أبو عمارة يكتب: إلـــى تِلميذِه
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/08 الساعة 18:54
عذراً سيدي نزار قباني نتفق كثيراً وقد نختلف قليلاً
قُل لي ولَو كذباً كلاماً ناعماًقد كادَ يقتلني بِك التّمثالتَخَيَّلتُ تِلكَ الفَتاة وهِيَ تَلتَحِفُ بِذِراع مَن تُحِب والذي يَمشي بِثِقة وهُدوء وكَشرة ... يَرتَدي بَدلة أنيقة وتَسريحَة شَعر بِه الفَرق مِن جِهَة اليَمين .. وشَعره ناعِم يَضَعُ عَلَيه مُثَبّت الشَّعر .. ويَرتَدي ساعَة أنيقَة وحِذاء لَمعَتُهُ تُضيء المَكان .. وهِيَ فَتاة جَميلة قَصيرَة تَرتَدي فُستاناً رَبيعياً كله ألوان تَعلو شَفَتَيها ابتِسامة ونَظرَة عُيونِها كُلَّها حُب وإقبال على الحَياة ...وطَالَ الصَّمتُ بينَهُما وهُما يَسيران فاستَفَزَّها أنَّهُ لَم يَتَغَزَّل بِجَمالِها مَع أنَّهما لا يَلتَقِيان كَثيراً ، فَقالَت ..قُل لي ولَو كذباً كلاماً ناعماًقد كادَ يقتلني بك التّمثالحاوَلَت أن تَستَفِزَّه .. ولَيتَها لَم تُحاوِل فانفَجَر عَن صَمتِه وبَدَأ بِرِحلَة الرَّد ..مازلت في فَن المحبة طفلةً ... بيني وبينك أبحرٌ وجباللم تستطيعي بعد أن تتفهمي ... أن الرّجال جميعهم أَطفالإني لأرفض أن أكون مهرجاً ... قزماً على كلماته يحتالفإذا وقفت أمام حسنك صامتاً ... فالصَّمت في حرم الجمال جمالصَمَتت الفَتاة فَلَم تَدري أنَّه سيُجيب بِهذا السيل مِنَ الكَلِمات ...الله ما أجمَلَ كَلامك ! ... قالَت بإعجابفأَكمَل ...كلماتُنا في الحُبّ تَقتُل حُبَّنا ...إنَّ الحُروفَ تموتُ حينَ تُقال ...عَلى رسلك يا حَبيبي ما هذه الشَّاعِرِيَّة أينَ كنتَ تُخَبِئ كلَّ هذه الكَلِمات ما هذا الانسياب وما هذه الشّاعِرِيَّة...يَنظُرُ إلَيها بِنَظرَة استِنكار ويُكمِل ...قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلهاغيبوبة وخرافةٌ وخيال ...الحُبُّ ليسَ رِوايةً شرقيةً ...بختامها يتزوج الأبطال ...لكنه الإبحار دون سفينةٍ ...وشعورنا أنَّ الوصول مُحال ...هو أنّ تظل على الأصابع رعشةٌ ...وعلى الشّفاه المطبقات سُؤال ...هو جدول الأحزان في أعماقنا ...تنمو كروم حوله .. وغِلال ...هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ...فنموت نحن .. وتُزهر الآمال ...لِمَ أفسَدَتني قِصَص الهَوى .. بالعَكس .. أنا أُحِبُّ أن أعيشَ إحداها ...الحُب لَيس جَدول أحزان بَل هُوَ عالَم مِنَ الفَرَح .. والأحضان .. والسّعادة ..ولِمَ تَطبقُ شَفاهُنا ما دامَت تَحمُل كُلَّ هذا الجَميلَ مِنَ الكَلِمات ...لم نخفي كلمات بإمكاننا أن نطلقها ونغنيها…حَبيبَتي ...الحُب هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ ...هو يأسنا .. هو شكنا القتال ...هو هذه الكف التي تغتالنا ...ونقبل الكف التي تغتال ...لِمَ تَغتالُنا يَدُ الحُب ... لِمَ لا تَزرَع فينا الحُب .. والحَنين .. والجَميل ..لِمَ لا تُسعدنا وَردَة .. كَلِمَة .. أُغنية ..