الزيود يكتب: هذا ما حدث في انتخابات الجامعات الأردنية

د. عبدالباسط محمد الزيود
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/04 الساعة 14:05
أعتقد أنّ الانتخابات الطلابية التي جرت في غير جامعة حكومية عكست إلى حد كبير نبض المجتمع وتوجهاته الانتخابية و السياسية، وإن كانت تجربة الانتخابات الطلابية تعتمد على نوعية معينة من الناخبين؛ ولكنهم من المجتمع الذي ينتمون إليه، وقد عكست وعياً ناضجاً لديهم ويتجلى ذلك بتحييدهم للمؤثرات الخارجية التي كانت ترغب في وضع الطلاب تحت وصايتها من خلال التلاعب بمشاعر الطلبة الصادقة وتوجيه سلوكهم الانتخابي؛ ليصب لاحقاً في رصيد من استغلوا هذه المشاعر وحالوا ركوب الموجة الشعبية المتعاطفة مع غزّة وتحويل طاقاتها إلى خزان تصويتي يصب في مصلحتهم في الجامعات أولاً ثم في الانتخابات النيابية التي ستجري في أيلول، وهو منطق غير سليم وتدحضه نتائج الانتخابات النيابية في سنوات خلت حتى في التسعينيات!.لقد أثبت الطلبة في الجامعات الأردنية التي أجريت فيها الانتخابات أن وعيهم ومواطنتهم الحقيقية وانتماءهم إلى هذا الوطن الطيب أهله أكبر من سعي تيار أو جماعة أو حزب لتجيير النتائج لصالحه، ولقد برهن هؤلاء الطلبة، قيادات المستقبل، على هوية وطنية سليمة و فهم متقدم للسلوك الانتخابي الديمقراطي، وهو ما يعزز مشروع التحديث السياسي و يعكس جديته الذي أطلقه رأس الدولة جلالة الملك ، و يجعلنا نطمئن على أن الإصلاح السياسي يسير على السكة الصحيحة.وبحكم كوني أستاذاً في الجامعة الهاشمية ، فقد شهدت الانتخابات التي أجريت فيها يوم الخميس الماضي ٥/٣٠ و كنت راصداً ، بدافع ذاتي، لأغلب مراحلها عبر الاشتباك الإيجابي مع الطلبة و الزملاء العاملين فيها من أكاديميين و إداريين ، و عبر غير جولة في غير مبنى من مبانيها ، و قد لاحظت أن العملية سارت بيسر و سهولة و سلاسة في أجواء من التنافس الإيجابي دون حوادث أو ملاحظات كبيرة قد تُنَغّص صفوها ، و هناك بعض الملاحظات البسيطة و السلوكات الفردية التي تمت معالجتها في مكانها و في أُطِرها القانونية من خلال التعليمات الناظمة للعملية الانتخابية في الجامعة .و قد شهد المركز الوطني لحقوق الإنسان العملية الانتخابية، الذي أصدر تقريراً محايداً أشاد فيه بالعملية الانتخابية منذ بدئها حتى نهايتها دون شوائب تؤثر على نزاهتها العالية، وليس المركز وحده من شهد العملية الانتخابية بل شاركت في رصدها الهيئة المستقلة للانتخاب و المؤسسات الإعلامية و بعض مؤسسات المجتمع المدني.و أعتقد أنه من الطبيعي أن يُبْدي طرف ما، لم يحظ بثقة الناخبين من الطلبة، ملاحظاته و شكوكه التي لم تكن صحيحة البتة مع انتفاء مدلوليتها القانونية . وهذا مفهوم ومتوقع في ظل حساباته الخاطئة التي راهنت على جدوى الشحن والتشكيك والنكران في تحصيل نتيجة كبيرة في الجامعات ومن ثم في الانتخابات النيابية؛ إلا أن وعي الطلبة كشف عن الرصيد الحقيقي لهذا الطرف في هذه الانتخابات النظيفة والنزيهة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/06/04 الساعة 14:05