نحو تعليم تقني مؤثر (جامعة الحسين التقنية نموذجا)

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/08 الساعة 12:16
أ.د أمل نصير عقدت جامعة الحسين التقنية مؤتمرها الأول بمشاركة محلية وعالمية متميزة، فتوزعت أعمال المؤتمر على يومين نوقشت فيها أوراق عديدة مهمة منها: التعليم العالي في الأردن، ومستقبل التعليم التقني والتطبيقي، والشباب والتكنولوجيا والمستقبل، ومتطلبات تكنولوجية لسوق العمل، والمهارات الوظيفية والتواصل بين الصناعة والجامعة، وواقع سوق العمل والمهارات الوظيفية، والإبداع وريادة الأعمال، ويعدّ انعقاد المؤتمر فرصة لطرح أسئلة يمكن أن تساهم الإجابة عنها في تجاوز عدد من التحديات التي تواجه مسيرة التعليم وتنمية الموارد البشرية في الأردن. تُوجت أعمال المؤتمر بافتتاح مركز التميز للريادة والابتكار التابع للجامعة في تطبيق حي ومباشر لفعاليات التعليم التقني التطبيقي الذي تعتبره الجامعة عنوانا للتواصل مع الشباب، ودمج إبداعات الطلبة وطموحاتهم من خلال وجود مجموعة من الشركات الناشئة التي تحتضن المشاريع الريادية للطلبة، فقد هدف هذا الصرح العلمي منذ البدايات إلى بناء مستقبل مشرق للشباب يستند إلى إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم وتطويرها بواسطة النهوض بالتعليم التقني الذ يعد الهدف الرئيس للجامعة التي تسعى إلى توفير تعليم تقني تطبيقي عالي المستوى والجودة بتخصصات تواكب المستجدات العالمية، وتلبي الاحتياجات المحلية والإقليمية، وتتطلع إلى تأهيل حقيقي للخريجين، وللمتعطلين عن العمل منهم حسب ما يحتاج إليه سوق العمل. تركز جامعة الحسين التقنية في برامجها على التدريب العملي المراقَب والمدفوع لطلبتها، وتضمن فرص عمل للمتميزين منهم، وتعمل على تطوير مخرجات أكاديمية تلبي حاجات سوق العمل لاسيما في المجالات التقنية التي تتلاءم ومتطلبات العصر التقني بعيدا عن الأطر النمطية في التعليم؛ لذا تقوم بإعداد خططها الدراسية بالتشاور مع القطاعات الاقتصادية، والنقابات المهنية إذ أن فلسفة التعليم والتدريب في الجامعة تستند إلى الشراكة مع قطاع الأعمال والصناعة، فقد أثبتت الخبرة العملية أن إعداد خطط البرامج التعليمية والتدريبية بمعزل عن سوق العمل يُضعف مواءمة مخرجات التعليم لاحتياجات السوق والمهارات التي يتقنها الخريجون لاحتياجات أصحاب العمل، وبالتالي تركز الجامعة على تقديم البرامج المطلوبة في سوق العمل فقط، مما يجعلها تتمتع بدرجة عالية من المرونة بحيث يتم تقييم برامجها بشكل دوري من حيث مدى مواءمة التخصصات والمهارات للسوق، واحتياجاته المتغيرة باستمرار. بات من المعروف أن معظم خريجي الكليات والجامعات يواجهون مشاكل في سوق العمل منها: ضعف مهارات الاتصال؛ من هنا قامت الجامعة بطرح مساقات للتدريب على مهارات التوظيف الناعمة(soft skills)، وهي جملة المهارات التي تعزز من جاهزية طالبي الانخراط في سوق العمل بشكل أسرع وأكثر فاعلية، وتضم هذه المهارات –حسب ما ورد في خططها- مهارة التفكير النقدي والمستقل، والتواصل الحضاري والثقافي، والتحدث أمام جمهور، واستراتيجيات إيجاد حلول للمشكلات، ومهارات التنظيم والعمل على ترتيب الأولويات، ومهارات ضبط الوقت، ومهارات التحفيز الذاتي، ومعالجة الأمية الرقمية، بالإضافة إلى التركيز على أخلاقيات العمل، والقدرة على التعلم الذاتي والتكيف الفعال في أجواء العمل، والقدرة على العمل ضمن فريق الواحد، وبناء علاقات مهنية فعالة. هذه المهارات لا يمكن اعتبارها منفصلة او هامشية مقارنة مع المهارات التقنية التي يحتاجها العامل بشكل دوري ومستمر، لذا تم إدراج هذه المهارات ضمن البرامج المختلفة للجامعة، بواسطة تضمين الدورات الفنية المتخصصة التي ستطرحها الجامعة تدريبا متخصصا على المهارات الناعمة للتوظيف، فضلا عن مهارات التواصل الفعال، فالسوق لم يعد معرفا بحدود دولة بعينها. تعمل جامعة الحسية التقنية على التعاون والتشبيك مع المؤسسات المحلية والعالمية للإفادة من التجارب الناجحة وتحقيق الدعم للجامعة لا سيما الفرنسية التي يأتي دعمها للجامعة ضمن جهود الحكومة الفرنسية في دعم الحكومة الاردنية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية في مجال التعليم التقني، وإكساب الشباب العلوم والمهارات التقنية والتطبيقية لمساعدتهم وتأهيلهم للحصول على فرص عمل. إن قطاع التعليم في الأردن يتطلع إلى الإفادة من نموذج هذه الجامعة الرائد، وتأسيس برامج تعليمية تقوم على تعزيز الابتكار والريادة وبناء طرق التعلم والمعرفة بجودة عالية مع التركيز على التعليم التقني والمهني والتدريب والتأهيل، والخبرات والمهارات اللازمة والرديفة التي تعتبر من أهم المهارات التي نحتاجها لتحقيق التغيير المنشود.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/08 الساعة 12:16