأمراض الخلقية والوراثية لدى المواليد.من ناحية أخرى وفي نطاق الحوكمة والتشريعات فقد تم إجراء تعديل على قانون الصحة العامة ليشمل بعض التشريعات، منها تغليظ عقوبة التدخين في الأماكن العامة وإقرار قانون المساءلة الطبية.خلال ربع قرن فضي، ارتفعت نسبة المؤمّنين من المواطنين الأردنيين بالتأمين الصحي من (18%) في العام 2000 إلى نحو (73%)، حيث تم تأمين من هم في عمر 60 فما فوق، وتأمين العائلات الاردنية التي لا يزيد دخلها الشهري عن 300 دينار، وشمول مواطنين من شبكة الأمان الاجتماعي وشمول الأطفال أقل من 6 سنوات والحوامل، واعتبار جميع مرضى السرطان (غير المؤمنين) مشمولين بالتأمين الصحي المدني.في العقد الاول من ربع القرن الفضي، بدأ تطبيق برنامج حكيم لحوسبة ورقمنة شؤون المرضى عام 2016، حيث عملت الوزارة على حوسبة (36) مستشفى و(189) مركزاً صحي، وبدأ العمل في تطبيق نظام فوترة المستشفيات بإصدار فاتورة محوسبة إلكترونية تفصيلية للمريض، وتعزز برنامج التحول الإلكتروني، حيث يتم من خلال خطة تحول الكترونيوخطة هندسة الإجراءات وتبسيطها، والربط مع الأنظمة الحكومية الموحدة واستكمال تطبيق نظام التبليغ الإلكتروني التفاعلي للكثير من الامراض، إضافة لحوسبة العديد من السجلات الوطنية مثل (سجل الكلى، السجل الوطني لوفيات الأمهات، سجل السرطان).أما صناعة الدواء الأردنية فقد تطورت خلال الـربع قرن الماضية بصورة جيدة، وأصبحت صناعة تصديرية رائدة، ونظراً لما تتمتع به من الجودة العالية والسمعة الطيبة فقد تمكنت الشركات الاردنية من تصدير (80%) من إنتاجها لأكثر من (70) دولة في مختلف القارات.في مجال تطوير الموارد البشرية، فقد ارتفعت المعدلات لكل 10 آلاف مواطن، فقد ارتفع معدل طبيب من (19,8) إلى (31.7)، وارتفع معدل طبيب اسنان ال (8) وارتفع معدل صيدلي من (7,8) إلى (15) ومعدل ممرض الى (37.5) وهي من افضل المؤشرات في الاقليم.في ربع قرن فضي، تطورت الخدمات الطبية الملكية كما ونوعا وتوسعت خدماتها في محافظات المملكة، كماتطور مركز الحسين للسرطان وأصبح الخيار الأمثل للآلاف من المرضى من جميع أنحاء العالم العربي الذين يبحثون عن أفضل علاج شمولي لمرض السرطان، وتطور المركز الوطني للسكري، وهو في طوره للتوسع في المحافظات، وتطور مركز الخلايا الجذعية بخبرات أردنية وجهز بافضل التجهيزات والتقنيات المتقدمة لتقديم أحدث الطرق المعتمدة عالمياً في الخلايا الجذعية لاستخدامها في الدراسات والأبحاث المتعلقة بالعديد من الأمراض المستعصية والمزمنة.في ربع قرن فضي، تم استحداث خدمات صحية جديدة ومتطورة منها: زراعة القوقعة لعلاج الصمم، والتوسع في عيادات غسيل الكلى واستحداث سجل خاص بمرضاها وزراعة الكبد والكلى والقلب والعمليات التجميلية في الحروق وغيرها.وشهد الأردن تعاونًا دوليًا واسعًا في مجال الصحة، مما ساهم في توفير الدعم المالي واللوجاستي بهدف تحسين الخدمات الطبيةوتطوير البنية التحتية الصحية.هذا مما اسعفتني به الذاكرة العليلة ومما استخلصته من ثلاثين عاما من العمل قضيتها في القطاع العام وكنت في ربع قرن منها شاهد عيان على ما أنجز، فقد كنت إما صانع و/ أو صاحب قرار صحي أو قريب من صناع القرار الصحي، ولكني واثق من أن الأردن مستمر في الاستثمار في التكنولوجيا الحديثةفي مجال الصحة، من خلال التركيز على تطوير الذكاءالاصطناعي والطب عن بعد لـتحسين الخدمات الطبية وتوفير الرعاية الصحية ذات الجودة العالية لجميع المواطنين الأردنيين.وكل عام وصاحب الجلالة والأردن بألف خير وإلى يوبيل ذهبي وماسي إن شاء الله.
