العتوم يكتب: المحافظة على الاستقلال مطلب وطني
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/23 الساعة 09:32
استقلال الأردن الوطن الغالي بتاريخ 25 / أيار / 1946 والذي يحتفل به الوطن هذا العام 2024 يتزامن مع اليوبيل الفضي لجلالة الملك عبد الله الثاني احتفاء بالذكرى الخامسة و العشرين لجلوس جلالته على العرش ، و تسلمه سلطاته الدستورية ، ومع عبور الأردن المنارة العربية الشامخة بوابة المئوية الثانية بفخر و اقتدار بعد مسيرة عطاء طويلة حافلة بالإنجاز توج محطاتها ملوك هاشميون اعتلوا سروج و منصات ثورة العرب الكبرى عامي 1916 و 1921 ، و تقدمهم ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه بهدف توحيد بلاد الشام و بناء دولة العرب الواحدة ،و الدولة الأردنية . كتب المؤرخ الأردني الكبير المرحوم سليمان الموسى في مؤلفه " الحركة العربية – سيرة المرحلة الأولى للنهضة العربية الحديثة 1908 - 1924 . ص 695 ( إن الوثائق المتوافرة بين أيدينا تدل أن الملك كان يتصور وحدة تتمثل في العلم الواحد ، و النقد الواحد ، و جوازات السفر الواحدة ، و المصالح الاقتصادية الواحدة ، و الجيش الواحد ) ،و شخصيا أضيف و العاصمة الواحدة .
ولقد كتب دولة عبد الرؤوف الروابدة في مؤلفه ( هكذا أفكر – اراء و مواقف ) . ص 15 ( لقد بنيت الدولة الأردنية على فكرة و دور ، و علينا دائما أن نعي هذه الفكرة و أن نفهم ذلك الدور فيبقى الأردن مستودع الثورة العربية الكبرى وحامل لواء مشروعها النهضوي و رسول الوفاق و الاتفاق ) . وتعليقي هنا ( هكذا هو الأردن فعلا المعروف تاريخا بالقلعة ،و المنفتح على الحوار ذات الوقت ،و المتطلع للبناء المستمر ، و الملتزم بدستوره العريق العصري و المعاصر ، و القابض على مصلحته الوطنية العليا ،والعامل بقراره الوطني الخالص ) . و كتب الأستاذ الدكتور أمين المشاقبة في مؤلفه ( الدولة الأردنية – التأريخ و السياسة ( 1921- 2021 ) . ( وفي يوم السبت 25 أيار سنة 1946 ، عقد المجلس التشريعي و أصدر بالاجماع القرار باستقلال البلاد الأردنية استقلالا تاما على أساس النظام الملكي النيابي مع البيعة بالملك عبد الله بن الحسين سيد البلاد و مؤسس كيانها كما بحث أمر تعديل القانون الأساسي ) . و بطبيعة الحال ، فإن قرار المجلس التشريعي الأردني لم ينطلق من فراغ ، فلقد سبق قراره زيارة للمندوب السامي البريطاني السير( ألن كنحهام ) لعمان يوم 16 كانون الثاني 1946 ، مطلعا الأمير عبد الله على فحوى تصريح وزير الخارجية البريطاني الذي سيعلن في الأمم المتحدة يشير فيه لقيام كيان سياسي في شرق الأردن و الإجراءات التي ستتخذها بريطانيا لإعلان أن شرق الأردن دولة مستقلة ذات سيادة . ( المرجع نفسه ) .تاريخ الأردن القديم ضارب في عمق العصر الحجري منذ مليون و نصف المليون عام ، والأنباط العرب شكلوا جماليته الأولى عبر البتراء المدينة الوردية ،و تشابكت الحضارات الاغريقية و الرومانية في جوفه ، و تحول الأردن مع مرور الزمن الى متحف حضاري مفتوح من جنوبه الى شماله ( العقبة و مرجانها ، ووادي رم ، و البحر الميت و مغطسه " مقصد الحج المسيحي " و الأكثر هبوطا تحت سطح البحر ، و الأكثر ملوحة ، وقلعة عمان " عمون " ، و المياه الساخنة في وسطه و شماله ، و قلعة عجلون المطلة على القدس ،والكنائس التاريخية ، و قصور الصحراء و البحيرات في الازرق . و شجرة " البقيعاوية " في المفرق التي استظل بها رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه و سلم خلال رحلته إلى بلاد الشام . وسلسلة جبال عجلون الشاهقة التي تعلو عن سطح البحر 1200 مترا .الملك عبد الله الأول المؤسس نقل الأردن من الأمارة الى المملكة و الاستقرار ، وعندما كان أميرا ، كان مثقفا و شاعرا ،وهو من أنتج لنا صحافة الأستقصاء المحتاجون لها حتى الان لممارسة النقد البناء و القدوم بالبديل ، و للمكاشفة بالحقائق ،و اعتماد البرامج الوطنية الهادفة .و اغتيل عام 1951 على مدخل المسجد الأقصى في ظروف غامضة سياسية وو وحدوية قومية و ارتقى شهيدا كما كتب في إعلامنا الأردني الدكتور الباحث بكر خازر المجالي بتاريخ 19/ 7 / 2020 . وفي عهد الملك المؤسس دافع الأردن و جيشه العربي عن القدس في حرب عام 1948 التي احتاجت وقتها لوحدة عربية حقيقية .