الخشمان يكتب: ليس غريبا يا صاحب السمو
كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء هم دائما هكذا الهاشميون..مثلهم كمثل الكلمة الطيبة تُؤتي أكلها كل حين. ليس غريبا من صاحب السمو الملكي ولي العهد أميرنا الشاب أن تحظى مقابلته التلفزيونية بأهمية بالغة وشغف موفور من أبناء شعبنا الوفي، ذلك أن المناسبة لها وقعها لدى شعبنا وهي مناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية.كما أن الحوار بدا –لشدة عفويته – حوارا من القلب إلى القلب، مفعما بالهموم الوطنية والإقليمية- يضع يده فوق مواضع الألم بحكمة الأطباء أولي الخبرة حين يشخصون الداء ويصفون الدواء. لقد كان حوار سمو ولي العهد متسما بأنه حوار الشيخ الكبير منطقا الشاب حقيقةً، فقد قلّبَ فيه ملفات الواقع الوطني والدولي بمنتهى الجد والنظرة الثاقبة فيما يجري من أحداث. لقد اتّسم الحوار بالشمولية وكان متّشحًا بالقيم والثوابت الأردنية ، مشيرًا إلى التحديات التي واجهت وتواجه المملكة الأردنية خلال الخمس والعشرين سنة الماضية بسبب مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والأحداث الأخيرة في غزة هاشم وبدا سموه متألمًا مصدومًا على الخسائر والشهداء الذين سقطوا فمعظمهم من الأطفال والنساء، فالأردن منذ بداية الأزمة يخوض حربًا دبلوماسية دفع ثمنها سياسيا واقتصاديا، كما عرّج على محطة ما عُرف بـ (الربيع العربي) ثم أعقب بالحديث عن جائحة كورونا، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك تاريخيا وتوقّف عند موقف الأردن من غزو العراق، وفي طيّات ذلك تحدّث عمّا أفرزت تلك المحطات التاريخية من تحديات مثل حماية حدودنا من الإرهاب والمخدرات وغيرها. وكان في هذاكله يُظهر ثبات الشعب الأردني الأصيل وحنكة جلالة الملك المعظم، وصدق مواقفه وقراراته الحكيمة، التي جنّبتْ سفينة هذا الوطن تلك العواصف الهوجاء. رغم شح الموارد والإمكانيات. ومن الجدير بالذكر أن هذه المقابلة جسدت معاني كثيرة وعميقة في الحزم والعطف والحكمة والقيادة والعطاء والتفاؤل بمستقبل الأردن وموارده وقدرة شبابه، فأميرنا قدوة حسنة، والشباب عندنا يمتلئون حبا وتفانيا. ولا بد لنا في هذا المقام أن نبيّن الرؤى المستقبلية للمرحلة المقبلة عند صاحب السمو فأهم أولوياته أن يكون الوطن قويا، وذلك من خلال الاعتماد على أنفسنا في كل شيء، والاهتمام بالتعليم ولاسيما التقني، والصناعة والسياحة والتجارة وفتح أسواق جديدة لحل مشكلتي الفقر والبطالة. والأجمل في هذه المقابلة هو عندما تحدث عن صفات جلالة الملك التي تعد منهجا يدرس للأجيال . لقد شاهدنا الفارس الهاشمي الأردني بقلوبنا قبل أعيننا فهو ابن الملك المعزز -حفظهم الله جميعا- وجده الملك الباني الحسين ابن طلال رحمه الله ... فتذكرت قول الشاعر