شطناوي يكتب: (صوت الجياع)

إسم كتاب، أتذكر أن الأستاذ الشاعر نايف ابو عبيد مدرس اللغة العربية، قد طلب من كل تلميذ شراء كتاب لرفد مكتبة مدرسة حوارة (والتي أنشئت سنة١٩٢٢م) من جيبه الخاص في زمن كان للقرش والتعريفة وزن وقيمة لندرة العملة. وقد كان شراء هذا الكتاب من نصيبي، كانت الكتب المدرسية القديمة، الجديدة،كتب المطالعة تباع وتشرى، من مكتبات تتواجدفي الشارع الهاشمي بإربد، وقد ذهبت مرارا لشرائه، ولكني لم أعثر عليه،استبدل بشراء كتاب آخر بدلا عنه. وهكذا مضت عقود من عمري ولم أتمكن من العثور على هذا الكتاب والإطلاع عليه بعد، وقد حدث هذا في زمن التعليم الجميل........ وإن ما يجري من بطولات وتضحيات في غزة المعزة وفي فلسطين الحبيبة ضد عدو لئيم محتل،وما تعرضه الشاشات من مشاهد مأساوية، قد عصفت في ذهني هذه الذكرى. فما حُرِمتُ من قراءته على شكل حروف،فإن هذه المشاهد جعلتني أقرأ الكتاب مرسوما على وجوه مؤمنة بالله وبقدره،ألسنتها تناجيه بنصره لها وهي تعيش الجوع واقعا،هي لا تشكووجع جوع المِعَدِ والبطون،وإنما تشكو خذلان القريب لها،تقاعسالصديق،ولؤم وغدر العدو،بنفسالوقت ممتنة للبعيد على موقفهالمناصر لها. هذه الوجوه المؤمنة بعدالة قضيتها،تنشد النصر على أعداءالله،أعداء الإنسانية،ترفض الذلوالخنوع للأعداء،متعالية على جراحها وجوعها،لأجل تحقيق النصر. كما أنها كشفت زيف وخداعالصهيونية والغرب المتصهين ومن والاهما،من مدعي شعاراتظاهرها رحمة وباطنها العذاب. فالجوع ليس جوع البطون، وإنما الجوع هو جوع متعطش للتحرير بهامات مرفوعة ولباسالعز والكرامة يكسوها وإكليل الغار يعلو جباههم. اللهم نصرا مؤزرا للمجاهدين في غزة المعزة والمفخرة وفي فلسطين الحبيبة،إنك على كل شيء قدير وبك نستجير. والحمد لله رب العالمين.