العدوان يكتب: اليوم العالمي لحفظ السلام

الدكتور علي فواز العدوان
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/30 الساعة 22:57
يحتفل العالم في التاسع والعشرين من أيار في كل عام باليوم العالمي لحفظ السلام، وهو مناسبة للاحتفاء بجهود قوات حفظ السلام الدولية في ‏حفظ الأمن والسلم في المناطق المضطربة حول العالم. يُعد هذا اليوم فرصة لتكريم الجنود والمدنيين الذين يساهمون بشجاعة وتفانٍ ‏في تحقيق الاستقرار والأمان وكذلك لتسليط الضوء على التحديات والنجاحات التي تواجه هذه البعثات‎.‎
وتُعتبر المملكة الأردنية الهاشمية من الدول الرائدة في مجال حفظ السلام العالمي، حيث تلعب قواتها المسلحة وجهاز الأمن العام دورًا ‏محوريًا في هذا المجال. وقد شاركت الأردن في العديد من بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مختلف أنحاء العالم‎.‎تُعتبر جهود جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في دعم قوات حفظ السلام وتعزيز خطاب السلم والأمن العالمي من أبرز السمات ‏التي ميّزت فترة حكمه على مدى الخمس والعشرين عامًا الماضية و لعب جلالته دورًا محوريًا في تعزيز مكانة الأردن على الساحة ‏الدولية من خلال التزامه الراسخ بمبادئ السلام والأمن العالميين‎.‎فمنذ توليه الحكم عام 1999، عمل جلالة الملك عبد الله الثاني على تحديث وتطوير القوات المسلحة الأردنية تحت قيادته، تلقت ‏القوات المسلحة تدريبات متقدمة وزُوّدت بأحدث المعدات والتقنيات العسكرية، مما جعلها مؤهلة للمشاركة بكفاءة وفعالية في بعثات ‏حفظ السلام الدولية‎.‎وتحت قيادة جلالته، واصلت القوات المسلحة الأردنية وجهاز الأمن العام المشاركة الفعّالة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ‏في مختلف أنحاء العالم. تضمنت هذه المشاركات تقديم الدعم الإنساني، حماية المدنيين، والمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية في ‏مناطق النزاع. وقد أثبتت القوات الأردنية كفاءتها العالية والتزامها العميق بتحقيق الأمن والاستقرار‎.‎ويُولي جلالة الملك عبد الله الثاني اهتمامًا كبيرًا بتكريم القوات الأردنية المشاركة في عمليات حفظ السلام. ويقوم جلالته بزيارة الجنود ‏في مواقع خدمتهم، ويشيد بجهودهم وتضحياتهم، مما يعزز من معنوياتهم ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد في سبيل خدمة السلام ‏العالمي‎.‎ولطالما كانت خطابات جلالة الملك عبد الله الثاني في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية الكبرى محورية في تعزيز خطاب السلم ‏والأمن العالمي.و يدعو جلالته في خطاباته إلى الحوار والتعاون الدولي كوسيلة لحل النزاعات، ويشدد على أهمية العدالة واحترام ‏حقوق الإنسان كأساس لتحقيق السلام الدائم‎.‎أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني العديد من المبادرات الهادفة لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم. من أبرز ‏هذه المبادرات‎:‎‏1.‏ مبادرة "حوار الأديان‎": ‎تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التفاهم والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات، مما يسهم في تقليل ‏التوترات وبناء جسور التواصل بين الشعوب‎.‎‏2.‏ الجهود في عملية السلام في الشرق الأوسط‎: ‎لعب جلالة الملك دورًا رئيسيًا في دعم عملية السلام بين الفلسطينيين ‏والإسرائيليين، حيث سعى جاهدًا لتحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل والدائم في المنطقة‎.‎وعمل جلالة الملك عبد الله الثاني على تعزيز علاقات الأردن مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية، مما أسهم في زيادة الدعم الدولي ‏لجهود حفظ السلام الأردنية. كما أن جلالته يُشجّع على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب ‏والتطرف، مؤكدًا أن الأمن والسلام لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الجهود الجماعية‎.