من أبرز المؤشرات التي يعتد بها أهل الاختصاص لقياس حجم الإنجازات ومخرجاتها: إرتفاع معدل العمر المتوقع عند الولادة من (69,8) في العام 2000 إلى نحو (73)، وانخفاض معدل وفيات حديثي الولادة من (16) إلى (11) لكل ألف ولادة حية، وانخفاض معدل وفيات الرضع من (22) إلى (17) لكل ألف ولادة حية، وانخفاض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من (27) إلى (19) لكل ألف ولادة حية، هذه المؤشرات وغيرها من المؤشرات الإيجابية ما هي إلا نتاج إنجازات كبيرة وعديدة شملت اللبنات الست للنظام الصحي في الأردن، فقد شهدت الأردن توسعًا كبيرًا في البنية التحتية الصحية،من زيادة في عدد المستشفيات والمراكز الصحية، حيث ارتفع عدد المستشفيات في المملكة من 84 إلى 126 مستشفى، وارتفع عدد المراكز الصحية من (685) إلى (695)، ومراكز صحة الأم والطفل من (337) إلى (504) مما ساهم في خفض معدل وفيات الأمهات لكل مائة ألف ولادة حية من (41) إلى (19)، كما تم استحداث نظام الرصد والاستجابة لوفيات الأمهات؛ الأمر الذي أدى إلى الوقوف على أسباب الوفيات وتقليل احتمالية حدوثها، وتم تحديث العديد من أقسام الإسعاف والطوارئ وافتتاح مستشفى الإسعاف والطوارئ في «البشير»، وانشأت العديد من المراكز الطبية المتخصصة، منها: مركز سميح دروزة للأورام، ومركز الجراحات المتخصصة، الوطني لتأهيل المدمنين، والمركز الوطني لزراعة الأعضاء، وغيرها من المراكز الطبية المتخصصة.وبهدف تحسين جودة الخدمات الصحية، تم تنفيذ العديد من برامج تطوير الجودة وتحسين الأداء، إذ حصل على الاعتماد العام من مجلس اعتماد المؤسسات الصحية (18) مستشفى حكومياً و(100)مركز صحي و(18) وحدة لتصوير الثدي وكذلك قامت القطاعات الصحية الاخرى باعتماد الكثير من مرافقها الصحية.شهدالربع قرن الأخير من عمر الدولة الاردنية زيادة التركيزعلى الوقايةمن الأمراض، من خلال برامج التوعية الصحية المختلفة، والتغذية السليمة، حيث تمّ إطلاق العديد من حملات التوعيةواسعة النطاق لِـتشجيع الناس على اتباع نمط حياة صحي.اتسمت هذه المرحلة بتكثيف خدمات الرعاية الصحية الوقائية من خلال تنفيذ حملات تطعيم في كثير من المناطق الحدودية لتعزيز خلو الأردن من شلل الأطفال والسيطرة على الحصبة والحصبة الألمانية، وذلك بعد الهجرات القسرية المتتالية إلى الأردن، حيث ارتفعت نسبة التطعيم من (90%) إلى (98%)، وجرى تنشيط نظام الرصد للأمراض التي يطعم لها، وإضافة مطاعيم جديدة منها الالتهاب الكبدي ومطعوم فيروس الروتا، وتحسين نوعية المطاعيم، جنباً إلى جنب مع التحري عن الأمراض الخلقية والوراثية لدى المواليد.من ناحية أخرى وفي نطاق الحوكمة والتشريعات فقد تم إجراء تعديل على قانون الصحة العامة ليشمل بعض التشريعات، منها تغليظ عقوبة التدخين في الأماكن العامة وإقرار قانون المساءلة الطبية.