وسجل للملك طلال انتاج الدستور الأردني الذي لا زال عاملا رغم تعديلاته المعاصرة ، و الذي هو الحكم و الفيصل بين السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية . وجاء عهد الملك الحسين بن طلال متخصصا بالبناء التنموي الكبير ،ولم يتردد في دخول معركة التحرير القومية عام 1967 استجابة للقرار القومي العروبي . وحقق عام 1968 نصرا عسكريا مدهشا للأردن في الكرامة في زمن كان فيه مشهور حديثة الجازي قائدا لميدان معركتها المنتصرة . وفي بداية سبعينيات القرن الماضي قدم وصفي التل نفسه شهيدا دفاعا عن سيادة الأردن ، وهو المحب لفلسطين ، و لم يتفق مع حرب حزيران لقناعته بحدوث خسارة أكبر من البشر ، و هو الذي حصل بخسران فلسطين و الجولان و سيناء و جنوب لبنان .و في عمق تاريخنا المعاصر اطلالة لهزاع المجالي الشهيد . وشارك الأردن في عهد الحسين الباني في حرب تشرين عام 1973 ، و تمكن جيشنا العربي – الأردني الباسل من المساهمة في تحرير مساحات من مدينة القنيطرة الجولانية و قدم الشهداء .و أسس انتصار الأردن و العرب في حربي الكرامة و تشرين ، لسلام مع مصر عام 1979 و عودة سيناء ، و سيناريو اتفاقية أوسلو عام 1993 لسلام مع الفلسطينيين عبر السلطة و لاقتياد إسرائيل لسلام مع الأردن عام 1994 بهدف تحصين الحدود الجغرافية و المائية و السيادية ، و انضمت دولا عربية للسلام عام 2020 مثل ( الامارات ، و البحرين ، و المغرب ،و العين الإسرائيلية و الأمريكية و " الأيباك " على سلام مع المملكة العربية السعودية ، الصيد الكبير ، و لديهم اعتقاد مشترك بأن السلام معها سيشبه السلام مع العرب ، لكن العربية السعودية تتمسك بمخرجات قمة العرب في بيروت عام 2002 التي تبنت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ( الأمير ولي العهد ) أنذاك ، التي نادت بتطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية شريطة الإنسحاب الى حدود الرابع من حزيران 1967 .وجاء عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الميمون عام 1999 معززا للبناء ، و شهد نقلة نوعية في مجال الأوراق الملكية الداعية لترسيخ الحوارو الديمقراطية ،و الانتقال بالأردن لمرحلة الحزبية ومنها البرلمانية و الحكومات التكنوقراطية و السياسية و الاقتصادية . و تمكن جلالته من تحقيق نصر اضافي للأردن عام 2019عبر انتزاع إقليمي ( الباقورة و الغمر ) من فكي معاهدة السلام ، وحضور قوي لقواتنا المسلحة الأردنية الباسلة المتطورة – الجيش العربي ،و لأجهزتنا الأمنية الموقرة الساهرة على أمن الوطن مدار الساعة ،و اهتمام نوعي بالرسم البياني للاقتصاد الأردني في زمن الحاجة لمزيد من المشاريع الانتاجية الكبيرة لمعالجة نسبة الفقر 35% و البطالة 22،3% ،و التصحر 81% و الصحراء 90% . وعين حمراء للدولة على اجتثاث الفساد الادراي و المالي (61 عالميا حسب منظمة الشفافية ) من جذوره ليتعافى الوطن . و توازن أردني في السياسة الخارجية وسط خارطة العالم مع أمريكا و أوروبا و روسيا و الصين و اليابان و أفريقيا و غيرهم من دول العالم لما فيه كل الخير للإنسان الأردني و الوطن .لقد بذل الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله جهودا مضنية قل نظيرها لوقف الحرب في غزة هاشم في الجوار الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023 ، مستخدما المنصات و المحافل الدولية المؤثرة في القرار الإسرائيلي في حرب غزة، حماية لأهلنا الفلسطينيين الذين تكبدوا حرب إبادة وصل رقمها الى أكثر من 35 الفا من الشهداء و جلهم من الاطفال و النساء و الشيوخ ، وسقط عدد من الإسرائليين قتلى وتم أسر غيرهم ، وفلسطينيون تعدادهم كبير في الاعتقال الإسرائيلي . وقدم الأردن ولازال المساعدات الإنسانية و الطبية التي شارك في ايصالها بشجاعة جوا الملك عبد الله الثاني بنفسه ، وهو الذي ننتظر شكره من العرب وعبر المسيرات التي يسمح بها الدستور . وفي المقابل أثبت زمن القضية الفلسطينية العادلة بأن لا مخرج لها من دون بناء دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية إلى جانب إسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967 . و لا مجال أمام إسرائيل لرفض حل الدولتين أو تقديم الحرب على السلام ،و عدم احترام السلام الذي تنادي به الشرعية الدولية و قرارها 242 .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/23 الساعة 09:32