عن أكذوبة 'الخط الأحمر' الأميركي... لـِ'الكيان الصهيوني'!

محمد خروب
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/29 الساعة 01:21
لعل أكثر ما يثير السخرية في رد فعل البيت الأبيض الأميركي, على مجزرة «مُخيّم البركسات» للنازحين من شمال ووسط قطاع غزة المنكوب, التي ارتكبها جيش النازية الصهيونية فجر الأحد, هو ما أفادت به مصادر أميركية بأن واشنطن «تُراجِع ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية على مخيم النازحين وأسفرت عن مقتل العشرات في رفح يوم الأحد الماضي، قد انتهكت «الخط الأحمر» الذي حدَّده الرئيس بايدن. إذ أشار موقع «أكسيوس» الأميركي إلى أنه قبل أيام قليلة من الغارة، كان موظفو البيت الأبيض «واثقين» من أنهم قادرون على التأثير بشكل كبير, على خطط إسرائيل للقيام بعملية عسكرية في رفح, من أجل تجنب وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين. عِلماً أن مستشار الأمن القومي لبايدن/جيك سوليفان، بحث عملية رفح مع كبار مسؤولي الحكومة الصهيونية في تل أبيب الأسبوع الماضي، ووفقاً لمصدر «أكسيوس»، فقد تم أخذ العديد من «مخاوف إدارة واشنطن بعين الاعتبار, في خطط إسرائيل المُعدلة بشأن رفح». قيل إن سوليفان «رأى أن العملية يُمكن تنفيذها دون تجاوز الخط الأحمر»، مُضيفاً/المصدر أن «الغارة على رفح ستؤُدي على الأرجح إلى زيادة الضغوط السياسية على بايدن, لتغيير سياسته فيما يتعلق بالتحركات الإسرائيلية في قطاع غزة».أكاذيب كهذه يجري تسريبها باستمرار, كلما إنكشف المزيد من الآليات والقرارات والمذابح التي يقارفها تحالف الشر الصهيوأميركي, ضد الشعب الفلسطيني, في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وهو ما أكده بوقاحة وغطرسة مُتحدث مجلس الأمن القومي الأميركي الجنرال جون كيربي عندما قال: إن لإسرائيل (الحقّ) في ملاحقة حماس، و«نحن نفهم أن هذه الضربة قتلت اثنين من كبار قادة حماس المسؤولين عن الهجمات ضد الإسرائيليين»، لكن كما كنا واضحين، «يجب على إسرائيل اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين».وهو هنا يتبنى بصفاقة المتواطئ والشريك, الرواية المفبركة لجيش النازية الصهيونية, عن المجزرة التي راح ضحيتها أزيد من 50 شهيداً وعشرات الجرحى والمصابين, ولم يترّدد لفرط وقاحته من إضفاء بعض «التفجّع» الكاذب على الضحايا, على الطريقة ذاتها التي كان يتبعها أجداده المُستعمرين في حرب الإبادة الجماعية التي قارفوها ضد الهنود الحمر/ السكان الأصليين في قارة أميركا الشمالية. إذ قال كيربي كاذباً: إن الغارة الإسرائيلية في رفح الفلسطينية التي خلفت عشرات القتلى من المدنيين «مُفجعة»، مُضيفاً أن الولايات المتحدة «تتواصل بنشاط» مع المسؤولين في إسرائيل لتحديد ما حدث بالضبط.وكأني بهذا الجنرال المُلطخة يداه بدماء الأبرياء في العراق وأفغانستان, لم يشاهد بالصورة والصوت التي بثته على الهواء مباشرة شبكات التلفزة الأميركية والعالمية, كيف حرقت الصواريخ الصهيونية (الأميركية الصنع), أطفال ونساء وكهول مخيم البركسات وأتت على قماش خيامهم البالية, ولم تُخلّف سوى رماد الأجساد المنهكة, ورؤوس الأطفال المُتفحمة المفصولة عن أجسادهم التي صهرتها متفجراتهم الشيطانية.هنا أيضاً يتماها تفجّع كيربي الكاذب, مع تفجّع «شريكه» في حرب الإبادة الجماعية, مجرم الحرب الصهيوني/نتنياهو, الذي لم يخجل أو يرف جفنه من فظاعة ما ارتكبه جيش القتلة في مخيم البركسات, عندما وصفَ أمام الكنيست (الغارة التي استهدفت مخيم النازحين في رفح، الأحد الماضي، بأنها «خطأ مأساوي»، مؤكداً/نتنياهو في الوقت نفسه أنه «غير مُستعد لإنهاء الحرب في قطاع غزة, حتى تحقيق النصر»). أمّا بشأن الإتهامات المُوجهة إليه بعدم منح فريق التفاوض الإسرائيلي صلاحيات واسعة، قال نتنياهو: «أرفضُ ذلك تماماً، وكأنني لا أُعطي فريق التفاوض التفويض الذي يطلبه ولم أستجب لطلباته».في المُجمل سيظهر الموقف الأميركي على حقيقته, بما أن إدارة بايدن شريكة فاعلة ومباشرة في حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير, خلال جلسة مجلس الأمن التي تُعقد بطلب من الجزائر فجرهذا اليوم, لبحث مجزرة مخيم البركسات في رفح, وبما يؤكد من بين أمور اخرى أن «لا خطوط حمراء أميركية لدولة الإرهاب الصهيوني, بل هو طيف غير محدود من الأضواء الخضراء لمجرمي الحرب في تل أبيب, لسفك دماء الشعب الفلسطيني والحؤول دونه ونيل حريته وتقرير مصيره وكنس آخر استعمار استيطاني عنصري في المعمورة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/29 الساعة 01:21