التل يكتب: قرأت في حوار سمو ولي العهد مع قناة العربية 4
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/08 الساعة 22:03
*كيف ننتصر علىالتحديات*
من المحطات المهمة التي يجب التوقف عندهافي حديث صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، نبرة التفائل بالمستقبل التي تحدث به سموه، ولعل من اهم اسباب هذا التفاؤل ليس فقط معرفة سموه بما يتوفر لدى الاردن من إمكانيات بشرية، وموارد طبيعية في مقدمتها الثروة السياحية الهائلة التي يمتلكها الاردن، والتي تغنيه عن البترول ان احسن استخدامها،مما يساهم في حل مشاكلنا الاقتصادية، ونتائجها الكارثية وفي طليعتها البطالة والفقر، واندفاع شبابنا الى دوائر اليأس الاحباط وأخطر ها تعاطي وترويج المخدرات، والوقوع ضحايا الهجرة غير الشرعية. لكن هناك سببا جوهري اخر لتفاؤل سموه هو الايمان يقدرة الاردن على تجاوز التحديات والانتصار عليها، وهو مابرهن عليه الاردن عمليا خلال ربع قرن من تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لسلطاته الدستورية، فقد تحمل الاردن كل الضغوط التي مورست عليه، وفي مقدمتها الضفوط الامريكية، ورفض الانخراط في الحرب على العراق عام2003، كذلك لم يقع القرار والموقف الاردني من الحرب اسيرا لموجة العواطف الاردنية الجياشة نحو العراق ورفض العدوان عليه، كما هو موقف الاردنيين من اي اعتداء يقع على اي جزء من اجزاء وطننا العربي. ولذلك تحمل الاردنيين كل النتائج القاسية التي نجمت عن موقف بلدهم الرافض للعدوان على العراق، كما تحمل نتائج النزوح العربي المتكرر نحو الاردن نتيجة ماشهدته العديد من البلاد العربية من حروب وفوضى، فبعد النزوح الفلسطيني، جاء النزوح اللبناني، ثم العراقي ثم السوري، واجزاء من النزوح السوداني والليبي. وهذه كلها شكلت تحديات للاقتصاد الاردني، ناهيك عن اثارها السياسية.
كما تجاوز الاردن الازمات الاقتصادية العالمية،خاصة أزمة عام2028، والتي خرجنا منها باقل الخسائر الممكنة. ثم تجاوز محنة الخريف العربي، التي مازالت اثارها التدميرية تعصف بالكثير من الدول العربية، فظل الاردن واحة امن وأمان، ولم يسمح للتطرف وعصاباته الارهابية بالامتداد الى الاردن، بل لقد تصدى الاردن كذلك لمسح الصورة السيئة التي رسمتها عن الاسلام عصابات التطرف والإرهاب، فكانت رسالة عمان ردا علميا عمليا لاعادة رسم صورة الاسلام السمحة.
وبموازات تصدي الاردن لموجة الإرهاب المتسترة بالاسلام، تصدى الاردن لتحدي مواجهة المشاريع السياسية التي هدفت للسيطرة على المنطقة العربية تحت اقنعة مذهبية، وتحت لبوس تحرير القدس.
في غمرة كل هذه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واجه الاردن تحد صحي، اجتاح العالم كله هو جائحة كورونا، التي كان الاردن من اقل الدول خسائر فيها، ومن اول الدول انتصارا عليها.
ان رسم صورة متكاملة لمجمل التحديات واجهت الاردن خلال ربع قرن والتي اشار لبعضها سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني، تجعل من حق سموه التفائل بالمستقبل، خاصة ان احسنا استثمار مواردنا التي اشار إليها سموه.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/08 الساعة 22:03