خلال ربع قرن فضي، ارتفعت نسبة المؤمّنين من المواطنين الأردنيين بالتأمين الصحي من (18%) في العام 2000 إلى نحو (73%)، حيث تم تأمين من هم في عمر 60 فما فوق، وتأمين العائلات الاردنية التي لا يزيد دخلها الشهري عن 300 دينار، وشمول مواطنين من شبكة الأمان الاجتماعي وشمول الأطفال أقل من 6 سنوات والحوامل، واعتبار جميع مرضى السرطان (غير المؤمنين) مشمولين بالتأمين الصحي المدني.في العقد الاول من ربع القرن الفضي، بدأ تطبيق برنامج حكيم لحوسبة ورقمنة شؤون المرضى عام 2016، حيث عملت الوزارة على حوسبة (36) مستشفى و(189) مركزاً صحي، وبدأ العمل في تطبيق نظام فوترة المستشفيات بإصدار فاتورة محوسبة إلكترونية تفصيلية للمريض، وتعزز برنامج التحول الإلكتروني، حيث يتم من خلال خطة تحول الكترونيوخطة هندسة الإجراءات وتبسيطها، والربط مع الأنظمة الحكومية الموحدة واستكمال تطبيق نظام التبليغ الإلكتروني التفاعلي للكثير من الامراض، إضافة لحوسبة العديد من السجلات الوطنية مثل (سجل الكلى، السجل الوطني لوفيات الأمهات، سجل السرطان).أما صناعة الدواء الأردنية فقد تطورت خلال الـربع قرن الماضية بصورة جيدة، وأصبحت صناعة تصديرية رائدة، ونظراً لما تتمتع به من الجودة العالية والسمعة الطيبة فقد تمكنت الشركات الاردنية من تصدير (80%) من إنتاجها لأكثر من (70) دولة في مختلف القارات.في مجال تطوير الموارد البشرية، فقد ارتفعت المعدلات لكل 10 آلاف مواطن، فقد ارتفع معدل طبيب من (19,8) إلى (31.7)، وارتفع معدل طبيب اسنان ال (8) وارتفع معدل صيدلي من (7,8) إلى (15) ومعدل ممرض الى (37.5) وهي من افضل المؤشرات في الاقليم.في ربع قرن فضي، تطورت الخدمات الطبية الملكية كما ونوعا وتوسعت خدماتها في محافظات المملكة، كماتطور مركز الحسين للسرطان وأصبح الخيار الأمثل للآلاف من المرضى من جميع أنحاء العالم العربي الذين يبحثون عن أفضل علاج شمولي لمرض السرطان، وتطور المركز الوطني للسكري، وهو في طوره للتوسع في المحافظات، وتطور مركز الخلايا الجذعية بخبرات أردنية وجهز بافضل التجهيزات والتقنيات المتقدمة لتقديم أحدث الطرق المعتمدة عالمياً في الخلايا الجذعية لاستخدامها في الدراسات والأبحاث المتعلقة بالعديد من الأمراض المستعصية والمزمنة.في ربع قرن فضي، تم استحداث خدمات صحية جديدة ومتطورة منها: زراعة القوقعة لعلاج الصمم، والتوسع في عيادات غسيل الكلى واستحداث سجل خاص بمرضاها وزراعة الكبد والكلى والقلب والعمليات التجميلية في الحروق وغيرها.وشهد الأردن تعاونًا دوليًا واسعًا في مجال الصحة، مما ساهم في توفير الدعم المالي واللوجاستي بهدف تحسين الخدمات الطبيةوتطوير البنية التحتية الصحية.هذا مما اسعفتني به الذاكرة العليلة ومما استخلصته من ثلاثين عاما من العمل قضيتها في القطاع العام وكنت في ربع قرن منها شاهد عيان على ما أنجز، فقد كنت إما صانع و/ أو صاحب قرار صحي أو قريب من صناع القرار الصحي، ولكني واثق من أن الأردن مستمر في الاستثمار في التكنولوجيا الحديثةفي مجال الصحة، من خلال التركيز على تطوير الذكاءالاصطناعي والطب عن بعد لـتحسين الخدمات الطبية وتوفير الرعاية الصحية ذات الجودة العالية لجميع المواطنين الأردنيين.وكل عام وصاحب الجلالة والأردن بألف خير وإلى يوبيل ذهبي وماسي إن شاء الله.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/09 الساعة 01:31