اليوم نفرح بيوبيلنا الفضي.. وغدا نستقبل العالم بدعوة ملكية لنصرة غزة

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/09 الساعة 01:17
في الوقت الذي نفرح فيه لما حققه الوطن من «إنجازات كبيرة» طيلة ربع قرن الماضي، فإننا نناضل لأجل غزة ونصرتها ووقف العدوان عليها وجلب المساعدات الإنسانية لها، وها نحن اليوم نفرح بـ «يوبيلنا الفضي»، وغدا نستقبل العالم بدعوة ملكية لنصرة غزة؟
نعم، في الوقت الذي يوجد فيه من يجهز لإقامة «الاحتفالات الوطنية» هناك آخرون يبذلون الجهود لعقد مؤتمر «الاستجابة الإنسانية لغزة» الذي دعا إليه جلالة الملك عبدالله الثاني رؤساء دول وقادة ومنظمات إنسانية وإغاثية، لوضعهم بصورة الكارثة التي تحدث بقطاع غزة والضفة الغربية من"التصرفات الإجرامية» لقوات الاحتلال من تعطيش وتجويع وتشريد وتدمير للبنية التحتية.نفرح باستقلالنا ومنجزاتنا واستقرارنا لنقول للعالم وكيان الاحتلال إننا قادرون على إحباط مخططاته الخبيثة بقوتنا وتكاتفنا واستقرارنا «الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني»، وجاهزون لصد جميع محاولاته الهادفة لإلغاء حق الفلسطينيين في أرضهم وتهويد مقدساتنا، ولعل الجميع بات متأكدا أن استقرارنا أتاح للأردنيين أن يدافعوا عن الفلسطينيين للحفاظ على حقوقهم على أرضهم.نفرح باستقلالنا واستقرارنا اقتصاديا وسياسيا لأنه ساهم وبجزء كبير منذ سنوات في إحباط المؤامرات التي كانت تنسج في ظلام الليل، ويساهم حاليا بدعم صمود غزة والضفة الغربية، فتخيلوا أن الأردن دولة -لا سمح الله- غير مستقرة، أو أنها غارقة بالهموم الاقتصادية والتضخم والمشاكل السياسية، فهل يمكنها أن تقوم بما قامت به في دعم الأشقاء هناك من تقديم المساعدات الإنسانية وكسر حصارهم والدفاع عنهم في كل العالم؟الأردن بسبب استقراره الذي تحقق طيلة «السنوات الماضية» وتحديدا في الربع قرن الأخير من عمر الدولة، استطاع أن يطوع التحديات ويواجه المتغيرات الجيوسياسية والمؤامرات والمكائد، محققا نتائج ومنجزات في مختلف الميادين رغم قلة الإمكانيات والموارد، ما جعله اليوم قادرا على خوض المعارك الدبلوماسية نيابة عن الأشقاء ويقدم المساعدات ويعطل مخططات تصفية القضية.البعض من قصيري النظر سيقولون: لماذا تفرحون وتتغنون بمنجزاتكم في ظل ما يحدث بغزة، وهم لا يعرفون أن هذه المنجزات وحالة الاستقرار التي نعيشها في المملكة أبرز سلاح يقاوم به الفلسطينيون منذ سنوات حتى في هذه الأثناء، فلولا هذا الاستقرار لما استطعنا مقاومة مخططات التهجير ولما استطعنا كذلك الحفاظ على المقدسات من التهويد.خلاصة القول؛ نفرح باستقرارنا ومنجزاتنا التي حققناها بقيادة الهاشميين وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي عمل ليلا ونهارا طيلة 25 عاما للإبقاء على استقرار الأردن في جميع النواحي وجعله قويا ليواجه ويستطيع منع المخططات التي يحاول الاحتلال فرضها في المنطقة وبدعم صمود الفلسطينيين في أرضهم، وها قد نجحنا، بدليل عدم تحقيق أي شيء مما كان يخطط له الاحتلال وربما كان سينجح فيه لو أن الأردن ضعيف، ولهذا نفرح لوطننا اليوم وما زلنا نعمل ونناضل لأجل غزة وصمود الفلسطينيين فيها وفي الضفة بدليل ما سيحدث الثلاثاء المقبل في البحر الميت.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/09 الساعة 01:17