المعايطة يكتب: استراتيجيات فاشلة وفساد نخر عظم الدولة

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/07 الساعة 23:03
بقلم: أمين المعايطة منذ تسعينيات القرن الماضي ونحن نسمع ان هناك خطة استراتيجية تضعها كل الحكومات التي تعاقبت على ظهورنا لكن هذه الخطط لم نرى منها الا انها زادت في مديونية الدولة ولم يلمس المواطن اي نتيجة لها. بداية عملي قبل اكثر من 20 عاما كصحفي واعلامي كنت اعتقد ان الحكومة اذا وضعت استراتيجية او خطة مدتها 5 او 10 سنوات انها ستنفذها في الوقت المحدد وان نتائجها سيلمسها كل فرد في وطني. لكن ما رأيته ولمسته كان العكس فقد كنت ارى المشاريع التي تضمنتها الخطط والاستراتيجيات تفشل قبل الانتهاء من تنفيذها ولا تحقق ارادة وطموحات الشعب. اذكر ان بعض المشاريع التي اقرت منذ اكثر من 20 عاما نفذت قبل عام واخرى لم تنفذ بعد ما يدل على ان واضع تلك الاستراتيجية لا يفهم منها الا اسمها او انه وضعها من اجل هدف سام له بالاتفاق مع مجموعته من اجل الكسب والغنى السريع. اعرف اشخاصا كانوا قبل سنوات لا يملكون من الدنيا غير معاش يعتاشون به الا انهم اليوم اصبحوا من اصحاب مئات الالاف والملايين دون ان يسألوا انفسهم كيف هبطت عليهم تلك الثروة وبأي طريقة ودون ان تنتبه لهم الجهات المعنية لتعرف مصدر تلك الثروة وتحاسبهم رغم ان معظمهم حصد ثروته وهو على رأس عمله في مؤسسة عامة او حكومية. سمعنا جلالة الملك في كل خطاباته منذ تسلمه سلطاته الدستورية يدعو الحكومات الى ضرورة تنفيذ المشاريع التنموية ومكافحة ما يسمى بالفساد الذي نخر عظم مؤسساتنا الحكومية الا ان كل حكومة ترحل تورث ملفاتها لغيرها وتضع خطتها على ان تغذي موازنتها من جيب المواطن المغلوب على امره وتفرض عليه الضرائب لا بل تجبره على دفعها من خلال وسائلها المختلفة. الاستراتيجيات الفاشلة هي التي اوصلت الوطن الى الوضع الراهن الصعب وحملته مديونية خيالية ودفعت الناس الى الاستخفاف بالسياسات التي انتهجتها الحكومات وخرجوا للتعبير عن رأيهم فيها فكانت النتيجة تشكيل حكومة جديدة عقدوا عليها الامل في ان تنتصر لهم من ظلم وقع عليهم وتعيد لهم الثقة وتعزز فيهم انتمائهم لوطن اعتقدوا لوهلة انهم فقدوه.
  • نتائج
  • الملك
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/07 الساعة 23:03