ابو داري يكتب: بين النيابية و الطلابية: القوائم المحلية روافع للقوائم العامة

مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/22 الساعة 17:14

مدار الساعة - بقلم: المهندس مصطفى أبو داري - تنافست ست قوائم على القوائم النسبية المغلقة على مستوى الجامعة، بلغ عدد الأصوات للقوائم على مستوى الجامعة 22618 صوتًا، حيث نالت قائمة اهل الهمة (تيار إسلامي) 10245 صوتًا بنسبة 45.2%، فيما حصلت قائمة النشامى (تيار وطني) على 7481 صوت بنسبة 33%، واستطاعت قائمة الكرامة (تيار وطني) أن تحصل على 2844 صوت بنسبة 12.5%،



بينما لم تتمكن باقي القوائم من تجاوز العتبة الانتخابية حيث حصلت قائمة العودة (تيار مهتم بالقضية الفلسطينية ) من الحصول على 959 صوت بنسبة 4.2% ويليها قائمة التجديد (تيار يساري) بحصولها على 569 صوت بنسبة 2.5% وفي اخر القائمة حصله قائمة لنا (تيار مدني تقدمي) على 520 صوت بنسبة 2.3% .


وتعكس هذه النتائج عددًا من التحولات التي طرأت على مستوى القوائم الطلابية اولا لوحظ في هذة الانتخابات تواجد حزبي كثيف لدعم القوائم التي تتبنا ايدلوجيات متشابه مع الحزب وهذا يعطي مؤشراً لما تؤول اليه اصوات الناخبين في الانتخابات النيابية القادمة بسبب ما تمتاز فيه الجامعة الأردنية من تعددية سياسية واجتماعية قد تكون عينة ممثلة للمجتمع الأردني .


لقد تميزت القوائم التي حصلت على ثقة الطلبة
بالتنوع الواسع في الخدمات والأنشطة المقدمة للطلاب داخل الجامعة حيث قدمت هذه القوائم مجموعة شاملة من الخدمات والمبادرات المساعدة للطلاب ونظمت هذه القوائم باستمرار أنشطة ثقافية وتوعوية متنوعة وكانت البرامج الانتخابية لهذه القوائم ملموسة موجهة للطلاب حيث احتوت البرامج الانتخابية لهذه القوائم على مطالب طلابية واضحة ومحددة وساهمت ايضاً المشاركة الفاعلة لهذه القوائم في النشاطات السياسية الطلابية حيث انخرطت هذه القوائم بشكل نشط في النشاطات ذات الطابع السياسي على مستوى الطلاب.


ولوحظ ان جميع القوائم التي تجاوزت العتبة وحصلت على مقاعد في القائمة العامة (على مستوى الجامعة) كان لها كتل فرعية او تحالفات على مستوى الكليات مما ساهم برفدها بناخبين وبناء قواعد انتخابية فرعية ثابتة لدعم القائمة العامة




اما بخصوص القوائم التي لم تتجاوز العتبة "العودة والتجديد ولنا "


فقد تركزت البرامج الانتخابية لهذه القوائم على نقاط عامة وفضفاضة غير قابلة للقياس في كثير من الأحيان، وتفتقر لتطلعات الطلاب الخدماتية والتركيز المفرط على القضايا الجدلية التي لا تصب لمصالح الطلبة بشيء فالطالب وان كان مهتماً بهذه النقاط الا انه يتطلع لإتحاد طلبة يطالب بحقوقه ويساهم بتقديم الخدمات الطلابية له خصوصاً وانها مجالس خدمات وليست مجالس تشريع


ولوحظ تغيب هذه القوائم عن الكتل الفرعية (مستوى الكليات) ولم تخض اي تحالفات تذكر ولم تخلق اراضيات مشتركة مع بعضها البعض


اما بما يخص الاحزاب والانتخابات النيابية القادمة فهذا افضل مؤشر لمدى استعدادها لخوض التجربة الحزبية الاولى
وما إذا ارادت الاحزاب السياسية وخصوصاً المدنية التقدمية واليسارية منها الوصول للمجلس وتعدي العتبة الانتخابية عليها تعزيز تواجدها في الدوائر الانتخابية المحلية من خلال ترشيح اعضائهم المميزين وذو القواعد الانتخابية القوية في دوائرهم الانتخابية وخصوصاً من كان لهم تجارب سابقة في مجالس النواب وان تكون القوائم المحلية رافعة للقائمة العامة للحزب لتساهم في تجاوزها العتبة وثم منافستها للحصول على المقاعد


وعليها النظر بجدية بالتحالفات الانتخابية والبحث عن ارضيات مشتركة للاحزاب من هذا الطيف السياسي وان كان اليوم الحديث عن تحالفات فغداً بعد الانتخابات واذا ارادت الاستمرار ووضع نفسها على الخريطة السياسية بثقل مؤثر عليها اتخاذ القرار الذي طال انتظاره وان تندمج الاحزاب من ذات الطيف بجسم وهيكل وقاعدة واحد وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والبحث عن نقاط الاتقاء لا نقاط الاختلاف
و عليها ايضاً ان تتبنا خطابها بموضوعية الطرح وعدم الانجراف نحو خطاب خيالي غير مرتبط بالواقع لهذا يجب أن يكون الخطاب برامجي قادر على تحليل الواقع بشكل دقيق وشامل بما يخدم الصالح العام ويجنب الاصطدام بالمجتمع


مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/22 الساعة 17:14