صبري ربيحات يكتب: الموت من الضحك...
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/05 الساعة 19:39
لا اظن اني رايت او سمعت ان شخصا واحدا او عدة اشخاص قد ماتوا من الضحك او من فرط الانبساط لكني اسمع كل يوم اشخاصا يصفون لاصدقاءهم اشياء او مواقف او افلام او أشخاص بانها "بتموت من الضحك" في إشارة الى انها خبرة مبهجة واحداث مفرحة .
المطرب الفرنسي من اصول ارمنية تشارل ازنافور الذي اعتبر ايقونة للرومانس في الثقافة الفرنسية والعالم الفرانكفوني لعقود جسد هذا المفهوم والدلالة في أغانيه التي رقص على ايقاعها العشاق فهو صاحب اغنية الموت حبا التي اتخذت شهرة عالمية على مسارح العالم.
هذه الأغنية ليست الوحيدة التي ربطت الحب بالموت..بل ان العشاق وربما في معظم الثقافات العالمية ومن فرط هوسهم بمعشوقاتهم وضعوا الموت سقفا لاشواقهم " بحبك موووت"...او بموت فيكي ....او كما تقول الشحرورة صباح "وعلى شانك اموت انا".
وصف المواقف والأشخاص والاعمال الفنية وخفة الدم بانها " بتموت من الضحك " ليست هي الأوصاف الوحيدة للمواقف والأشخاص المبهجين ممن يبعث حضورهم على الفرح والسعادة والسرور فهناك القول بأن فلان شخص " بجنن " او " بطيير العقل" او "بيمزع العقل". كأن يقول احد دفاعا عن آخر بس انتو ما شفتوه " شخصيته بتجنن" او " بتعئد " بمعنى بتعقد.
في كل يوم اسمع أشخاص يقولون انهم راح يمسحوا الارض بأشخاص اخرين او انهم يستخدمون صيغة الماضي فيقولوا انهم مسحوا بهم الارض..لا أذكر اني رأيت أحدا يمسح الارض في الاخر الا في الحالات التي كنت نلعب فيها كاطفال في القرية ونتسحسل فوق تراب المنحدرات كان بعضنا يمسك باقدام الاخر ويجره وكنا في اجمل لحظات اللهو ولم تحمل تلك المواقف اي معنى للأهانة او التوبيخ والعقاب
معظم المواقف التي كانت تميت من الضحك لم تعد مضحكة ومعظم الاشخاص المدهشون لم يعودوا مدهشين لقد فقد السحرة حيلهم ولم يعد الجمهور متحمسا ولا اظن ان لدى احد القدرة ولا الطاقة ان يمسح الارض بأحد وكل الذين كانوا يجننون رحلوا الى الغرب والخليج فاصبح الكثيرون منا يحاولوا استكمال الأدعية بأن يرزقهم الله قوت يومهم ويجمل أيامهم بالستر .
المسافة التي تتسع بين الواقع والمأمول يملؤها البعض منا بالامل والمبالغة والرجاء . ولا يجد البعض منا المناص من الهجرة الى الماضي هربا من الواقع المدجج بالفواتير والاقساط والالتزامات المتراكمة وبحثا عن ما في الايام الغابرة من الفة وونس وبساطة .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/05 الساعة 19:39