خلف الحبتور: الإماراتي الذي أضاء دروب الإنسانية بمبادراته الخيرية

ا.د. خلف الطاهات
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/26 الساعة 15:51

في عالم مليء بالتحديات والأزمات، يبرز رجال الأعمال ليس فقط كمحركين للاقتصاد، بل أيضًا كفاعلين أساسيين في تحقيق التغيير الاجتماعي. من بين هؤلاء الرواد، يلمع اسم رجل الأعمال الإماراتي خلف بن أحمد الحبتور، الذي لا تقتصر مسيرته على النجاحات الاقتصادية فقط، بل تمتد لتشمل مبادرات إنسانية وخيرية واسعة النطاق أثرت في حياة الكثيرين عبر الدول العربية والعالم.

خلف الحبتور ابن المبروكة " دبي" كما يحلو له وصفها، نشأ في أسرة متواضعة، حيث تعلم قيم العمل الجاد والإخلاص من والديه. وبهذه القيم النبيلة الاصلية عبّد طريقه في تأسيس "مجموعة الحبتور"، تلك المجموعة هي ليست مجرد مجموعة اقتصادية عريقة محليًا وعالميًا، بل لعبت دورًا حيويًا وطليعيًا في بناء الاقتصاد الإماراتي والعربي ورفعه إلى مصاف العالمية. برؤية خلف الحبتور الثاقبة، أصبحت المجموعة منارة إشعاع ثقافي وعلمي وإعلامي، تستضيف نخبة من أصحاب القرار والمسؤولين والخبراء والصحفيين والسياسيين من داخل الإمارات وخارجها.
يكرس خلف الحبتور علاقاته الواسعة مع صناع القرار في العالم، من رؤساء دول وحكومات ودبلوماسيين، لإرساء السلام العالمي، خصوصًا في مناطق النزاع. يحمل قلبًا حزينًا على لبنان ويعتصر ألمًا لما يحل به من تدمير وخراب، ويعتقد أن لبنان بلد عربي يستحق حياة أفضل. كما يكن حبًا عميقًا لمصر وأهلها، ولا يتوانى عن الدعاء والزيارات والدعم المتواصل والاستثمار اللامحدود هناك.
تتسع محبة خلف الحبتور لأوطان عديدة، ومن بينها الأردن. عبر السنوات، بنى الحبتور علاقات وطيدة مع الأردن، تجلت في مشاريعه ومبادراته الخيرية التي أسهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين ودعم العديد من المجالات الحيوية في الأردن. كما ارتبط بعلاقة مميزة مع جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله، تعكس التقدير المتبادل والاحترام العميق.
تبرز إنسانية خلف الحبتور من خلال مبادراته الخيرية المتعددة التي تركز على التعليم والصحة والإسكان ودعم الفئات الضعيفة. يعتقد الحبتور بأن الأعمال الخيرية هي واجب ومسؤولية كل فرد ناجح تجاه مجتمعه، وقد ترجم هذا الاعتقاد إلى أفعال ملموسة كان لها تأثير كبير. أسس خلف الحبتور "مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية" بهدف المساهمة في تطوير وتنمية المجتمعات الإنسانية المحتاجة وتحسين أوضاعها. تعمل المؤسسة على إغاثة المجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية والنكبات الاجتماعية، وسد حاجات الأيتام وتحسين أحوالهم، بالإضافة إلى دعم التواصل بين الأديان والحضارات وتطوير العلم.
على مر السنين، رعى الحبتور العديد من المبادرات الإنسانية التي تعدت قيمتها عشرات الملايين من الدراهم. من أبرز هذه المبادرات، وهي غيض من فيض، توفير منح دراسية لـ 100 طالبة أفغانية لإكمال دراستهن بالتعاون مع جامعة دبي، ومبادرة لدعم الشباب الإماراتيين المقبلين على الزواج، بتعهد بتأسيس 100 عائلة سنويًا، ودعم كرسي في علوم الإدارة في جامعة زايد بقيمة 10 ملايين درهم، وإنشاء مركز للتكنولوجيا المساعدة في الجامعة بقيمة مليون درهم. كما أسس كرسي في العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في الشارقة بقيمة 15 مليون درهم، ومركزًا للمحاكاة الطبية في مجمع "محمد بن راشد آل مكتوم الأكاديمي الطبي" بقيمة 18.5 مليون درهم، وأطلق "منحة خلف الحبتور للأبحاث الطبية في هارفارد"، التي تتيح لباحث من الإمارات أو منطقة الشرق الأوسط فرصة العمل لمدة تصل إلى ثلاث سنوات في مراكز أبحاث تابعة لكلية هارفارد الطبية. أيضًا، قام بإنشاء "وقف خلف الحبتور لذوي الدخل المحدود" في منطقة القوز بقيمة 19 مليون درهم، و"مستشفى حرار" في عكار شمال لبنان بقيمة 25 مليون درهم، ودعم "مؤسسة كارتر برنامج الشرق الأوسط" لتخفيف معاناة الفلسطينيين بقيمة 3.7 مليون درهم. كذلك، تبرع لحملة "استغاثوا فلبينا" لدعم النازحين السوريين في الأردن ولبنان بقيمة 10 ملايين درهم، وساهم في دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقيمة مليون درهم.
وكم سررت حينما علمت كأكاديمي وصحفي بتصريحات الحبتور عن نيته زيارة الأردن قريبًا، وما يكنه من حب عميق للأردن ووصفه بـ "الغالي". متمنين دوما ان يطرح ربنا بزياراته البركة والخير وان تثمر عن توسيع دائرة استثماراته في قطاعات مختلفة في الأردن، مما يعزز العلاقات الاستثنائية التاريخية بين الشعبين الأردني والإماراتي تحت ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وصاحب السمو رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
في الختام، يُعد خلف الحبتور نموذجًا استثنائيًا لرجل الأعمال الذي يتجاوز دوره التقليدي في إدارة الاقتصاد والأعمال ليصبح رمزًا للعطاء والإنسانية. مبادراته الخيرية والاجتماعية التي امتدت لتشمل العديد من الدول العربية والعالمية تعكس إيمانه العميق بضرورة تقديم العون والمساعدة للمحتاجين، وتحسين حياة الأفراد والمجتمعات. بتفانيه وإخلاصه، يواصل الحبتور إلهام الآخرين ويثبت أن الأعمال الخيرية هي جزء لا يتجزأ من المسؤولية الاجتماعية لأي رجل أعمال ناجح.


مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/26 الساعة 15:51