الفايز يكتب: ‏الفرن والفران والفئران

حازم الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/21 الساعة 10:23
‏إن كل من يمعن النظر في الفرن وكيفية عمله وتركيبه وبنائه قديما أو حديثا يجب أن ينتابه الفضول لمعرفة تفاصيل عمل الفرن وبالتحديد ما يتعلق بموضوع درجات الحرارة وآلية الاحتراق اللازمة لتشغيل الفرن لينجز العمل الذي أنشأ لاجله بأفضل جودة ممكنة و بأفضل المعايير لكي تتناسب مع الاستخدام أو الاستهلاك ‏وهنا تتفاوت المعايير والجودة بين فرن وآخر وبحسب مواصفاته وتركيبه وهذا التفاوت يعطي ميزة التنافس بين الأفران فلو كان الناتج متطابق بين جميع الأفران لانعدمت التنافسية و لتم القضاء على التنوع الابتكار والتطوير والتميز واكتنف الجمود كل ما يتعلق بمخرجاتهوحال ان تم فهم موضوع الفرن و وجوب اختلاف مواصفاته ومقاييسه من فرن لآخر وحتى تفاوت درجات حرارته وتركيبتهفلابد لنا أن نمعن النظر ايضابالفران وطبيعه عمله وانه جزء لا يتجزأ من معادلة الفرن وأن له الدور الأكبر في إنتاجية الفرن والمخرجات التي تنتج عنه من خلال تحديث وتعديل مواصفاته وحجمها و تحديد قدرته الاستيعابية وآلية التشغيل المناسبة له ودرجات الحرارة اللازمة و الصيانة وكل ما يتعلق بامور الفرن‏وله أيضا الدور الأعظم فوق كل ذلك في الخلطة الرئيسية التي سوف توضع في الفرن ومتابعة نضجها وضمان جودتها ومطابقتها للمعايير التنافسية المطلوبة لجعلها منتج مطروح ومقبول ويحقق الإيراد المطلوب منه بمعنى آخر تحقيق النتيجة الأفضل والمثلى لذلك المنتج أو المخرج ولابد من الإشارة أن كفاءة الفران وقدرته وحرفيته بذلك العمل هو ما يتيح فرصة التنوع والتغيير والتجديد والتحديث والبحث والاجتهاد من أجل التطوير‏فالفران هو أساس لا يمكن الاستغناء عنه وبطبيعة الحال يتمتع بالعديد من المواصفات والصفات والقدرات التي تمكنه من أن يكون فران فليس كل شخص بمقدوره أن يكون فران فالحمل على كاهله ثقيل وعمله متعب ومضني ويتحمل فيه الكثير من المشقة والإجهاد المترتبة على درجات الحرارة المتغيرة والتي تكاد تصل في بعض الأحيان إلى درجة الغليانوفي أوقات عصيبة تتفاوت درجات الحرارة بين الفاترة والحارة خلال مدد زمنية قصيرة دقائق مثلا أو ساعات بسيطة تختلف فيها درجات الحرارة بالإضافة إلى تقلبات الطقس كمؤثر خارجي يكون في كثير من الأحيان عبء إضافي يتحكم في عمل الفران وقدرته على إنجاز عمله بالكيفية والكفاءة التي يريدها ويطمح إليها
‏فأعان الله الفران على عمله وندعو الله أن يمده بالقدرة و الاستطاعة على مواصلة عمله الشاق والمجهدفبالإضافة إلى كل ما يعانيه من مشقة العمل تظهر له الفئران التي تنغص عليه عملهففي مجال عمله لا يمكن استثناء الفئران فهي في بعض أوجه نظر البعض أمر طبيعي ووجودها أمر حتمي لابد منه كونه يوجد هناك مادة أساسية في صناعة المنتج الذي يعده الفران هي مادة جاذبة للفئران كما هو معلوم تتغذى عليها (فكما هو معروف و معلوم حب القوارض للحبوب)وكونها مشكلة يواجهها الفران واقعة لا محالة يقوم بالتعامل معها بحسب نظرية النسبة فتكون هناك نسبة لا يمكن تجاوزها لهذه الفئران ويجب أن تبقى في حدها الأدنى ليتمكن من التعامل معها وضمان عدم افسادها للمنتج الذي يجتهد الفران على إنجازه بأفضل صورة وجودة ممكنة تسمح له بالمنافسة والتطوير والربح بكل معانيه والحصول على مردود يكفي من يعيل لينطلق إلى أدوار أخرى ويرتقي إلى وضع يسمح له بإنشاء معادلات نسبية لضمان التحسين و الاستمرارية
‏ولا بد هنا من الإشارة إلا أن أكثر ما يؤرق الفران هو تجاوز عدد الفئران للحد المسموح به الذي يصبح عائق ويؤدي إلى تعذر إمكانية التعامل معهم والذي بطبيعة الحال سيؤدي إلى تدمير الفرن الذي ينتج رغيف الحياة و يضيع كل ما بذله الفران من جهد وتعب و يبقى الناس جوعىو لذالك لابد أن يتم النظر بالمقام الأول لإدارة مخاطر تجاوز الفئران للحد المسموح به ضمن تخطيط سليم وإجراءات حازمة وقويه لضمان عدم نسف تلك الفئران لعمل الفران وإغلاق الفرن
فالفرن و الفران و الفئران‏هي معادلة مترابطة بشكل أو بآخر شئنا أم ابينا ولا بد من صياغة دقيقة لتلك المعادلة لكي نستطيع أن ننتج الرغيف الذي كلنا نتسابق إليه ونعتمدعليه لأجل الحياة واستمراريتها‏فدعم الفران واجب وحق وضرورة
‏والحفاظ على الفرن أولوية قصوى
‏والسيطرة على الفئران استراتيجية و مطلب ملح من أجل سلامة الفرن والمنتج
فأبعدك الله عنا أيتها الفئران و كفانا شرك
‏ولك الله أيها الفرن على ما تتحمله من كل تلك الموجات الحرارية الهائلة التي تشتعل داخلك
‏و كان الله لك أيها الفران خير معين لما وعلى ما تتحمله في سبيل صناعة ذلك الرغيف لمن تعيل‏حفظ الله الأردن أرضا وشعبا وقائدا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/21 الساعة 10:23