حسين أمير عبداللهيان.. رحيل 'سليماني' الدبلوماسية الإيرانية

مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/20 الساعة 11:18

مدار الساعة - بعد الإعلان رسمياً عن مصرع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي جرّاء تحطم مروحيته، مع وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، توجهت الأنظار نحو مسيرة كبير الدبلوماسيين الإيرانيين، الذي شغل العديد من المناصب، ولاسيما ما يتعلق منها بالشؤون الدولية والإقليمية، وقاد الدبلوماسية الإيرانية لمدة 3 سنوات.

ويعتبر حسين أمير عبداللهيان، الذي توفي عن عمر يناهز 60 عاماً، شخصية دبلوماسية وسياسية بارزة، وعُرف بقربه من المرشد الأعلى علي خامنئي، كما بنى علاقات وثيقة مع الحرس الثوري، ووصفه البعض بأنه "سليماني الدبلوماسية"، في إشارة إلى اتباعه خطى قاسم سليماني.
من هو عميد الدبلوماسية الإيرانية؟
حسين أمير عبد اللهيان، دبلوماسي إيراني محافظ، رشّحه الرئيس إبراهيم رئيسي عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2021 لمنصب وزير الخارجية، وحظي بثقة البرلمان المحافظ.
ويعرف بقربه من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وحركات المقاومة في غرب آسيا، لا سيما حزب الله اللبناني، كذلك كان معروفاً بأنه طور علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك قائده السابق قاسم سليماني، خلال العقود التي قضاها في المناصب العليا في وزارة الخارجية.

ولد عبد اللهيان عام 1964 في مدينة دامغان بمحافظة سمنان (شرق العاصمة الإيرانية طهران)، لعائلة فقيرة في مدينة دامغان، وبينما كان لا يزال في السادسة من عمره توفي والده، فاضطرت العائلة في سعيها للبحث عن ظروف أفضل للانتقال إلى العاصمة، حيث استقرت في أحد أفقر أحياء المدينة جنوب مطار مهرآباد الدولي.
وتزوّج عبد اللهيان عام 1994 وله ولد وبنت.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية بين 1980 و1988، تطوع عبد اللهيان للخدمة في القوات الإيرانية، وهو لا يزال بصدد استكمال دراسته.
وفي عام 1991، حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية، ثم أكمل الماجستير والدكتوراة في التخصص نفسه من جامعة طهران، وسرعان ما دخل السلك الدبلوماسي، وعُيّن وكيلاً لسفارة بلاده في العراق عام 1997 و2001.
وعقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تمّ تعيينه وكيلًا للمساعد الخاصّ لوزير الخارجية في الشؤون العراقية حتى عام 2006.
وخلال العام الأخير من مهمّته، عُيّن عضواً في اللجنة الأمنية السياسية للمفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).
وفي عام 2006، شغل منصب مساعد المدير العام لدائرة الشؤون الخليجية والشرق الأوسط، قبل أن يصبح في العام ذاته ريساً للجنة الخاصة بالشؤون العراقية حتى عام 2007.
وفي عام 2007، تم تعيينه سفيراً في البحرين. ثم تولّى عام 2010 منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخليجية والشرق الأوسط مجدداً، وتمّت ترقيته في العام التالي إلى نائب وزير الخارجية لشؤون الدول العربية والأفريقية، وظل في هذا المنصب حتى عام 2016، وبعد ذلك، عمل مساعداً خاصاً لرئيس البرلمان الإيراني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2021 حيث تم تعيينه وزيراً للخارجية.
وكسب كبير الدبلوماسيين الإيرانيين حسين أمير عبد اللهيان زخماً إعلامياً خلال الفترة الماضية، خاصة مع تكثيف الجهود الدبلوماسية بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
كذلك كان معروفاً بأنه طور علاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك قائده السابق قاسم سليماني، خلال العقود التي قضاها في المناصب العليا في وزارة الخارجية.
وحظي ترشيح عبد اللهيان لتولي حقيبة الخارجية بأغلبية 270 صوتاً مقابل 10 أصوات، في البرلمان الذي يقوده المحافظون، وأظهرت النتيجة آنذاك حجم التأييد والثقة التي يحظى بها القادم الجديد إلى وزارة الخارجية.
ومنذ تسلّمه منصبه عام 2021، أعلن حسين أمير عبد اللهيان بشكل واضح ما يريد تحقيقه من خلال وزارة الخارجية.
"جندي سليماني في الدبلوماسية"
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي"، بعد تشكيل الحكومة الجديدة في طهران عام 2021، وصف أحد المشرعين الإيرانيين عبد اللهيان بأنه "قاسم سليماني آخر في مجال الدبلوماسية"، وذلك استناداً إلى ما يعرف عنه من مواقف داعمة لما يُسمى "محور المقاومة" في الشرق الأوسط، والتي تشمل عدداً من الجماعات المسلحة، على غرار حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، وحركة حماس، وغيرهم من الجماعات التي تدعمها إيران.
وقد وصف عبد اللهيان نفسه ذات مرة، وفقاً للمجلة، بـ"جندي سليماني"، لافتاً إلى أنه في كل مرة يذهب إلى دولة ما كمبعوث دبلوماسي وتفاوضي، فإنه يتشاور أولاً مع قاسم سليماني للحصول على التوجيه اللازم، وأشار إلى أنه منذ بداية حياته المهنية، عمل بشكل وثيق مع قائد فيلق القدس، وكان حاضراً خلال المفاوضات المباشرة عام 2007 مع الأمريكيين في العراق، عندما كان الفريق الإيراني تحت إشراف سليماني يتفاوض مع مسؤولي وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الأمريكية.
ولطالما رأى أن تصرفات قاسم سليماني و"فيلق القدس" في الشرق الأوسط جلبت الأمن لإيران والمنطقة، معتبراً أن موافقة الولايات المتحدة على التفاوض مع طهران في مناسبات مختلفة ارتكزت بشكل أساسي على قدرات إيران ونفوذها في المنطقة.
وذكرت المجلة الأمريكية أن موقف عبد اللهيان تجاه الاتفاق النووي يتمثّل في أن "الدبلوماسية لا تفهم إلا لغة القوة"، إذ يعتقد أنه، كي ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن إيران، يجب على الأخيرة زيادة نفوذها في المفاوضات من خلال تطوير برنامجها النووي، كما أيد التشريع الذي بموجبه خفضت طهران بشكل كبير التزاماتها النووية، وقيدت بشكل وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشآت النووية.
وعندما تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، إثر هجوم غير مسبوق استهدفت فيه الأخيرة قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وأدى إلى مصرع عدد من الجنرالات الإيرانيين، أيّد عبد اللهيان بقوة الرد الانتقامي الذي اختارته بلاده بإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل، والذي لم يسفر عن أي خسائر بشرية بين الإسرائيليين بحسب بيانات الطرفين. وكالات


مدار الساعة ـ نشر في 2024/05/20 الساعة 11:18