محمد جودة يكتب والمهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي هذه المرة يجد الحلول للمشكلة
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/26 الساعة 11:18
حرقوها.. بس مش منيحة
مفيد للبشرة
كنت معتاداً في إيطاليا ان اتعامل مع لحام واحد، حلاق واحد، نفس بائع الخضار وهكذا وعندما عدت إلى الوطن اتبعت نفس الطريقة واخترت ما راق لي ورقت لهم من الناس وذلك لبناء ثقة ومعرفة من الاستمرارية في التعامل ، هكذا حدث بعد شرائي سيارة فأخذت ابحث عن ميكانيكي مختص بنوع سيارتي فدلني البعض إلى منطقة تغص بالميكانيك والفنيين وهي ورشة تصليح كل انواع السيارات اللي في الدنيا ، فوجدت نفسي في مكان يصعب وصفه ولم أرى مثله في حياتي .. سيارات من كافة الموديلات والسنوات والماركات، بيكبات، قطع غيار لكل شيء وخبراء في كل ماهو متعلق في عالم السيارات، غابة .. ثم شوارع مكسرة، حفر أينما كان، نفايات ، دخان يصدر من كل صوب وألوان وروائح مختلفة وعندما تسير في شوارع الغابة لا تدري لمن حق المرور ومن أي جهة تأتيك السيارات .. كل الناس بتبيع كل اشي , كل الاماكن مشغولة حتى جزيرة صغيرة جدا تفصل بين مسارين اتخذها بائع ليعرض عليها سلعه من الاحذية المستعملة .. وانت تسير وعيناك تنظر في كل الاتجاهات فحواسك الاخرى تعمل بكل طاقاتها, فحاسة الشم لا تدري اي روائح هذه فقد اختلط عليها رائحة زيوت السيارات على البنزين على الديزل على كل ما يصدر من احتراق كل انواع الوقود من البيكابات والسيارات و الحافلات .. وهناك ميكانيكي الاكزوزت يجرب ما يخرج منه من دخان اسود و يدوس بكل طاقته على دعاسة تشغيل السيارة ليعرف اين المشكلة و خود يا صوت و دخان وروائح.. وهناك من وضع السيارة وسط الشارع ليصلح البنشر اللي اخذ مسمار كالعادة فكل مقاولين البلد يوزوعوا مساميرهم حول العمارات اللي تحت التأسيس و البناء لا ادري لماذا ؟ بس عرفت انها حالة متبعة عموما , فكرت بجوز عشان ما حدا يقرب كتير من العمارة و يحسدهم. وصلت عند الميكانيكي المعتمد لدي لأنه اثبت انه امين (؟ احسن من غيره) و محترف بهذا النوع من السيارات فتفاجأت بوجود حريقة ودخان معبي المكان و روائح ما تسألش .. فوقفت امام المحل و نزلت و سألته خير شو في؟ فأراني و شرحلي انه حاوية القمامة الكبيرة جدا واللي بحطوها في المناطق الصناعية قد قلبوها وولعوا ما فيها ..!! مين هدول ؟ قال العمال .. همه بدل ما يشيلوها بحرقوها اسهل الهم ؟! 100 علامة سؤال وتعجب .. يعني انتوا في المنطقة ناقصكم تلوث ؟ ما بتعرفوا انه هذا الدخان خطير جدا و مضر جدا جدا في صحتكم ؟! ليش ما بتشكوا ؟ لمين نشكي ؟ ما حدا برد علينا ما احنا عايشين في وضع مزري , وحط ايده على خده و مسح وطلع شحبار قالي بلهجته السورية خيو هادا مدر للبشرة ... قلتله قصدك مضر للبشرة .. قالي لأ احنا تعودنا و صار عنا مناعة صار زي الكريما منحطه الصبح و منشيله بالليل .. قلتله لعاد بلاش اتدوش اليوم خليه للمسا بركي بفيد بشرتي.. هربت من الموقع المليء بالدخان والشارع المخبص بالمي و الزيت و الوقود و كاسات القهوة المرمية وين ما كان وعلب الكرتون والاوراق والبلاستك والنفايات بكل انواعها و دخلت الى داخل المحل , قال فوت فوت اتفضل حجي ارتاح جوة ابعد عن الدخان .. جوة ؟! جوة فين !.. مهو جوة اصعب من برة لأنه في عنده زبون بيستنى يصلح سيارته و مولعله ارجيلة بشفطها و عليم الله بطلع دخان اكتر من اللي برة و المحل كأنه في وسط ضباب لندن..صرخت بكل صوتي .. ياعالم وين الاكسجين ؟؟ وين الهوا اللي صالح للتنفس راح انخنق ؟ حرام عليكم صحتكم .. عن جد ما بتعرفوا مضار الوضع اللي انتوا الان موجودين فيه؟؟ والعمال اللي بولعوا النفايات حواليكم لأنكم مش مهتمين بصحتكم وصحتهم ولا سائلين عن اشي ..
انا صورت كل اشي بس ما راح اشكي و لا ابكي ولا احاول تغيير الواقع لأنه ما حدا حيرد علي زيكم ..وانا اعرف و اشعر بالصعوبات التي يوجهها المسؤولين لكثرة و تعدد النفايات الناتجة عن هذه المهن المتعددة المواد من دهان و فرنيش و زيوت و قطع غيار تالفة و معادن و اطارات مستهلكة و ما هب ودب من المواد والتي يصعب التخلص منها او تدويرها , فهل ممكن استعمالها او الحصول منها على ما يفيد ؟ بس راح اتكلم مع المهندس النابغة رائد الصعوب لنجد حلا بأن نستعمل النفايات التي تنتج باستمرارعن عملكم الدائم لنصنع منها شيء مفيد لمنطقتكم الصناعية مما يزيل عنكم التلوث, وعن المسؤولين صعوبة نقل و التخلص من النفايات فسنستعملها في مكانها ... كيف ؟ معقول ؟ شو بتحكي؟ راح اخلي الجواب للمهندس رائد ليعلق و يشرح لكم كيف.
م. رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان:
في مقال محمد جودة، قدم لنا الكاتب وصفًا دقيقًا وصورة واقعية للمشاكل البيئية والصحية التي يعاني منها العاملون والمقيمون في إحدى المناطق الصناعية بسبب النفايات وحرقها العشوائي. هذا الوضع يفرض علينا التفكير في حلول عملية ومستدامة لتحسين الوضع البيئي والصحي.
تحليل الوضع الحالي:
1. *التلوث البيئي والصحي:* التلوث الناتج عن حرق النفايات العشوائي يتسبب في أضرار جسيمة للبيئة ولصحة العاملين. الأدخنة السامة والروائح الكريهة تلوث الهواء وتعرض الجميع لمخاطر صحية.
2. *غياب إدارة فعالة للنفايات:* هناك نقص واضح في وجود نظام فعال لإدارة النفايات الصناعية، حيث يتم التخلص منها بطرق بدائية تؤدي إلى تفاقم المشكلة البيئية.
3. *الثقافة البيئية:* هناك غياب للوعي البيئي بين العاملين وأصحاب الورش حول أهمية الحفاظ على البيئة وصحتهم الشخصية، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
الحلول المقترحة:
الحل الذي نراه مناسباً لهذه المشكلة هو *الحرق بدون أكسجين للمخلفات الصلبة العضوية* باستخدام تقنية التحلل الحراري (Pyrolysis). هذه التقنية تقدم حلولًا مستدامة ومفيدة بيئيًا وصحيًا.
1. *تقنية الحرق بدون أكسجين (Pyrolysis):*
- *عملية التحلل الحراري:* تقوم هذه التقنية بتحليل المخلفات الصلبة العضوية عند درجات حرارة عالية بدون وجود أكسجين، مما يمنع إنتاج الأدخنة السامة.
- *إنتاج طاقة حرارية:* يمكن استغلال الحرارة الناتجة عن هذه العملية لتوليد كهرباء عضوية تساهم في توفير الطاقة اللازمة للمنطقة الصناعية.
2. *إنتاج الفحم الحيوي (Biochar):*
- الفحم الحيوي هو منتج ثانوي مفيد ينتج من عملية التحلل الحراري، يمكن استخدامه كسماد طبيعي لتحسين جودة التربة أو كفلتر لتنقية المياه.
- هذا المنتج له فوائد بيئية كبيرة حيث يسهم في تحسين جودة التربة والحد من تلوث المياه.
3. *شهادات الكربون:*
- من خلال هذه العملية، يتم تقليل انبعاثات الكربون، مما يمكن المنطقة من الحصول على شهادات الكربون وبيعها في الأسواق العالمية، وبالتالي دعم الجهود لمحاربة التغيرات المناخية.
4. *الفوائد البيئية والصحية:*
- تقليل التلوث البيئي بشكل كبير وتحسين جودة الهواء.
- حماية صحة العاملين والمقيمين في المنطقة من الأضرار الناتجة عن حرق النفايات العشوائي.
- خلق بيئة عمل أكثر نظافة وصحة.
5. *تركيب أفران خاصة:* يمكن تركيب أفران خاصة لعملية التحلل الحراري في مناطق تجميع النفايات في المناطق الصناعية. تكاليف هذه الأفران محتملة للبلديات، ويمكن تحصيلها من جميع أصحاب الورش المتواجدين في المنطقة الصناعية.
باستخدام هذه التقنية، يمكننا تحويل التحديات البيئية إلى فرص مستدامة، تسهم في تحسين جودة الحياة للعاملين في المنطقة الصناعية، وتقليل الأضرار البيئية بشكل كبير، مما يجعل المنطقة نموذجًا للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/26 الساعة 11:18