‎إن جهود جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم قوات حفظ السلام وتعزيز خطاب السلم والأمن العالمي قد جعلت من الأردن نموذجًا ‏يحتذى به في المنطقة وقد حظيت هذه الجهود بتقدير واسع من المجتمع الدولي، مما عزز من مكانة الأردن كدولة فاعلة ومسؤولة في ‏النظام الدولي‎.‎وعلى مدى الخمس والعشرين عامًا الماضية، كان جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين رمزًا للالتزام بالسلام والأمن العالميين. من ‏خلال دعمه المستمر لقوات حفظ السلام وخطاباته القوية في المحافل الدولية، ساهم جلالته بشكل كبير في تعزيز الاستقرار والأمان ‏على الصعيدين الإقليمي والدولي و تستمر رؤيته وحكمته في توجيه الجهود الأردنية نحو مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا للجميع‎.‎وبدأت مشاركة القوات المسلحة الأردنية في عمليات حفظ السلام منذ أوائل التسعينيات وقد أرسلت الأردن قواتها إلى عدة مناطق ‏نزاع، منها الصومال كانت الأردن جزءًا من بعثة الأمم المتحدة في الصومال‎ (UNOSOM) ‎لمساعدة البلاد في استعادة الاستقرار بعد ‏سنوات من الحرب الأهلية ، وكوسوفو شاركت القوات الأردنية في قوة الأمم المتحدة في كوسوفو‎ (KFOR) ‎للحفاظ على السلام ‏والاستقرار في المنطقة بعد الصراع العرقي‎.‎‏ و في الكونغو الديمقراطية‎ ‎ساهمت الأردن في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في ‏جمهورية الكونغو الديمقراطية‎ (MONUSCO)‎، حيث عملت القوات الأردنية على حماية المدنيين ودعم العمليات الإنسانية‎.‎إلى جانب القوات المسلحة، يلعب جهاز الأمن العام الأردني دورًا هامًا في عمليات حفظ السلام و يتمتع الجهاز بخبرة واسعة في ‏مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وقد ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في عدة مناطق نزاع وتشمل مشاركات جهاز الأمن العام‎:‎‏1.‏ هايتي‎: ‎أرسل الأردن أفرادًا من جهاز الأمن العام إلى هايتي كجزء من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار‎ ‎‎(MINUSTAH)‎، حيث قدموا دعمًا كبيرًا في حفظ النظام والقانون‎.‎‏2.‏ دارفور‎: ‎في السودان، ساهم أفراد جهاز الأمن العام في بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور‎ (UNAMID) ‎لحماية المدنيين وتعزيز الأمن في المنطقة‎.‎و تركت مشاركة الأردن في عمليات حفظ السلام أثرًا إيجابيًا كبيرًا على المستوى الدولي. فالقوات الأردنية معروفة بالاحترافية ‏والانضباط، وقد حازت على احترام وثقة المجتمع الدولي. إضافة إلى ذلك، ساهمت هذه المشاركات في تعزيز صورة الأردن كدولة ‏تلتزم بالسلام والاستقرار العالميين‎.‎كما أن هذه العمليات قد أسهمت في تحسين قدرات القوات الأردنية عبر التعلم من التجارب الدولية المتنوعة والتفاعل مع قوات من ‏دول أخرى، مما يعزز من خبراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الأزمات‎.‎ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها قوات حفظ السلام، مثل المخاطر الأمنية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، إلا أن ‏الجهود الأردنية قد حققت نجاحات ملموسة. حيث تمكنت من تنفيذ مهامها بفعالية وساهمت في تحقيق الأمان للمدنيين في مناطق ‏النزاع‎.‎‏ وفي الختام اقول في اليوم العالمي لحفظ السلام، يبرز دور المملكة الأردنية الهاشمية كقوة فاعلة ومؤثرة في السلم والامن الدولي ‏والدور العالمي لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين العابر للحدود والمؤثر في ترسيخ الامن والسم العالمي ونبذ خطاب الكراهية ‏والارهاب والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والاسلامية وعلى رئسها القضية الفلسطينية إذ يظل التزام الأردن بمبادئ السلام ‏والأمن العالميين مثالًا يحتذى به، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار والازدهار العالمي‎.‎
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/30 الساعة 22:57