3 وزيرات يعرضن قصصهن

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/08 الساعة 15:33

مدار الساعة - نظمت جمعية نادي صاحبات الأعمال والمهن ضمن منصة "طريقي" فعالية تحت عنوان (نطلق ما في داخلكم من ابداع) يوم أمس لعرض تجارب وقصص نجاح لعدد من السيدات الملهمات بالتعاون مع بنك الاتحاد وشركة أدوية الحكمة حيث قدّمت الفعالية الإعلامية ديالا الدباس بحضور ضيفة شرف الفعالية أماني عصفور رئيسة الاتحاد العالمي لسيدات الاعمال والمهن.

وتحدث ضمن الفعالية خمس سيدات ملهمات هنّ وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف، ووزيرة تطوير القطاع العام مجد شويكة، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي الدكتورة ماري قعوار، والملازم الدكتورة لانا المبيضين الأخصائية النفسية في الخدمات الطبية الملكية، والدكتورة حنين حياصات مدير عام أكاديمية وقت التعليم لطلبة صعوبات التعلم والتوحد.

وبدأت وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف الحديث عن البدايات حيث اعتبرت العائلة مرحلة مهمة وأساسية لها في بناء الشخصية، حيث استمدت العاطفة القوية من والدتها والتوازن من والدها.
وقالت لطوف "حصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والاحصاء التطبيقي من الجامعة الاردنية وبعدها اجتهدت وحصلت على منحة لدراسة الماجستير في المحاسبة والادارة المالية من لندن إذ لم تكن ظروفنا المادية جيدة حتى أكمل تعليمي ومن ثم سافرت الى امريكا وتعلمت الكثير هناك على الرغم من الصعوبات التي واجهتها الا انني كنت اقول لنفسي دائما حاولي حاولي والاهم في ذلك معرفة الذات وطريقها".

وأوضحت لطوف أنّ ما يميز الإنسان الناجح هو مدى قوته الداخلية وتقديره للذات والنعم المحيطة به ومقدرته على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهه وبالتالي التغلب عليها، بالإضافة إلى ضرورة تقبله لعيوبه وتناغمه مع البيئة المحيطة.

وأشارت إلى أبرز التحديات التي واجهتها والمتمثلة بكيفية تحقيق التوازن ما بين العمل وعائلتها التي استطاعت تجاوزها عبر وضع خطة توزان في المسؤوليات، لافتة في الوقت ذاته إلى أن تحقيق
التوازن يحتاج لقرارات وتضحية في بعض الأحيان.

وحول وزارة التنمية الاجتماعية أكدت لطوف أن فكرة الوزارة الرئيسية تتمثل في عمل الخير فهي وزارة الإنسان، وخلق السعادة للمواطن بعد معالجة ألمه، لافتة إلى أنّ نجاح أي عمل يتطلب مهارات التواصل التي تعتبر أهم عوامل النجاح، بالإضافة إلى التعاون والعمل بروح الفريق الواحد.

وأنهت لطوف حديثها بقولها" تعلمت من الحياة ثلاث أفكار؛ هي أن تكون لطيف وقوي بنفس الوقت، وأنّ الاعتذار لا ينتقص من أهميتك اذا كنت أخطأت، وأنّ القوة في الصداقة والعائلة والمحبة هي أساس الحياة".

بدورها أكدت وزيرة تطوير القطاع العام مجد شويكة على دعم والدها لها والذي كان يراهن على إرادتها القوية، بالإضافة إلى الدعم الذي تلقته من زوجها وبناتها لتجاوز مطبات الحياة.

وقالت شويكة " اخترت دراسة العلوم المالية والمصرفية في جامعة اليرموك عوضاً عن دراستها في الجامعة الأردنية وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها آنذاك إلاّ أنني وضعت هدفاً نُصب عيني لتحقيقه ألا وهو إنهاء مرحلة البكالوريوس في ثلاث سنوات فقط وبأن أكون الأولى على دفعتي وبمرتبة الشرف وهكذا كان".

وأضافت" عندما أنهيت الدراسة بحثت كثيراً عن عمل لكنني لم أجد إلى أن عرض عليّ صديق والدي العمل في شركته بالمجان وهكذا كان ثم اتجهت إلى إحدى الشركات والتي اعتبرها محطة انطلاقي وفيها تعرفت على زوجي فكان أول قرار نتخذه هو اما ان يترك هو العمل او أترك أنا العمل.. وبالفعل تركت وسبحان الله عسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم حيث عملت بعدها في شركة اورانج في مجال الاتصالات ومن ثم حصلت على منصب المديرة التنفيذية في الشركة وكنت اول سيدة تستلم هذا المنصب".

وأشارت شويكة أنها كانت تتحدى نفسها باستمرار من خلال تعلّم ما هو جديد في مجال عملها ولاسيما في مجال الريادة والقيادة إلى أن وصلت إلى مرحلة العطاء والمتمثلة بتنصيبها حقيبة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن ثم وزارة تطوير القطاع العام.

وهنا قالت شويكة " أصبحت وزيرة القطاع العام حتى انقل تجاربي إلى القطاع العام والعمل على تمكين الموظفين في الجهاز الحكومي والارتقاء بأدائه.. وهنا تعلمت الكثير من الدروس أهمها أنّ لكل بداية لها نهاية ولكن كل نهاية لها بداية جديدة، وأنّ الحياة الزوجية مسؤولية مشتركة، وأن الدنيا تتغير بشكل دائم وهذا يتطلب منا أن نواكب المتغيرات الجديدة بالمعرفة، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم بالإضافة إلى أنّ مستقبلنا ونجاحنا بإيدنا ويحتاج قرار شجاع منا" .