لِمَ لا نَبكي شَوقاً .. حُبًّا .. عِشقاً ..لِم لا نطير بالحبأُعارِضُك يا حَبيبي فَيَدُ الحُبّ لا تَقتُل يَدُ الحُبّ تَزرَعفاليَدِ التي تَقلع الأشجار حَتماً لَيسَ نفس اليَد التي تَغرِسُها ...لا تَجرحي التمثال في إحساسه ...فلكم بكى في صمته تِمثال ...قد يطلع الحجر الصغير براعماً ...وتسيل منه جداولٌ وظِلال ...إني أحبك من خلال كآبتي ...وجهاً كوجه الله ليس يطال ...حسبي وحسبك أن تظلي دائماً ...سراً يمزقني .. وليس يقال ...الحُبّ في رِوايَتي يا سَيّدي ..قَلبٌ يَدق دونَما إيذان..جَسَد يَرتَعِش كُلَّما تَذَكَّر ... بأيّ أوانِحُبّي وحُبَّك رعشة تُزلزِلُ الكَون بَل وتُدَمّر الأكوان ...فالحُبّ هُوَ رِوايَة يا رَجُلي يَكتبُ حُروفَها بَطَلُ يُطارِدُ حبه في كُلّ مَكان ..ظِلُّ يَرسِمُ لَنا الطَّريق .. فيسبقه الطَّريق ويَزرَعه حَوله وروداً وأشجاراً .. وَيجعَله خالياً مِنَ الصّنوانالحُبّ كَما تَرى يا سَيّدي .. لا داعٍ لَه ولَيسَ لَهُ في عالَم العُشّاق مَكانواستَلَّت يَدَها مِن يَدِه ... وتَرَكَتهُ .. وسارَت في طَريق وهِيَ تَرُدالحُبّ هو قَلبٌ يَدُق بدونَما إيذان ...هُوَ هذه اليَد التي تُرَمّمُنا مِن كُلّ أذىً وضيقٍ وتُجَمّل الأزمان ...وسارَ هُوَ بِطَريقه ... بَعدَ أن عَدَّل ياقَة قَميصه ونَظَرَ في ساعَتِه ...وابتَعَدَت وَهِيَ تَسرِقُ مِنَ الشَّمس أشِعَّتَها لِتَرسِمَ بِها طَريقاً جَديداً نَحوَ الحُبّ ..الحُبّ الذي تُريد ...
قُل لي ولَو كذباً كلاماً ناعماًقد كادَ يقتلني بِك التّمثالتَخَيَّلتُ تِلكَ الفَتاة وهِيَ تَلتَحِفُ بِذِراع مَن تُحِب والذي يَمشي بِثِقة وهُدوء وكَشرة ... يَرتَدي بَدلة أنيقة وتَسريحَة شَعر بِه الفَرق مِن جِهَة اليَمين .. وشَعره ناعِم يَضَعُ عَلَيه مُثَبّت الشَّعر .. ويَرتَدي ساعَة أنيقَة وحِذاء لَمعَتُهُ تُضيء المَكان .. وهِيَ فَتاة جَميلة قَصيرَة تَرتَدي فُستاناً رَبيعياً كله ألوان تَعلو شَفَتَيها ابتِسامة ونَظرَة عُيونِها كُلَّها حُب وإقبال على الحَياة ...وطَالَ الصَّمتُ بينَهُما وهُما يَسيران فاستَفَزَّها أنَّهُ لَم يَتَغَزَّل بِجَمالِها مَع أنَّهما لا يَلتَقِيان كَثيراً ، فَقالَت ..قُل لي ولَو كذباً كلاماً ناعماًقد كادَ يقتلني بك التّمثالحاوَلَت أن تَستَفِزَّه .. ولَيتَها لَم تُحاوِل فانفَجَر عَن صَمتِه وبَدَأ بِرِحلَة الرَّد ..مازلت في فَن المحبة طفلةً ... بيني وبينك أبحرٌ وجباللم تستطيعي بعد أن تتفهمي ... أن الرّجال جميعهم أَطفالإني لأرفض أن أكون مهرجاً ... قزماً على كلماته يحتالفإذا وقفت أمام حسنك صامتاً ... فالصَّمت في حرم الجمال جمالصَمَتت الفَتاة فَلَم تَدري أنَّه سيُجيب بِهذا السيل مِنَ الكَلِمات ...الله ما أجمَلَ كَلامك ! ... قالَت بإعجابفأَكمَل ...كلماتُنا في الحُبّ تَقتُل حُبَّنا ...إنَّ الحُروفَ تموتُ حينَ تُقال ...