حدادين يكتب: على المؤسسات والأحزاب التقاط رسائل ولي العهد الحكيمة والبناء عليها

م. سائد سند حدادين
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/27 الساعة 16:53

مثل كافة الشباب الأردني المهتم بالشأن العام تسمرت يوم أمس أمام الشاشة لحضور مقابلة سمو الأمير الحسين بن عبدالله , ولي العهد, مع قناة "العربية" بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ملكا للبلاد, وذلك لأنه لطالما كان حضور سمو ولي العهد في لقاءاته مميزاً وملهمً ويحمل في طيات تصريحاته رؤية ثاقبة لمستقبل بنات وأبناء شعبه المشرق.



لقد كان في تصريحات ولي العهد الأمين رسائلَ حكيمة وضعت لنا كشباب خارطة الطريق نحو التقدم والازدهار, كما وضعت للمؤسسات الوطنية والقيادات والنخب والأحزاب اختباراً نتحمل فيه جميعاً المسؤولية لتحقيق الإنجاز على أرض الواقع وتحقيق النتائج وعدم اضاعة الفرص, فكما أكد سموه في كلماته أن الناس يستحقون الأفضل.


وهنا يدعونا شغف سمو ولي العهد وتفاؤله الى ضرورة التقاط الرسائل وتحويلها الى برامج عملية, للتغلب على أي ألم يشعر فيه الناس لوجود الفقر والبطالة وغياب العدالة وتعزيز تماسك الشعب الذي ساهم بالخروج من الأزمات.
إنَّ على المؤسسات ذات العلاقة مسؤولية كبيرة في تلقي الرسائل الخاصة بالتعليم والتي ركز عليها سمو ولي العهد, وبين أهمية علاقتها بتنمية الاقتصاد عبر تحسين التعليم المهني والتقني, ورفع مستوى مراكز التدريب وتطوير المناهج لتتناسب مع احتياجات ومتطلبات السوق والمستقبل, اضافة الى ضرورة التركيز على ضبط السلوك وزيادة الارتباط بالأرض عبر اعادة خدمة العلم لتعزيز الولاء للعرش والوطن والانتماء الى الهوية الأردنية.
وما سبق يأتي للحفاظ على تماسكنا للوصول الى أردن قوي خلال الخمس وعشرون عاما القادمة بحيث نحقق فيه الاكتفاء الذاتي, الذي لا يمكن الوصول اليه الا عبر تنمية الاقتصاد في مجالات الصناعة والخدمات, لجذب الاستثمار والبناء على ما تحقق في مجال السياحة وزيادة الوعي السياحي واستغلال ما يتميز فيه بلدنا من كنوز أثرية ومواقع طبيعية وطقس جاذب, كما يمكن لنا الاستفادة من البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والتركيز على تنمية الموارد البشرية وزيادة العاملين في هذا القطاع الحيوي والذي يكون فيه السوق هو العالم بأسره.


أما فيما يخص الأحزاب السياسية فعليها اليوم أن تلتفت لرسالة ولي العهد بجد, والعمل بصدق متمثلين بقدوتنا جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم, بحيث يكون كلامهم وخطاباتهم في الغرف المغلقة هو نفسه ما يصرحوا فيه للعلن, و أن يعملوا على التركيز على البرامج وإعداد الحوارات لتطوير السياسات العامة في مختلف القطاعات, مع ضرورة التعلم من تجربة سموه وقصته أثناء تدربه مع العمليات الخاصة عند تعامل المشاة مع الطيارين دون تقدير الظروف المحيطة أحيانا, لذا فإن البرامج الناتجة عن الحوارات لابد من أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة والاعتماد على الخبرات والمعلومات والحقائق بدلا من الانطباعات والعواطف وذلك للوصول الى نتائج واقعية قابلة للتطبيق تشكل ما نصبو إليه من بلد قوي متين في الخمس وعشرين عاما القادمة بإذن الله.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/27 الساعة 16:53