من جهتها استعرضت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ماري قعوار مسيرتها العملية التي بدأتها كباحثة لدى وزارة التخطيط والتعاون الدولي، بالإضافة إلى عملها مستشارة لمعالي وزير العمل خلال الفترة 2006-2007.

وقالت قعوار "عملت في تطوير وتوجيه استراتيجيات وسياسات وبرامج وتقارير في مختلف البلدان وآخر منصب لي كان كمدير منظمة العمل الدولية (ILO) لعدة بلدان افريقية، كما عملت خلال الفترة 1997 -2017، في مقر المنظمة في جنيف والمكتب الإقليمي في بيروت في مجال القضايا المتعلقة بسياسة العمالة، وتنمية المهارات، وقضايا النوع الاجتماعي واللاجئين".

وتضيف" بعد عشرين عاماً من العمل في التنمية الدولية مع الأمم المتحدة قررت العودة لبلدي حيث تسلمت حقيبة وزارة التخطيط والتعاون الدولي لخدمة بلدي".

وأشارت قعوار إلى أهمية العطاء وتحقيق المساواة والعدالة لتحقيق النجاح، لافتة إلى أن قصة نجاحها بدأت مع الاسرة ودعمها لها لإكمال مسيرتها العلمية والعملية ومواجهة التحديات والصعوبات كي تستطيع إثبات نفسها وإكمال المسيرة مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التخطيط الجيد للخروج بنتائج جيدة.

وتحدثت الملازم الدكتورة لانا المبيضين الأخصائية النفسية في الخدمات الملكية عن مسيرتها العملية وأهمية الطموح والإصرار في تحقيق ما نتمناه، ودور زوجها ودعمه المستمر لمسيرة عطائها.

وقالت المبيضين " تعلمت النزاهة والتخطيط من والدي وكانت والدتي توجهني باستمرار حيث حصلت على المرتبة الأولى في درجة الدكتوراه ومرض والدي في السرطان علمني الكثير لاسيما وأنه كان قوي العزيمة ويتحدث بإيجابية بشكل دائم".

وأضافت "الحياة قرار والسعادة قرار علينا مواجهة التحديات، وعلى مستوى القطاع العسكري طموحي محدود بسبب طبيعة العمل لكن طموحي الأكبر هو بأن أصبح وزيرة للتربية والتعليم في المستقبل وهذا حلمي".

وتحدثت الدكتورة حنين حياصات مدير عام أكاديمية وقت التعليم لطلبة صعوبات التعلم والتوحد صاحبة أول مشروع ريادي لذوي الاعاقة في الشرق الاوسط عن تجربتها العملية ومسيرتها لاسيما وأنه تمّ تكريمها كأصغر سيدة عربية تدير مشروع.

وقالت حياصات" أعمل اخصائية تربية خاصة أكملت دراستي الجامعية والدكتوراه وبدأت طريقي بعمر صغير ومررت بتجربة صحية قاسية جدا وصلت الموت الا ان العناية الالهية انقذتني وأكملت مشوار التحدي".

وأضافت "بدأ مشواري بعد أن التقيت أحد الأشخاص يعاني حفيده من التوحد وصعوبات التعلم حيث طلب مني استشارة كوني أخصائية تربية خاصة وحينها لم أكن أملك عيادة حيث ذهبت لفحصهم في منزلهم وحينها عرض علي التشارك في اكاديمية تختص بصعوبات التعلم وهنا بدأ المشوار حققنا النجاح الكبير وكانت المرحلة اشبه بالخيال".

من جهتها قالت العين هيفاء النجار مُطلقة منصة "طريقي" أنّ النادي يخدم المرأة في كافة الاتجاهات ومن كافة القطاعات، مشيرة إلى أهمية التحلي بالقوة والتصميم لكي يكون المجتمع منتجاً لا يخجل من العمل.

ودعت إلى ضرورة تحدي ثقافة العيب والانطلاق للعمل لان كل قصة نجاح كانت في بداياتها بسيطة إلى إن ازدهرت ووصلت إلى ما هي عليه الآن، مشددة على أهمية العمل الجماعي القائم على المحبة والترابط لتحقيق الإنجازات التي نصبة إليها.

ولفتت رئيسة الجمعية رنا العبوة إلى أنّ هذه الفعالية تعتبر الخامسة ضمن منصة طريقي والتي تمثلت في عرض قصص نجاح لسيدات ساهموا في تطور واقع المراة ولهن بصمات واضحة في ذلك، مضيفة بأن المتحدثات هنّ من القطاع الحكومي والخاص والعسكري واللواتي نفخر بهم وبنجاحاتهم ومشاركتهم في المنصة .

بدورها اعتبرت مدير عام بنك الاتحاد في الاردن ناديا السعيد وعضو الجمعية أنّ استضافة سيدات مهمين وملهمين للتحدث حول قصص نجاحهم هو أمر في غاية الأهمية لاعتبارهن قدوة للأجيال الصاعدة.

وأكدت على أنّ الشراكة مع الجمعية تعتبر من الشراكات الاستراتيجية المهمة لتسليط الضوء على قصص نجاح لسيدات ساهموا في تحقيق انجازات مميزة قادت نحو النجاح.

وأشارت المديرة التنفيذية للجمعية ثناء الخصاونة إلى أن اطلاق المنصة كان عام 2016 حيث استضافت أكثر من 20 متحدثة بارزة استطعن إحداث تغييرات مهمة في مجتمعهن، لافتة إلى أن الهدف
من المنصة يتمثل في نقل إلهام وتجارب وقصص نجاح سيدات يمتلكن قدرات في مختلف القطاعات مختلفة بالإضافة إلى رائدات الاعمال حيث تم تخصيص المنصة للتركيز على دور المرأة للحديث عن
قصص نجاحها وتحدياتها.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/08 الساعة 15:33