عَلى رسلك يا حَبيبي ما هذه الشَّاعِرِيَّة أينَ كنتَ تُخَبِئ كلَّ هذه الكَلِمات ما هذا الانسياب وما هذه الشّاعِرِيَّة...يَنظُرُ إلَيها بِنَظرَة استِنكار ويُكمِل ...قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلهاغيبوبة وخرافةٌ وخيال ...الحُبُّ ليسَ رِوايةً شرقيةً ...بختامها يتزوج الأبطال ...لكنه الإبحار دون سفينةٍ ...وشعورنا أنَّ الوصول مُحال ...هو أنّ تظل على الأصابع رعشةٌ ...وعلى الشّفاه المطبقات سُؤال ...هو جدول الأحزان في أعماقنا ...تنمو كروم حوله .. وغِلال ...هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ...فنموت نحن .. وتُزهر الآمال ...لِمَ أفسَدَتني قِصَص الهَوى .. بالعَكس .. أنا أُحِبُّ أن أعيشَ إحداها ...الحُب لَيس جَدول أحزان بَل هُوَ عالَم مِنَ الفَرَح .. والأحضان .. والسّعادة ..ولِمَ تَطبقُ شَفاهُنا ما دامَت تَحمُل كُلَّ هذا الجَميلَ مِنَ الكَلِمات ...لم نخفي كلمات بإمكاننا أن نطلقها ونغنيها…حَبيبَتي ...الحُب هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ ...هو يأسنا .. هو شكنا القتال ...هو هذه الكف التي تغتالنا ...ونقبل الكف التي تغتال ...لِمَ تَغتالُنا يَدُ الحُب ... لِمَ لا تَزرَع فينا الحُب .. والحَنين .. والجَميل ..لِمَ لا تُسعدنا وَردَة .. كَلِمَة .. أُغنية ..لِمَ لا نَبكي شَوقاً .. حُبًّا .. عِشقاً ..لِم لا نطير بالحبأُعارِضُك يا حَبيبي فَيَدُ الحُبّ لا تَقتُل يَدُ الحُبّ تَزرَعفاليَدِ التي تَقلع الأشجار حَتماً لَيسَ نفس اليَد التي تَغرِسُها ...لا تَجرحي التمثال في إحساسه ...فلكم بكى في صمته تِمثال ...قد يطلع الحجر الصغير براعماً ...وتسيل منه جداولٌ وظِلال ...إني أحبك من خلال كآبتي ...وجهاً كوجه الله ليس يطال ...حسبي وحسبك أن تظلي دائماً ...سراً يمزقني .. وليس يقال ...الحُبّ في رِوايَتي يا سَيّدي ..قَلبٌ يَدق دونَما إيذان..جَسَد يَرتَعِش كُلَّما تَذَكَّر ... بأيّ أوانِحُبّي وحُبَّك رعشة تُزلزِلُ الكَون بَل وتُدَمّر الأكوان ...فالحُبّ هُوَ رِوايَة يا رَجُلي يَكتبُ حُروفَها بَطَلُ يُطارِدُ حبه في كُلّ مَكان ..ظِلُّ يَرسِمُ لَنا الطَّريق .. فيسبقه الطَّريق ويَزرَعه حَوله وروداً وأشجاراً .. وَيجعَله خالياً مِنَ الصّنوانالحُبّ كَما تَرى يا سَيّدي .. لا داعٍ لَه ولَيسَ لَهُ في عالَم العُشّاق مَكانواستَلَّت يَدَها مِن يَدِه ... وتَرَكَتهُ .. وسارَت في طَريق وهِيَ تَرُدالحُبّ هو قَلبٌ يَدُق بدونَما إيذان ...هُوَ هذه اليَد التي تُرَمّمُنا مِن كُلّ أذىً وضيقٍ وتُجَمّل الأزمان ...وسارَ هُوَ بِطَريقه ... بَعدَ أن عَدَّل ياقَة قَميصه ونَظَرَ في ساعَتِه ...وابتَعَدَت وَهِيَ تَسرِقُ مِنَ الشَّمس أشِعَّتَها لِتَرسِمَ بِها طَريقاً جَديداً نَحوَ الحُبّ ..الحُبّ الذي تُريد ...
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/08 الساعة 18:54