غزة والانتخابات الأميركية
نادرا ما تكون قضايا السياسة الخارجية أمرا حاسما في السلوك الانتخابي الأميركي. غالبية المصوتين يركزون على قضايا محلية اقتصادية من بطالة وتضخم وضرائب وغيرها، أو اجتماعية مرتبطة بمعدلات الجريمة والإجهاض والعنصرية وغيرها. الانتخابات القادمة قد تشهد تغييرا على ذلك من كم أعلى من الاهتمام بالقضايا الخارجية بسبب البعد الإنساني لما يحدث في فلسطين لا سيما والتأثير الإعلامي الذي ينقل التكلفة الإنسانية للحرب هناك. الأميركيون من أصول عربية بالتحديد يشعرون بخيبة أمل كبيرة جراء تعامل إدارة بايدن مع حكومة نتنياهو وعدم قدرته على وقف القتل في غزة والضفة، وهؤلاء عادة ما يصوتون للحزب الديمقراطي، والأهم أنهم متواجدون في ولايات غير محسومة انتخابيا لأي حزب، ما يضاعف من أهمية أصواتهم. هذا يفسر لماذا ذهب بايدن عدة مرات لولاية متشغن الأميركية التي يتواجد فيها عدد كبير من الأميركيين من أصول عربية، والذين صوتوا بأوراق فارغة في الانتخابات التمهيدية ما يعني أنهم لن يذهبوا لترامب ولكنهم أيضا لن يصوتوا لبايدن. رسالتهم واضحة إننا لا نستطيع التغاضي عما يحدث في فلسطين وغزة من قتل، وإننا نرغب من الذي سنصوت له مزيدا من الإقدامية لوقف ما يحدث. هؤلاء لا يؤيدون حماس ولا متعاطفين معها، وليسوا ضد إسرائيل ولا السلام، ولكنهم لا يمكن أن يقبلوا كم المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون.